زملاء

المكتب الدولي للجمعيات الإنسانيةيطرح أسئلة حول كاترينا

 

نتقدم، بادئ ذي بدء، بخالص العزاء والمواساة للشعب الأمريكي على مصابه الجلل في ولايات الجنوب التي ضربها إعصار كاتريناإن “مأساة كاترينا” تطرح علينا جميعا أسئلة كبيرة وتستجوبنا حول العلاقة بين العمل الإنساني والسياسات الحكومية. فالعمل الإنساني ليس مجرد لحظات عطف وتعاطف، بل هو سياسة منظمة للدول والمجتمعات لاقتصاد الأوجاع والضحايا وتثبيت حقيقة تقول بأن الفلسفات والأديان الكبرى بتكريمها الجنس البشري جعلت من حقوقه الأساسية الوقاية والإسعاف في المصائب الطبيعية. وأن أفضل وسيلة لأحسن وقاية تكمن في الحؤول دون المصائب التي يتسبب بها الإنسان لأخيه الإنسان من حرب واستغلال وهيمنة.

إن الكارثة التي حلت بساحل الخليج الأمريكي لم تكن حدثاً عاديا، وحسب رأي صحيفة  نيويورك تايمز”الكارثة هذه المرة من صنع البشر”! الخبراء الأمريكيون يعتبرون  إهمال سدود مدينة نيو أورلينز وتخفيض موازنات الاستعداد للكوارث المتوقعة سببا أساسيا في فداحة أعداد الضحايا. وستكتمل المأساة عند المنسيين من حاملي المواطنة الأمريكية  مع تخفيضات الإنفاق الاجتماعي وتخريب أنظمة الضمان والإعفاءات الضريبية عن الثروات الكبيرة  وصرف مئات المليارات للحروب الخارجيةلسنا في غزة أو القائم أو الفلوجة والنجف، بل في الولايات المتحدة الأمريكية. وعلى مدى أيامٍ إعصار كاترينا، ومنذ 29 آب / أغسطس 2005، مئات آلاف العائلات الفقيرة في ولايات لويزيانا والمسيسيبي وألاباما، خاصة من السود وغيرهم من الأقليات، تتعرف على الموت دون عدوان خارجي: الماء الصالح للشرب والكهرباء والدواء والمأوى غير متوفر هذه المرة في الدولة العظمى.كتب أحد المواطنين السود موقعا باسم (بلوز): لا أفهم أن تصلنا المساعدات من السعودية وقطر والكويت وتعرض كوبا وفنزويلا وأن لا يقطع ديك شيني إجازته، أليس هناك خلل ما في مكان ما أم أنا المختل؟! “. وجد جنود للحرب ولا جنود لإسعاف المسنين والأطفال والمستضعفين. يوجد قرارات لإغلاق المنظمات الخيرية ولا قرارات لمساعدات إنسانية لائقة ببشر يعيشون في القرن الواحد والعشرين. يوجد قوانين استثنائية لتحديد الحريات ولا قوانين استثنائية لإنقاذ الضحايا. نعم هناك خلل، هذا الخلل يترك آثاره علينا جميعا. الفارق بين تسونامي وكاترينا أن الأول كان لنقص الموارد والإمكانيات، والثاني لتوظيف الموارد والإمكانيات في خدمة الحرب والهيمنة والعداء بين الشعوب إننا نعرب عن تعاطفنا وتضامننا مع ضحايا كاترينا، نستغرب خطاب من يحاسب على التضامن معهم، ونعتبر قصور من يحكمنا سببا إضافيا لتضامن كل المنظمات الخيرية والإنسانية لتكون هي السند الأساسي والدائم لكل المستضعفين

باريس وجنيف 8/9/2005 

المكتب الدولي للجمعيات الإنسانية و الخيرية
International Bureau for Humanitarian NGOs
Bureau International Des ONGs Humanitaires

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق