زملاء

مايا زريق : يحدث في بلــــــد الثورة

  1. ما يحدث على الساحة السورية هو ليس رغبة الدول الاقليمية و الغربية بوأد ثورة يتطلع شعبها الى الحرية فحسب, هو أبعد من هذا بكثير , هو الخوف من زعزعة التوازن غير العربي المسيطر على منطقتنا بسبب غيبوبة المشروع العربي .. عندما نتأمل الخارطة السياسية لما أُطلقَ عليه بمنطقة الشرق الأوسط, فان ملاكه و الماسكين بزمام أموره الأمنية و الاقتصادية و الحضارية هم تركيا, اسرائيل, ايران عدا عن قواعد أميركا العسكرية
  2. لحماية أبار النفط من أصحابها…هو المخطط الذي بات واضحاً انه ممنوع على العرب القيام بأي مشروع حضاري أو تقدمي أو تحرري لمواجهة توازنات غير عربية, رغم انه في العلم السياسي يجب التوازن لمنع حدوث هوة في منطقة يتطلع العالم اليها… فبقية الثورات العربية مع احترامنا لها لم تؤول الى أي خلل في توازن القوى غير العربية التي تم الاتفاق عليها سلفاً. أما الثورة السورية, فانها الوحيدة القادرة على لجم ايران عن طموحاتها التوسعية و الهيمنة على غربها تارة باسم فلسطين و تارة بتحريض خرافاتها و كذلك تعرية العلاقة الروحية و الأمنية بين اسرائيل و نظام العصابة و الكشف عن وجه تركيا المتثاقلة بين رغبتها في التطور و الحداثة وبين أوراقها الخطرة على وحدة أراضي الدول العربية…لا تملك الثورة السورية الا أن تنتصر, فهي ثورة لبنان و فلسطين و العراق و مصر و حتى ثورة الشعب الايراني المظلوم بترهات و أطماع حكامه…ثورة روسيا على مافياتها و ارتباطها العفن باسرائيل.. ثورة الله على الظلم و القهر في كل ارجاء الأرض.
  3. معتوه ايران و قائدها نحو الهاوية أحمدي نجاد يتهم الغرب بشن حرب اقتصادية على بلاده… للتصحيح أيها الهارب من كهوف الحقود التاريخية .. أيها القادم من سراديب الخلاص و الخرافة,الاقتصاد الايراني انهار بسبب افراط ولي الله على الأرض و فقيه القتل و المذهبية بدعم ميليشيات القتل و فرق الموت في دول الجوار المنحوسة بكم و بأفكاركم الهدامة و بحشو دول الخفاء في تمرير سياسة التشييع و فرض مذهبكم و أفكاركم بالفرقة و التشتت المذهبي و انتشاره.. الاقتصاد الايراني انهار لأن مال الدولة لا يغذي مشروع انساني رائد يرتقي باحلام شعبكم و شعوب المنطقة, و بسبب التمويل الهائل للحرب القذرة على شعب سورية الأعزل و شراء الاقلام المأجورة و الأبواق المسعورة و ضخ المال الملوث في جيوب نظام العصابة لنفخ الروح في أجهزتها المنخورة.. الاقتصاد الايراني انهار لأنكم قطعتم من لقمة الشعب الايراني المنكوب بكم لتحققوا حلماً لا يغني و لا يسمن من جوع.. حلم تدمير شعوب أمنة و قابلة للعيش و التعايش معكم على مبدأ حسن الجوار الذي ما أمنتم به يوماً..
  4. تدمير سورية بهذا الشكل الخرافي, بهذا السلوك المرضي و الوحشي الى حد حرق أسواق حلب القديمة و القاء براميل ال تي ان تي لتلتهم الاخضر و اليابس. ابادة المنازل و من فيها و جرف البيوت و الأراضي , هو منهاج تعدى سلوك نظام يحاول قتل ثورة شعبية عمت البلاد.. هذا التدمير الشامل و حرق البلد بخرافات عقول ما قبل التاريخ تقف خلفه دولة احتلال أتت الى بلادنا بكل أحقادها التاريخية و أطماعها التوسعية و حلمها القديم بتدمير أمة تفوقت عليها في مرحلة ما.. انها الامبراطورية الجديدة الحاملة معها الاستعمار الشرقي الجديد و المتسلقة على متلازمة جديدة أصابت بعض العرب هي متلازمة طهران.. لو قُدر للثورة السورية أن لا تنتصر لا سمح الله, فلن تقوم للعرب و لا لتركيا قائمة لمئات سنين قادمة…!
  5. قُصف الفلسطيني قبلأً في تل الزعتر, ثم لاحقه الموت في مخيمات صبرا و شاتيلا قادماً مع جحافل ايلي حبيقة حليف الأسد, و ذُبح في الأردن بأيلوله الأسود, و شُردَ على حدود ليبيا بوحي الكتاب الأخضر لعبقري أفريقيا, و خُنقَ في غزة برائحة صفقات الغاز المهداة الى الكيان الصهيوني لتمتلأ دباباته بها و تبتلع أراضيه. و بالتزامن , و اليوم يقتل في فلسطين و مخيمات اللجوء في يرموك دمشق… هو الفلسطيني الذي عليه أن يُقتل و يُباد و يُشرد لأنه الشاهد الصامت على تواطئ حكام العرب على أرضه و لأنه لم يصرخ في وجوههم و هم يبررون قتله و خيانته باسمه, و هو الذي كان مرآة ضعفهم و تواطئهم و عمالتهم.. و هو الذي كان سبباً في اعتلائهم السلطة و ركوبهم على رقاب شعوبهم و ما تأمل منهم خيراً… اسرائيل و نظام العصابة يواجهون عدوهم الفلسطيني في الاراضي المحتلة في فلسطين و سورية لأن فلسطين هي الغائب الحاضر..
  6. تاريخياً, جميع المجازر تمت بشكل سريع و حاسم أو متقطع… المغول والتتار قضوا على العرب المسلمين بحملة شرسة و سريعة, الصلييبون شنوا حملاتهم على مراحل و تخللتها هدنات حرب, حتى أطول حرب مع اسرائيل في غزة رغم فظائعها, كانت سريعة و حاسمة و مكثفة… الا نظام العصابة, فهو يقتل بشكل مكثف و يومي و يمعن بالقتل و المجازر المهولة بشكل روتيني .. الهدف من هذا السلوك هو الابادة المنظمة و التي تدفع الروح الى اليأس و الاحتقان و التشتت و فقدان الصواب.. شئنا أم أبينا, نجح هذا المسخ الى حد ما بجر الوطن الى حرب طويلة وسط الأضواء الخضراء التي سمحت بكل الخطوط الحمراء… علينا أن نتسلح بكامل الجهوزية و العمل على كافة الجبهات… من الجهاد بالكلمة الى الجهاد بالنفس و المال.قد أكون الشخص الأخير الذي تابع الفيديو الشهير عارضاً رمي بعض الثوار في حلب بعناصر من الأمن العسكري من على الأسطح, رغم أنني قرأت التعليقات و الأراء و كانت كافية ليقف عندها عقلي بلحظة ذهول و أسى… ثم شاهدت الفيديو قبل ساعات و كأنه فيلم تاريخي لمخرج عبقري يوثق لحظة انكسار انسانية.. و بغض النظر عن نظرية أن النظام قد نجح ببث بعض التنظيمات في صفوف الثورة و الجيش الحر و حرض البعض على هذا المشهد المرعب,
    الا أن الفيديو قد أظهر حشداً لا بأس به من البشر التي تقمصت روح النظام بالعدوى أو الكراهية و التي هللت و ابتهلت و كأنها في تقليد موروث لعقيدة وثنية.. قد أكون عكس البقية من الأصدقاء فقد شعرب بالوجع و الانكسار لهؤلاء, فأن يشمتوا بالجثة و يتمنوا أن تموت و تتألم للمرة الألف, هذا يعني أنها قتلت فيهم الروح حتى بعد أن ماتت… مسكين الانسان عندما يفقد لحظة الرحمة و العقل.. كل ما في المشهد السوري مؤلم, دمار, وقتل و اغتصابات و يتم و تشرد و ألم غير قابل للتخدير…. لا أبرر و لن أبرر و لكني أقول أن هذا المشهد سيتكرر تماماً كما سيتكرر معه صوت العقل و النصح و التوعية.. لكي لا ننسى, أن الثورة السورية و بغض النظر عن فصائل كثر دسها نظام الشيطان, هي أيضاً ثورة شعبية, شعب بأكلمه التأم بعد تيه بأنبيائه و ملائكته و وروده و شواذه و قواده و عاهريه, فحتى بعض أشقيائه و غوغائيه انضموا الى الثورة, فمن قال ان الحرية لا تحق للأشرار منهم؟… و لا زلت على ثقة بقدرة و تقنيات الثورة المعجزة باجتثاث أخطائها.. فهي ليست كل هؤلاء.. هي أيضاً الشباب الواعي الذي انتفض على ذاته في جامعة حلب و المدينة الجامعية و اليوم التأموا في مبادرة حضارية للتحقيق فيما جرى..
    سورية…. و الثورة و الجيش الحر… لا أستطيع الا أن أثقَ بكم..
  7.  كائن لزج, هلامي الملامح, قبيح التكوين ينمو على طحالب الطائفية و أشنيات المذهبية, في مياه الجهل الاسنة.. نظام العصابة له أذرع الاخطبوط الطويلة و الغليطة تنبش في غرائز الجاهلين.. محير وضع لبنان.. هذا البلد الذي ذاق ويلات الطائفية و الكره العائلي و الانقسام الفكري و أل الى مئات الالاف من قتلاهم و مشرديهم و حالة حقد و تفكك محلي و ولاء للخارج الخبيث.. لماذ يقاتل علويو لبنان في جبل محسن ضد اخوتهم السنة في طرابلس؟ فقط للانتماء الطائفي الذي نحره حافظ الأسد و أخوه رفعت و هما أكثر من اساء الى طائفتهما؟ في حقبة الثمانينيات, كان رفعت يجيش مراهقي الجبل و القرداحة الفقراء باغرائهم بالمال و السلاح و الغرائز و تهريب المخدرات… حرمهم فرصة التعليم و الكهرباء و التقدم, و أتى بهم كالسبايا ليشكل بدايةً ما عرف بسرايا الدفاع تاركاً وراءه قرى علوية غارقة في التخلف و الجهل و الظلمة و ليطلقهم على أخوتهم كضباع البراري؟ لماذا يقاتل علويو لنبان ضد أخوتهم السنة و هم من ذاق مرارة الحرب الأهلية… لبنان, برميل البارود الطائفي, ان أشعلها نظام العصابة او طهران بعود كبريت أحرقته مجدداً.. لبنان هو البلد الوحيد الذي عود ثقابه يشعل لمئات المرات لتحرق أصابع ابنائه.. قليلاً من قراءة التاريخ عله ينفعه…
  8. مذيعة قناة الدنيا التي تجولت بين جثث الشهداء بدلع و غنج و لم تتنازل عن حقها في طلاء أطافرها و فتحات العري على كتفيها, هي احدى مخلفات التجهيل والتجييش و تقسيم المجتمع السوري وتدميره و التي ستظهر تباعاً مع مرور أيام الثورة المريرة. شخصياً, لا أستبعد و لا أستغرب اي ممارسات بهيمية و غريزية للطفرة الوراثية التي طرأت على جنس البشر و شكلت نظام العصابة و مؤيديها في سورية… ستكشف الأيام مع تعاظم المجازر التي تديرها ايران عن العفن و القيح الذي نما عليهما النظام و استطال على رقاب السوريين… الثورة عرت كل القباحات التي ألفناها و تعايشنا معها بشكل مرضي وشاذ و عملية تطهيرها ستكون موجعة.. … الا أننا منتصرون.
  9.  أثناء الحرب العالمية الثانية, أقر هتلر بزاوج الرجل بأكثر من امراءة لمعالجة أزمة الترمل أو العنوسة التي خلفها الموت على جبهات القتال… لحسن حظه, أنه لم تكن موضة الاسلاموفوبيا ملتهبةً في وقته ليهب عليه معارضوه و يتهموه بالتطرف أو التخلف. أتذكر هذه القصة على خلفية الضجة الكبيرة المثارة على موضوع عروض الزواج من بعض العرب على اللاجئات السوريات, و أقدر الجهود الفردية و الجماعية التي تجندت لالقاء الضوء  على ما اعتبروه اهانة و هي قد تكون كذلك اذا اعتبرنا الزواج في مثل هذه الحالات الانسانية العصيبة كاستغلال لارادة المراءة اذا تناسينا الموروث الثقافي بأن طلب الزواج هو بشقه الديني حلال و بشقه الحضاري اكرام للمرأة و تشريف لها. تناسينا أيضاً أن مجتمعات الرجال الذين عرضوا الزواج بهذا الشكل التلقيدي لم تقم بثورات اجتماعية أو فكرية أو دينية للتحرر من هذا التقليد الذي يعتبر الزواج هو حل لبعض المشاكل تحت مفهوم ” السترة”. أن يرى البعض عرض الزواج كاستغلال الحاجة و العوز و الوضع الانساني الضيق ضرباً من الاهانة و الابتزاز فماذا يسمى خطف نساء في كل أنحاء العالم و توظيفهم في شبكات الدعارة أو التجارة بالبشر و هو تجارة رائجة و تتورط فيه أجهزة تتداخل فيها بعض الحكومات؟ أذكر بحالات خطيرة قد تتعرض لها نساء العالم في حالة النزوح او اللجوء و التي قد تتمنى عندها من يعرض عليها الزواج كحماية…. طلب الزواج هو كأي مشروع اجتماعي له شروط و وواجبات و قابل للرفض أو النقاش أما ان أقرأ بعض البوستات و المقالات لتصوير بعض العرب بأنهم كالغيلان و الوحوش يحاولون النهش بلحم نسائنا و رميهم بعد افراغ شهواتهم, فهذا ايضاً ضرب من المبالغة و الانفعال و سوء دراسة لمجتعاتنا بشكل واف… الوضع الانساني في سورية برمته هو عرضة للاستغلال بنسائه و أطفاله و حتى رجاله. اللاجئون على الحدود هم الأكثر بؤساً لما يلاقوه من عذاب التشرد و المرض و الاستغلال و الخطف و الاغتصاب و القتل. و الأفضل لنا هو تقديم مشاريع سورية وطنية خالصة لانقاذ الانسان السوري بشكله العام عوضاً عن المبالغة في تصوير عرض الزواج كأنه الأخطر و الأكثر الحاحاً لعلاجه و التعامل مع ما يعتقده البعض أو يقدمه من حلول بحسن نوايا و حكمة…
  10. قطي المدلل و الذي أغار منه, حالة فريدة من الحرية… حالة نادرة من الارادة و الثبات.. لا يغير من عاداته و لا يفعل الا ما يروق له… يأكل متى يشاء و يشرب باحثاً عن استمراره بكل ثقة و جهد, يستلقي أرضاً في أي بقعة تحلو له.. في وسط الغرفة, في منتصف السلالم, تحت السرير, فوق الطاولات و على الكراسي و في كل مرة أجد نفسي أغير مسار اتجاهي لأنه ثابت في مكانه كالمسمار… متصالح مع نفسه, مرتاح مع عاداته… أستي قظ كل صباح لأجده داخل حوض المفسلة الذي أضطر لتنظيفه خصيصاً له كل ليلة و أذهب الى الحوض الأخر لكي لا أزعجه. يفتح أبواب الحمامات ليقتحم الأدراج و يعلب بمكعبات القطن و كلما أخفيتها, يجد سبيلاً لها. قطي الذي يهرب مني ان حاولت اللحاق به لأحضنه و اقبله ولا يأتي الي الا عندما يرغب… قطي الأشقر من علمني أن الحرية هي في الفطرة و الغريزة لا بالكتب و لا بالشعارات و لا حتى بالنطق..!!
اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق