زملاء

عمار عكلة :رسالة من أسـرة نضـال درويـش


المرسل إليه: نضال درويش عضو هيئة رئاسة لجان الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان في سوريا /ل.د.ح/
العنوان : احد أقبية أجهزة الأمن في العاصمة السورية دمشق
المرسل : أسرة نضال درويش

مرحبا أيها الصديق ..
بالأمس مررت بمنزلك كي اشد من أزر عائلتك بعد أن بلغني نبأ اعتقالك واقتيادك إلى دمشق وفق ما أفادت به أجهزة الإعلام ..
وقد قرأت في وجوه من مررت بهم الكثير من الكلام وكل واحد منهم كان لديه قولا لك كبته في نفسه ولم يبح به .. علني وجدت نفسي بأنهم أوحوا لي أن احمل أمانة نقل هذه الرسالة لك ..
• من ضمن ما قرأت يا صديق ما كان في عيني زوجتك ((نغـم )) من انكسار وقد يكون عتباً كانت

تصرخ في أعماقها .. بأي ذنب أيها الحبيب اقتادوك من بيننا وما اقترفت ؟
أليس ذنبك الوحيد بأنك أحببت وطنا و حلمت أن يكون لجميع أبناءه ..!!؟؟
وهل ذنبك كان انك نذرت نفسك للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات !!؟
أهكذا مآل من يدافع عن الحرية تغتصب منه حريته ؟؟
أيها الحبيب ربما كنت ورفاقك تقاومون طواحين الهواء .. أو ربما كنتم تنحتون في صخر..
ولم يكن صوتكم مسموعاً , فكان صراخكم في وادٍ قفر لا يرتد صداه إلا إلى مسامعكم ..
أيها الحبيب .. أفتقدك لتضمني , لأداعب شعرك حينما تضع رأسك المثقل بالهموم بحجري لتأوي إلي لتنال قسطا من استراحة محارب ..
كم أنا بشوق لك وأخشى أن تطول غيبتك عنا كثراً , لكن أعدك أيها العزيز أن أبقى متماسكة قوية فها أنا الآن من يهون الأمر على من يمرني لمواساتي ودعمي وأشد من أزرهم وأكون كما عاهدتني ..
• كما قرأت أيها الصديق في عيون ولدك البكر((أثـير)) ابن الأعوام العشرة كلاماً أبرمنه سناً وزمنناً فكان يردد في أعماقه عذراً أبي العزيز ربما حين أكبر لن أسير على النهج الذي أنت عليه لأن ليس من جـدوى لكل ما تفعلون وكل هذا الشقاء هم يا والدي لا يسمعون سوى صوتهم ولا يرون أحداً سواهم ..
ربما يا أبـي أهاجر إلى آخر الدنيا لأنـي أرى المستقبل أكثر قتامة وسوداوية, ونسـير في نفقٍ معتم ليس لـه نهاية ..
• أما الصغيرة(( لولو)) كانت أكثرهم مرحاً وبالرغم من صغر سنها كانت الأكثر تماسكاً فقد وجدتها تقول في نفسها .. سأرفع رأسي عالياً لان لي أب اسمه ((نضال درويش )) هو من نذر نفسه لأجلنا جميعا كي نكون أحراراً
نعم أنا ابنة ذاك الرجلُ الذي ما انفك يوماً عن حبِ وطنهِ وأحبنا به وأحببناه فيه ..
لن يستطيعوا أن يدخلوا الكراهية في قلوبنا أبي ..
وسنبقى أوفياء لهذا الوطن كما أنت تعلمت وعلمتنا ..
وإن كانت ابتسامتنا تسبب لهم إزعاجاً وحلمنا يربكهم ويقلقهم , ولهذا أرادوا أن يأخذوك بعيداً عنا ولا ندري أين أنت وكيف تقضي وقتك من دوننا..؟؟ بالرغم من كل هذا أبـي ستبقى ابتسامتي مرسومة على وجهي ولن ادعهم يحققون ما يريدون ..
انتظرك أبـي و أرقب عودتك , كي تأخذني إلى صدرك ..
* أيها الصديق العزيز لا أعرف كيف ستصل إليك هذه الرسالة؟ أغشى أن تعود لمصدرها لجهالة العنوان..
لكن أهيب بمن أخذك وسلب منك حريتك وأبعدك عن أسرتك أن يعيدك بأسرع ما يكون وكذلك كل من سـبقك وتلاك من محبي هذا الوطن وعسـى أن أجد من يسمع صوتي و أنادي من ليس بأذانهم صممُ..
أما آن الأوان بعد أن يتقبلَ أحـدنا الآخـر دونمـا إقصاء لأحد أو تخـوين ومتى سيكون وطننا يتسع جميـع أبناءه ولا نحاسب فيه على النواياالأقوال؟؟؟

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق