زملاء

ما بعد سيطرة المعارضة المسلحة على إدلب


رغم تفاؤل القيادي في المعارضة السورية المسلحة حسام أبو بكر بما هو آت لجهة ما عدها انتصارات للمعارضة بعد سيطرتها على مدينة إدلب شمالي سوريا، حذر الخبير العسكري والإستراتيجي فايز الدويري من أن الوقت قد يكون في صالح النظام السوري لإعادة تجميع قواته والهجوم على المدينة من جديد.
ووصف أبو بكر لحلقة (29/10/2015) من برنامج “ما وراء الخبر” السيطرة على إدلب بأنه “نصر سياسي وعسكري وإستراتيجي” حققته المعارضة المسلحة، لأنها باتت بذلك تسيطر على منطقة إستراتيجية يحيط بها عمق كبير للثورة، وبالتالي وجهت “ضربة قوية” للنظام الذي قال إنه لم يعد يملك زمام المبادرة ويمنى بخسائر تجعله يتراجع من عدة جبهات.
وشدد على أن “جيش الفتح” ويضم جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وكتائب إسلامية أخرى، تمكن من التقدم بفعل توحد وتعاضد عدة فصائل مسلحة، ووعد الشعب السوري بمواصلة العمليات العسكرية ونقل المعركة للأراضي التي يسيطر عليها النظام.
وكان التحالف سابق الذكر قد أعلن السبت سيطرته بالكامل على إدلب، بعد خوضه معارك ضد قوات النظام استمرت خمسة أيام وأسفرت عن مقتل 170 عنصرا من الطرفين على الأقل، وفق حصيلة المرصد السوري لحقوق الإنسان.

بينما رأى الدويري أن قوات المعارضة يصيبها ما وصفه بالتراخي بعد كل عملية ناجحة، وشدد على أنه كان يفترض منها أن تواصل تقدمها على جبهات أخرى بعد سيطرتها على إدلب، لأن “أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم”، وذلك حتى تعرقل قوات النظام وتمنعها من إعادة تجميع صفوفها، فالمحافظة على إدلب تستدعي “تشتيت جهود النظام من إعادة تجميع قواته”، وأضاف “فأفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم”.
وشاطر المتحدث ما ذهب إليه أبو بكر من أن الجيش السوري كقوة مقاتلة لم يعد قادرا على الاستمرار، وأشار إلى أنه خلال العامين 2014 و2015 لم يستطع كسب أي معركة حاسمة، ولذلك لجأ إلى الاستنجاد بقوات من حزب الله اللبناني وضباط من إيران.
ومن وجهة نظر الدويري، كان النظام السوري قد سيطر على القصير والقلمون بدعم من حلفائه حزب الله وإيران.
قوات عربية
أما رئيس حزب الجمهورية السوري المعارض محمد صبرا فأثار نقطة أخرى تتعلق بعدم ترك إدلب وغيرها من المناطق لمن أسماها العصابة الحاكمة، في إشارة إلى نظام الرئيس بشار الأسد، وقال إن السوريين لا يخشون من الهجوم المضاد الذي قد تقدم عليه قوات النظام مع ما تملكه من صواريخ سكود وفي ظل صمت المجتمع الدولي على الأسد.
وتسود حالة ترقب ونزوح في إدلب شمالي سوريا خوفا من قصفها من قبل قوات النظام بعد سيطرة مسلحي المعارضة عليها، خاصة في ظل ما أوردته مصادر في المعارضة للجزيرة من أن النظام السوري يعد لهجوم مضاد على المدينة، قد يتضمن هجوما بغاز الكلور.

غير أن صبرا شدد على أن المسؤولية في ما قد يحدث من تدمير لإدلب يقع على عاتق الجامعة العربية التي قال إنها تحركت باتجاه اليمن، وأضاف أن الرهان في الوقت الحالي هو على هذه الجامعة في ظل الحديث عن قوات عربية مشتركة تكون قادرة على فرض إرادتها على الأسد ومنعه من تدمير المدينة السورية.
ودعا الجامعة العربية إلى تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك بعدما اعتبره تخاذل مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة.
تجدر الإشارة إلى أن القادة العرب المشاركين في القمة العربية السادسة والعشرين -التي اختتمت أشغالها الأحد في شرم الشيخ بمصر- قرروا اعتماد مبدأ إنشاء قوة عسكرية عربية تشارك فيها الدول اختياريا.
كما شدد صبرا على ضرورة قيام القوى الإقليمية بإيقاف ما أسماها “مراهقة الإمبراطورية” الإيرانية ومنعها من تفكيك المنطقة في ظل الترتيبات الجارية لإعادة تشكيل المنطقة إستراتيجيا، مشيرا إلى أن “ما يحدث في سوريا يؤثر على السعودية والأردن وحتى مصر”.

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق