زملاء

عبدالكريم العبيد: الــــرقة من الحراك السلمي الى العمل المسلح ووقوعها بفخ التطرف ( 2 )

ينشر موقع نشطاء الرأي جزء ثان من “ مـــدونات ثائر – مدينة الرقة من الحراك السلمي الى العمل المسلح ووقوعها بفخ التطرف “ للمناضل عبدالكريم العبيد واسمه الحركي “ أبو محمد الفاروق “ يتابع سرده بدون اي تدخل سوى التقديم والعنوان ، إيمانا منا بإهمية مايورد من معلومات تفصيلية عن مقدمات التحرك السلمي في مدينة الرقة والذي فيما بعد تحول الى عمل مسلح ادى الى دحر قوات النظام لتقع المدينة بيد الثوار الذين سرعان ما انقسموا الى فريقين ، الأول يريد للمدينة ان تكون ذات طابع مدني متعدد لكل ابناء المحافظة ( كما هو معروف عن الطبيعة السورية ) الفريق الثاني يريد ان يعود بالمدينة الى عصور الهمجية مستخدما بذلك مسميات دينية يتم تطبيقها عن جهل وتأخر وخلاف للدين الذي يتنادون به . موقع نشطاء الرأي 

4. أصبح الصباح وكان محلي مغلق في شارع المنصور {الرقة} استيقظنا ولم نعرف وقتها ليلنا من نهارنا ولا نعلم إن كنا نمنا الليل ام لا من هول ما حدث من قتل عمد للناس العزّل برصاص أمننا ولكن لم يكونوا أمننا بل كانوا قتلتنا .. تجولت في المدينة التي كانت عامرة في الحياة مع صديقين لي كانت مدينة أشباح الناس في الشوارع والشباب متفرقة تنتظر أي سرب من الاسراب المتوحدة لتنظّم له وتصيح بصوت عالي وتنادي للحرية التي دفعنا ثمنها دم ..ولكن لم نرى هذه الجموع الحاشدة التي ننتظرها وكان عشمنا كبير بعشيرة البريج وقلنا خلاص النظام اليوم رح يسقط بالكامل بالرقة ..
عند تفقدنا مدينتنا كانت هناك تجمعات في كل مناطق الرقة ولكن كانت صغيرة بصراحة أحسست بشيء من اليأس إذ كنّا نتوقع بركان الرقة يجرف القتلة ومن لفّ لفيفهم..
وأثناء تجولنا صادفني صديق وسألته عن سبب عدم تجمّع الناس فنهار مبارح علمنا ورأينا المجزرة التي حصلت ..فقال لي إنّ الأمن مبارح بالليل لم يسلم جثث الضحايا الى اهاليها بل جهّز القبور ومرّ على الأهالي كل واحد على حدا وأخذ اثنين أثنين من أهل الشهيد ودفنه بالليل ومنعهم حتى من اقامة بيت عزاء ..أمّا عن الشاب من البريج فعلمنا أنّ ابوه كان موظف بالمحافظة وقد استلم جثة ابنه بعد ان قال للأمن بأننا نحن وأبناءنا فداءً لبشار الاسد ودفن ابنه بدون أي تشييع حوالي معيزيلة شمال الرقة … لا استطيع وصف شعوري بعد هذا الكلام ..
عدنا الى البيت وقد تعبنا من المشي والتجّول في المدينة جلسنا ..كان أولادي يحاولون التحدث اليّ كنت واجماً لا أرغب بالتحدث مع أحد وضعوا الطعام بعد الساعة الثالثة بعد الظهر ..اخذت جهاز التحكم وبدأت بالمرور على محطات الثورة وتوقفت عند محطة أورينت نيوز ..كانت تبث مباشر لمظاهرة بالرقة …فرفش قلبي وكأني طفل صغير وقفزت زاقفاً وقلت ..هاي الرقة ها هاا…تمعنت بالصور فعرفت مكان المظاهرة من تفاصيل المكان بأنه في شارع المنصور اي مو بعيدة عن بيتي لأني كنت مستأجر بشارع المنصور ياااااااااااااالله لاأعرف كيف لبست حذائي ومشيت بسرعة باتجاه المظاهرة لأني لا أستطيع الركض لأني أعاني من مرض في الركب بيقولوا لي أنه نقص زيت …ما علينا وصلت المظاهرة وبدأت بالإبتسام وانخرطت مع هذه الجموع أخوتي بحق وبدأت بالصراخ معهم الله سوريّة حرية وبس ..سلمة سلمية يااااااااااااااااااااااالله ما احلى لحظة الامل بعد أن تملكني اليأس
بدأنا بالتحرك الى تقاطع 23 شباط مع المنصور وبدأت الناس تأتي من كل انحاء الرقة وبدأت تكبر مظاهرتنا كنا فرحين رغم الدمااء لسا والحمد لله في أمل نتحرك ضد هذه العصابة
قبل وصولنا الى التقاطع بدانا نسمع اطلاق الرصاص من أين لا نعرف وبدأنا نركض بعد ان اتت مضخة مياه كبيرة قالوا بأنّ الامن وضع بالماء حبر لتعليم المتظاهرين ..
فرّقت مضخة المياه التجمع وما لبثنا ان اجتمعنا من جديد ووصلت سيارات الامن والجيش ومع وصولهم بدأ اطلاق الرصاص… هربنا …وكانها حرب كر وفر ولكنّ غير مسلحين
أنا الذي لا أستطيع الركض ركضت الى بيتي التي اقتربت المظاهرة منه وقفت أمام الباب والشباب تركض باتجاه الشوارع الفرعية أدخلت لبيتي بعض المتظاهرين التي بدت في وجوههم التعب… اطلاق الرصاص لم يهدأ كان في الهواء اقترب الامن والجيش من بيتي ..أغلقت الباب وصعدت على البلكون ورأيت عنصر من الامن طوله متر ونصف وهو يلقم بندقيته ويوجهها باتجاه مخزن الاسرة حيث لايزال شباب تصرخ الله أكبر ..الله أكبر سلمية سلمية ولن تجد اذان صاغية لهذه الكلمات وكانه يريد قتل هؤلاء الشباب لانه بدأ بتصويب بندقيته باتجاههم سقط جريح في حارة الجيكة .. يالله ياااااااااااااااالله وجريحين عند زاوية قيس وليلى تعرفونها جيداً…
استطاع أمن العصابة تفريق المظاهرة وكسر ارادتهم بالوقت الحالي فقط …لم ألاحظ أي شعار ديني يرفعه المتظاهرين غير علم الثورة وصيحاتهم واحد واحد الشعب السوري واحد كان يوماً شاقاً وبدأت بالتفكير الجدي بحمل السلاح والدفاع عن انفسنا وأخوتنا الشباب الصغار لكنهم كانوا كباراً بتحديهم للأمن بصدور عارية ولم تطلق في هذه الاحداث ولا رصاصة واحدة من المتظاهرين فقد كانت سلمية ….يا لغباءنا سلمية ويقتلونا ما عاد تفرق معي بصراحة اموت وانا حامل سلاح وأقتل اللي يقتلني افضل ما يقتلني وانا اعزل
اتجه الشباب في ذلك الوقت بالتفكير الجدي بحمل السلاح وعقدت العزم على ذلك
وكان عندي أمل من التحرك غداً والخروج في مظاهرات على ضحايا اليوم وفي صباح اليوم التالي

5. اتجه الشباب في ذلك الوقت بالتفكير الجدي بحمل السلاح وعقدت العزم على ذلك
وكان عندي أمل من التحرك غداً والخروج في مظاهرات على ضحايا اليوم وفي صباح اليوم التالي ….
فتح أغلب الناس في مدينة الرقة محلاتهم بعد سماعنا بتهديدات الأمن واعتبار أصحاب المحلات المغلقة متظاهرين وضد النظام بإغلاقهم ومن ضمنهم فتحت المحل فحن بطبيعتنا شعب ما بدو مشاكل والقبضة الأمنية مسيطرة وذاع صيت أبو جاسم بالأمن العسكري بالرقة لوحده له رهبة ً …
تركت صانع بالمحل وتمشيت بشوارع الرقة وجدتها حزينة كئيبة على فقدان أبناءها وهم بعمر الورود وجدت تجمعات صغيرة في مختلف مناطق الرقة ويحاول الشباب أن يجمّعوا بعضهم ولكن الأمن كان قد شنّ حملة اعتقالات كبيرة للشباب الناشطين ..
نجح الأمن بإجهاض المظاهرات السلمية المدنية …وكانت الرقة قد خرجت فيها المظاهرات في بدايات الثورة ولكنها كانت خجولة جداً بالبداية ولكن أيام التشييع للضحايا الذين نحسبهم شهداء انفجر بالرقة بركان غضب لم نكن نتوقعه ولا النظام توقعه فالرقة الوديعة التي صلى فيها المجرم بشار صلاة العيد تنتفض هذه الانتفاضة فقد قلبت الرقة حساباتهم رأس على عقب …
رجعت الى محلي وكان عندي عمل {مين اللي الو نفس يشتغل بعد مشاهدة أخوته يقتلون أمامه }..
كانت الثورة في درعا وحمص وحماه وريفها متقدمة جداً من الناحية المسلحة في حيث كانت عندنا سلمية استطاعوا بتلك المناطق تحرير مناطق واسعة ..
{أنا من مواليد الرقة 1973 ولكني بالأصل من ريف حماه كفر زيتا فقط للتعريف }
فقررت الذهاب الى قريتي كفر زيتا للإطلاع على وضع أهلنا هناك وكانت زيارتي لغاية في نفسي …
ذهبت أنا وابن عم لي اسمه عمر رضوان عبيد وأمه التي كانت من كفر زيتا أصلاً في سيارة سابا بتعرفوها منيح …
بدأ سفرنا من الرقة باتجاه مفرق الطبقة وأول حاجز من حواجز النظام كان عند مدخل الرقة مقابل فخيخة وهي قرية تقع جنوب ضفة الفرات وأصبحت المعقل الرئيسي للجيش الوطني التابع للعصابة الأسدية {شبيحة مسلحين موالين للنظام } لاحقاً
نظرت الى هذا الحاجز وبدات بالتفكير في كيفية بداية العمل المسلح بدون سلاح او عتاد
تابعنا طريقنا الى مفرق الطبقة الى طريق السلمية وتعددت الحواجز التابعة للنظام وأنا اقول ان شاء الله رح نجيكم ونزيلكم من الطرقات هذه كلها …
وصلنا الى اوتستراد حلب حمص واقتربنا من حماه وبدأنا نرى الدبابات على الطريق العام والخنادق في الجزيرة بالمنتصف والدشم وكأنّ جيش الاحتلال يحاول الدفاع عن نفسه ولكن كان القصف شغّال ونرى بأعيننا الدخان الأسود المتصاعد في مدينة حماه سألنا قالوا لنا عم يقصفوا الحاضر في قلب المدينة في عصابات مسلحة طبعاً هي العصابات هي الشعب الذي طالب بالحرية والخلاص من الاستبداد …
وصلنا الى حاجز مورك وهو على جسر ومنه الى مدخل قريتي وكان حاجز ضخم ورايت الحرس قد ترك الدشمة التي يجتمي فيها واقترب من سيارتنا وهو ينظر الى نمرة سيارتنا نظرة المشتاق الى أهله وهو يراهم الان فأيقنا بأنّ هذا الشاب من الرقة أو المنطقة الشرقية … اقترب منّا وقال مرحبا عمو …أهلين عمو من الرقة انت قال اي والله من الرقة شلون الرقة ؟؟سألني بلهفة ….قلت له طلعت مظاهرات كبيرة بالرقة والأمن والجيش قتل من شباب الرقة شي 70 شخص والجرحى كثيرين…قال من اي عشيرة من أي مكان قلنا له من كل العشاير والمناطق قال يا عمو أهلي بالرقة بدي اتطمن عليهم …ليش ما عم تخبر على أهلك قال مانعينا لا تلفون ولا تلفزيون غير وقت قصير على قناة الدنيا قلت له عمو والله كل الناس اللي طلعت بالرقة ما كان حدا شايل حتى سكيّنة
لايضحكوا عليكم ويقولوا لكم عصابات ارهابية تراه حكي فاضي ….قالت له زوجة عمي تعال روح معنا نوصلك اهلك وضحكنا جميعنا هي بين الجد والمزح بس كانت جد عرفنا أنه من حوى الهوى وعرفنا أهله وعرضنا عليه النقود فشكرنا وأخذنا رقم هاتف أهله مشان نطمنهم عليه وتابعنا طريقنا الى قريتنا كفر زيتا وتجاوزنا حواجز النظام وبدأنا بأول حاجز للجيش الحر الذي نفخر به كان معه من أبناء عمومتي ولم يكن يبعد عن حاجز النظام أكثر من ألف متر شباب في عمر الورود وبينهم كبار من أهل القرية منهم المدرّس والمحامي والمهندس الذين حملوا السلاح عندما رأوا اجرام النظام ..
وبدأنا بمصافحة الشباب وبدات زوجة عمي بالدعاء لهم بالنصر وان يحميهم الله على هؤلاء المجرمين وصلنا الى احد بيوت اعمامي ودخلنا البيت صافحونا بوجه حار انتم تعرفون استقبال اهل القرى وكرمهم غير المدينة ؟
وبدأ يأتي ابناء عمي بعد سماعهم بأني وصلت القرية وكان لي فترة من الزمن منذ اكثر من سنة مع بداية الأحداث لم ازورهم كان من بين ابناء القرية ومن ضمنهم ابناء عمي المنشقين {التاركين} من الجيش والشرطة وكان بينهم ملازم أول اسمه سمير درويش والشرطي محمد ابو احمد والكثيرين سناتي على ذكرهم في سياق هذه السلسلة قد اتوا الى تل ابيض بعد تحريرها لمساعدتنا بالنضال …
جهزّوا الغذاء والترحاب من كل أبناء عمي واصدقائي ..بعد الإنتهاء من الغداء أزلف الليل ستاره وسهرنا على أصوات القصف لاتنقطع من حولنا وكل شوي يهتز المكان الذي نحن فيه كنت أجلس وانا غير مرتاح فانا وصلت الى كفر زيتا من اجل امر ضروري …
جلس بجانبي ابو احمد وهو شرطي منّشق تبادلنا اطراف الحديث فقلت له ابن العم أنا بصراحة جاي مشان .

6 . جلس بجانبي ابو احمد وهو شرطي منّشق تبادلنا اطراف الحديث فقلت له ابن العم أنا بصراحة جاي مشان أتّعلم كيفية طبخ السماد وصناعة العبوات الناسفة لأنهم يا ابن العم قتلونا وكان الكل أعزل ما حدا شايل سلاح الله وكيلك …قللي صرلهم سنة تقريباً عم يقتلوا فينا وما كنتوا تتحركوا بس الشهادة لله بيضتوها يا أهل الرقة بطلعتكم الّي طلعتوها ..
قلتلوا حتى تعرفوا انوا نحنا الشوايا اللي كنتوا تحكوا عليهم لمّا بيتحركوا شو بيطلع معهم وإن شاء الله رح نحرر الرقة ونجي نساعدكم لأنه عندكم النظام مركّز قوته لوجودالقرى العلوية حولكم …
وأحسست بشموخي لاني من الرقة بسبب هذا البركان الذي تحرك على مدار أربعة ايام …
قال لي أبو احمد …يا حجي العبوات الناسفة خطيرة وأراد ان يثنيني على تعلّم صناعتها قلت له أنا خدمت سابقا في الخدمة الالزامية في الجيش العربي السوري مو جيش الأسد كنّا نعتبره جيشنا .. اختصاصي كان نقّاب ألغام وعندي فكرة عن موضوع التفجير ….خلّصنا أبو أحمد أكيد عندكم حدا ؟؟
اقترب الضابط المنشق سمير درويش شو القصة ؟؟جاوبه أبو أحمد …
قال سمير مالنا غير الدكتور مهند ..طيب وينوا مهند وهل هو دكتور ..لا ولكن يجيد عمله وينادونه الدكتور ..
أرسلوا وراء مهند فقد كان مهند يغطي منطقة كبيرة في ريف حماه بخدماته بتجهيز العبوات والقنابل وبقينا ننتظر مهند تقريباً أسبوع وصدف يوم جمعة باقامتنا هناك فصلينا صلاة الجمعة وانتظمت الناس كلها للخروج في مظاهرة حاشدة وقد حضرنا معهم المظاهرة والجيش الحر يطوّق المظاهرة لحمايتها ويااامحلااااااها الحرية ..حتى حضر ورأيت مهند الدكتور
كان شاب أربعينات في وجهه تجعيدات أرى فيه الشقاء وكان يلبس جاكيت صياد يلفه بالقنابل صافحني وجلس الى جانبي ..
كان أول المطلوبين للنظام في تلك المنطقة لعمله الخطير الذي بسببه تكبّد النظام الخسائر الفادحة ..
أبدى مهند الدكتور استعداده للمساعدة بعد أن أخبره الشباب طلبي وفي ظرف ساعة جهّز العدة مهند وانطلقنا خارج القرية الى أحد كروم الفستق الحلبي لتجهيز العبوات الناسفة ..
كنّا أربعة موجودين بدأنا بطبخ السماد والكل موجود وهو يقول بدك تنتبه لأه الخطأ الأول الك رح يكون الأخير يعني رح تموت …..
عندما اقتربنا من تجهيز العبوة وهو يقول الى الان ليس هناك خطر بدأ الخطر بوضع الصاعق في العبوة ..الشباب الذين كانوا جانبنا قالوا كمّلوا لحالكم الله يعطيكم العافية وابتعدوا عنّا ….
فجّرنا العبوة عن بعد وأصبحت على دراية بأمور التفجير …
عدّنا الى الرقة بعد ان مررنا على الحاجز الموجود في مفرق مورك بعد أن اتصلنا بأهل العسكري الرقاوّي من كفر زيتا وطمّناهم على ولدهم ونقلنا اليه سلام أهله وتوصية والده أن تكون زين ..يعني لاتطلق النار على حدا ..
وصلنا الرقة مدينتي الجميلة عشقي الأبدي الذي لاينتهي
وبدأت رحلة البحث عن بداية العمل والإنتقام من هذه العصابة على قتلهم أبناءنا وأهلنا ونحن عزّل ومن بين أصدقائي كان محمد عرب صديقاً لي وبالإمكان الإعتماد عليه واتصلت به وقد أتى بعد يوم وقلت له .

7. ونحن عزّل ومن بين أصدقائي كان محمد عرب صديقاً لي وبالإمكان الإعتماد عليه واتصلت به وقد أتى بعد يوم وقلت له يا محمد هذول المجرمين ما تنفع معهم السلمية عم يقتلونا وماهم سائلين …قال محمد قلت لك من الأول ياحجي كنت تقول إنك ضد الدم والخراب ..
نعم قلت ذلك ..ولكن قد بلغوا ما بلغوه من الاجرام .. وقتلهم الأمر الذي يجب أن لانسكت عليه
وقد وافقني على ذلك وقال شو مابدّك أنا جاهز ..
وكان محمد عرب من الأشخاص الذين أستطيع الاعتماد عليهم فأول ما تعرفت عليه أتى الى محلي يبحث عن عمل ولم يكن يجيد العمل فتعلّم عندي بالمحل خياطة الوسائد وكان مكافح وقد ساعدته بما أستطيع ..
ولمعرفتي الوثيقة به فقد وثقت به وقلت له بأني أعرف كيفية صناعة العبوات والتفجير عن بعد فيجب علينا كبداية عملية تفجير لسيارات الأمن التي تقتلنا انتقاماً لأرواح الشباب الذين سقطوا وهم عزّل ..
وكنت حريص كل الحرص على انتقاء الشباب الذين سيعملون معنا وكان من بينهم اخي علي وأذكر عمار أبو شعيب وعمر الرضوان ابن عمي فقد كنّا كلنا ناقمين على هذه العصابة التي قتلت أخوة لنا وهم عزّل وقد عقدنا اجتماعاً لنا وأطلعتهم على ماننوي فعله وقد وافقوا وأبدوا استعدادهم للمساعدة ..
وبدأنا أنا ومحمد رحلة البحث عن المواد لصناعة المتفجرات فقال لي لنذهب الى مدينة تل ابيض وفيه أبناء أخوالي سيساعدونا ..
وصلنا الى تل ابيض ومنها الى منطقة عبّاطين وهي منطقة على الحدود من تركيا
وقابلنا هناك الحاج احسان الدادا واستقبلنا وتعرفنا على بعضنا وتبادلنا أطراف الحديث كانوا الدادات حسب مايقولون بأنهم أول المعارضين لهذا النظام المجرم واول من خرجوا في المظاهرات السلّمية ضد النظام ..
وقد صّرحنا للحاج احسان بما يلزم وقد أبدى استعداده لمساعدتنا بتامين المواد ولكن قال هناك صعوبة فالنظام من بداية الأحداث قطع توزيع السماد {33} للمزارعين لمعرفته بإمكانية استعماله الرئيسي لصناعة المواد المتفجرة …
أمضينا يومنا عنده وكان استقبالهم حاراً يشكرون عليه …
اشترينا بطاقة اتصال تركيّا لأتأكد من امر فقد كان قد وصلني خبر بأنّ هناك مقاتل من مقاتلي الفاروق قد وصل الى مدينة الرقة اسمه أبو عزام ؟…
وكنت حريص على عدم التعاون مع أي شخص لم اعرفه منذ سنوات فالحيطة واجب ..
فقد تكلمت مع ابو عزام على الهاتف بدون مقابلته وقلت له إنّ لي ابن أخت في ريف حمص عسكري واريد معرفة الثوار بتلك المنطقة والتأكد من شخصية أبو عزام ما إذا كان صادقاً ام دفوع من قبل الامن ؟؟
وقد اعطاني أبو عزام رقم أحد الثوار كان الرقم لبناني فبعد ان اشترينا البطاقة اتصلنا على الرقم اللبناني وطلبت شخص اسمه سلس وقد قال لي انه مسؤول عن الامداد لم يكن موجود سلس وقد قال لي انهم بالقرب من الحدود اللبنانية وسألته عن ابو عزام ولم يكن يعرفه وقلت له أنه ذكر لي شخص اسمه أبو السايح فقال لي مادام يعرف أبو السايح وسلس فهذا الشخص ثقة وذكرت له بأنني ساتي الى النيزارية لجلب ابن أخت لي بالخدمة الالزامية هناك اذا كان يستطيع مساعدتكم بشيء ..فقال لي روح اخي جيبه وردوا لأهله حتى ما نعرضه للخطر .
انتهى هذا الحديث مع أول ثائر تحدثت معه ورجعنا الى الرقة وقد عقدنا العزم للذهاب الى حمص لجلب اين اختي والإطّلاع على أوضاع حمص الوليد وأهلها فقد كنت من عاشقيّ حمص فقد كانت خدمتي بالجيش في حمص في كلية الهندسة على طريق المخرم تبعد عن حمص 18 كم …وكان دوامي فيها اداري أي للساعة 2 ظهراً واذهب الى قلب مدينة حمص فقد كنت مستاجر فيها وصديقي الوحيد الحمصي الذي لم اقطع تواصلي معه ساكن في الغوطة وكنت كل عام اذهب الى زيارته بقصد السياحة والذهاب الى الساحل والتمتع بجمال بلدنا سوريا حيث يوجد فيها البحر والنهروالجبل والسهل والصحراء كم انت جميل يا وطني ..
بعد يومين تواعدنا أنا وصديقي محمد وصعدنا باص الأهليّة للسياحة ووجهتنا حمص
سار فينا الباص باتجاه حمص ووصلنا على أصوات انفجارات ضخمة تهزّ المدينة …
لم نتعوّد على هذه الأصوات فكّل الذي سمعناه بالرقة اطلاق الرصاص فقط من البواريد الروسيّة والبي كيسيه …
قصدنا بيت صديقي في الغوطة وتقع بعد نزلت شارع الدبلان المعروف وكان الكراج يبعد عن الغوطة مشياً على الأقدام 10دقائق ولكن كانت الطرق مغلقة فقد علمنا بأن حمص تقريباً مناصفة بين النظام والثوار وركبنا سيارة أجرة وقصدنا الغوطة وبدأت حواجز المجرمين كل 1000متر حاجز وقد تحوّلت حمص الى ثكنة عسكرية بعد أن كانت مفعمة بالحياة والأمل وصلنا الى بيت صديقي واستقبلونا استقبالاً حاراً كعادة صديقي ماهر ابن غوطة حمص ..وأمضينا سهرتنا بدون كهرباء على وقع الانفجارات فقد كانوا يقصفوا حيّ القرابيص وجورة الشيّاح استيقظنا في الصباح وقد جهّز الافطار عمي ابو ماهر الختيار الثمانيني وطلبت بيكاب صديقي ماهر القديم بيجو .. للذهاب الى القصير ومن ثم النيزارية على الحدود مع لبنان وقد قال لي يجب أن لاتذهب فجبهة القصير مشتعلة جداً..
المهم نزلنا وركبنا السيارة وقد نادى ماهر توقفوا يجب أن لا تذهبوا ؟…فقد اتصل ابو ماهر بالقصير وقد قالوا له أنه يوجد اشتباكات عنيفة بالقصير وما حولها

8. المهم نزلنا وركبنا السيارة وقد نادى ماهر توقفوا يجب أن لا تذهبوا ؟…فقد اتصل ابو ماهر بالقصير وقد قالوا له أنه يوجد اشتباكات عنيفة بالقصير وما حولها ….
قلت له يا أبو عبدو {ماهر يكنّى بأبو عبدو} اللي كاتبه ربك يصير ادعي لنا ..قال الله يحميكم
وسرنا باتجاه دوار تدمر وقد قالوا لنا من أين يجب أن نذهب لكثرة القناصين الموجودين يا جماهة بين الحاجز والحاجز موجود حاجز لا تتجاوز المسافة بينها 700 متر …
وهم ينظرون الينا ويفتشون البيجو اللي عمره أكبر من عمري بكثير بس كان ماهر يعتني به فمحركه نظيف يعني المهم يوصلّنا ويرجّعنا ..الواقفين على الحاجز كانوا من الطائفة العلوية
وكانوا ينظرون الى هوياتنا ويقولون هاانتوا من الرقة شو جايين تعملوا هون هانتوا محسوبين علينا كيف الأوضاع عندكم فنقول ولله الحمد هادية وما عندنا شي ولكن بقلبنا كنّا نقول ان شاء الله اذا الله قدّرنا رح نعمل شي ..
مشينا بالسيارة وأصوات الإنفجارات التي لم نألفها متواصلة بدون انقطاع ومشينا فوق جسر يطل على باب عمر أااااه يا باب عمر اثار الخراب التي رأيناها أنا ومحمد تتحدث عن ضراوة المعارك التي تحدث …مللنا من الحواجز الموجودة والوقوف عليها وكأنهم جيش احتلال …
يحاول السيطرة على هذه المناطق وصلنا الى القصير وكانت مناصفة بين الثوار والعصابة الأسدية واستوقفنا أحد العناصر بعد تفتيشنا هيّ هانتوا وين رايحين …رايحين على النيزارية …هانت انزل أشار الى محمد ومشينا أنا واياه يريد نقل أغراضه والذهاب معنا الى أحد الحواجز في النيزارية ..يعني ما رأيكم ما نا خذوا معنا ؟؟؟
حمّل أغراضه وشلح جعبته وكانت بندقيته أمامه ومشينا باتجاه صديقي محمد وقد تركناه عند المفرق المهم صعد محمد من الخلف وقال يالله امشي من هون باتجاه النيزارية وسألته ليش ما عندكم سيارات تاخذوا أغراضكم فيها ؟؟ قال عنّا كثير سيارات بس هذول العصابات الارهابية بيعرفوهن وبيضربونهن ؟؟؟ايواا يعني هلق نحنا مستهدفين معليش ؟؟ابتسم وقال لااا سيارتك مدنيّة وأول مرة تجي ما رح يضربوها ؟؟وقلت في نفسي الله يرزقنا شي قذيفة أربي جيه من شبابنا وأموت معه أنا معليش …
قرّبنا نصل الى النيزاريّة طبعاً الحواجز كل 700 متر تقريباً كلها لهم ومن عند اللي يشوفونه معنا يقولوا لنا الله معكن …وقال لي انتبه هي المنطقة اللي بدنا نتجاوزها خطيرة بتمشي بسرعة وكانت لاتتجاوز 500متر التي أشار لها ووضع بندقيته بين يديه ولقمّها وخفض رأسه وتشاهد {أشهد أن لا اله إلا الله } وقال يالله أسرع …
قلت في نفسي وينكم يا شباب الله يرزقنا اللي ببالي ..وأسرعت بالسيارة قليلاً وهو يصيح أسرع …المهم وصلنا الى حاجز قبل الأخير في النيزارية وتوقفنا عنده وكان مقصد الذي معنا واسمه أبو علي {طبعاً أغلبهم يكنّون بأبو علي } وبدأ بإنزال أغراضه مع عساكر مجندين وقلت لأحد العساكر بأني لي ابن أخت اسمه مروان العباس موجود على أحد حواجز النيزارية فجاوبني بأنه موجود على هذا الحاجز الذي وصلناه ونادى أبو المور خالك هون عم يناديك ..أطّل مروان ابن أختي من الطابق الأول ونزل الدرج بسرعة وبدأ بمصافحتي رأيته قد كبر كثيراً عن السابق لحيته طويلة كي الثوار لايعرفونهم عساكر كما قال لي المهم سألته من المخّول بإعطاءك اجازة فقال لي صعب كثير ولكن العقيد يوشع هو المخّول بالإجازات
قلت له وين ابن الكلب هذا أجده فأشار لي بأني أجده باخر مدرسة قرب الحدود مع لبنان وذهبت انا ومحمد الى تلك المدرسة ووقفنا على حاجز كان هناك عسكري من حلب وبندقيته الروسيّة التي بيده معدّلة تطلق قنابل وقلت في نفسي الله يبعثلي وحدة مثلها حتى نبلّش نشتغل فيكم …المهم وصل العقيد يوشع وأخذنا الى غرفته وبعد التعارف سألنا عن الرقة فقلنا له نحنا نتابعين الاحداث التي تحدث وجرائم العصابات الإرهابية ونحن بالرقة جند سوريا الأسد متى احتجتم الينا نحنا جاهزين وابتسم الى حديثي الى حدّ الضحك وكان قدّ راق له كلامي ولكن لا يعرف ما اضمر من حقد في صدري عليه ابن …
المهم يا جماعة بدنّا ندبّر اجازة لإبن أختي وقد قلت له بأنّ أمه مريضة ويجوز تموت وهي ما فيها شي وكبّرنا الوهم شو بدنا نساوي …
قال ه أنا بعطيه اجازة بس خايف عليه من العصابات الارهابية ..قلت أنا أخذو بيدي وأرجعلك اياه الى النيزاريّة بيدي {وفي نفسي بأنني بس خليني اخذو معي بدي ألعن أبوه اذا بدو يرجع بعد هذا العذاب والمخاطرة التي قمنا بها } المهم قال بعطيه 5 أيّام بيمشي الحال
قلت له ه أنت الكريم ونحنا منستاهل بس 5 أيام ما بدنا اياها خلي عندك ما بيسوى مسافة الطريق ؟ ابتسم وقال تكرم عينك هيّ 6 أيام والطريق يويمين بدونها ومن عندي اذا تأخر يومين معليش ما في مشكلة شلون …قلنا له تمام مشكور سيادة العقيد نخدمك وانت فطيسة { طبعاً ما قلت له فطيسة بقلبي } وأخذنا مروان ورجعنا باتجاه حمص اي يامحمد بدنا هاتف نتصل على الرقم اللبناني ..مدينة القصير كانت خاوية المهم تابعنا طريقنا الى حمص الى الغوطة وأرسلنا مروان الى الكراج ومنه الى الرقة وبقينا نحن في الغوطة عند ماهر وسألناه عن تغطية للهاتف الخليوي فدّلني الى منطقة وذهبنا واتصلنا في الرقم اللبناني فردّ علينا الشاب نفسه وقلت له أنا في حمص وابن أختي في حاجز المكان الفلاني اذا بيلزمكم شي شكرني وقال لي سلامتك ورجعت سألته عن أبو عزّام مرة اخرى قال لي سألت عنه والشباب بيعرفوه منيح وهو ثقة شكرته وانتهت المحادثة ورجعنا الى بيت ماهر وقضينا الليل على اصوات القذائف التي لم تنقطع ..كان الله بعونكم وحقّكم علينا علينا ياأهلنا في حمص وكل مكان ينتفض الله يقدّرنا ونساعدكم بشي ..
في الصباح ودعّنا صديقي العزيز وذهبنا الى كراج البولمان للعودة الى الرقة وصلنا الى نهر الفرات فرات عشقنّا ..افترقنا أنا ومحمد وذهبت الى البيت وبدأت أختي بشكري على جلبي ولدها الى الرقة بس قلت لها أنا جلبته الى حضنك لا عاد تخلّي يروح لأنه سيرجع لك جثة هامدة اذا عاد ..وقلت لجميع أخوتي هذا الحديث الذي كانوا معارضين عليه وما بدهم مشاكل قلت لهم أنا اوصله الى الحدود التركيّة فرضوا هذه الفكرة وبعد انتهاء اجازته عاد الى حمص بعد أن قلت له اذا رجعت حفظ وان شاء ترجع فطيس با ابن الكلب …
سمعنا في الرقة بانفجار ضخم بعد كم يوم لا أذكر {الحمد لله في عالم عم تشتغل مو بس أنا عم أحاول الله يوفقهم وقد قالوا لي بأنّ تمثال المقبور الصنم قد ضربوه بصاروخ ..اي وكمان …لم يصبه …قد الجحش ما صابوه اللي عم يضرب أحول يعني …
بعد كم يوم اتصل أخ صديقي محمد وقد قال بأنّ الذي ضرب التمثال الشاب أبو عزّام الذي أصبح قائد لكتائب الفاروق في المنطقة الشرقيّة وقد التقيته لاحقاً في باب الهوى بعد خروجي من السجن ..المهم قلت لمحمد خلينا نلتقي فيه بلكي يساعدنا بشي …
التقينا بأبو عزام ولم يكن يحمل حتى مسدس معه وقد قال …ضربت الصنم ولكن مرّ من امامي باص نقل داخلي فرفعت يدي فاأطلق الصاروخ بالهواء ..
اي أبو عزّام بدنا نشتغل شي شغلة نساعد أخوتنا في حمص ونخفف عليهم بدنا سلاح
فقال موجود 3 بواريد مع ذخيرتهم فسررت بسماع هذا الخبر فهذا ما انتظره ..
فقلت له أكيد مو لحالك اللي ضربت الصنم فلازم تجمعنا بواحد من الشباب اللي ساعدوك بضرب الصنم فهم الان ثقة ..
ووافق على ذلك واتصل بي بعد يومين بأن اتي اليه عند الحديقة البيضاء تعرفونها جيداً أهل الرقة وعندما وصلت الى الحديقة رأيت ابو عزّام فركب معنا وذهبنا باتجاه بيتي في شارع المنصور وكان وقتها يوم جمعة ووقت خروج مظاهرة في جامع الشهداء اتصل بشخص اسمه أبو جبل ليأتي الينا انا ومحمد كنّا موجودين في البيت وأبو عزّام وصل ابو جبل وجلس وبدأنا بالحديث وكان ابو جبل غير مرتاح فهناك من أصدقاءه قد اعتقله الامن حوالي جامع الشهداء ..
فقلت لهم يجب أن نبدأ بالمخافر فلي أبناء عمومتي من كفر زيتا يخدمون ومستعدّين لتسليمنا المخافر

 9.  قلت لهم يجب أن نبدأ بالمخافر فلي أبناء عمومتي من كفر زيتا يخدمون ومستعدّين لتسليمنا المخافر ……..
ومادام موجود 3 بواريد بيمشي الخال نستطبع التحرّك بالاتفاق مع ابناء عمي وقريتي ..
وافق الجميع على هذا الكلام وانتظروا مني التنسيق لهذا الامر وذهب كل واحد على حدا في طريقه ووصلت أبو عزام حوالي الحديقة البيضاء …
ذهبنا انا ومحمد الى المنطقة الحدودية مع تركيّا ووجدت فيها البيئة المناسبة للعمل ضد النظام وتعرفنا على ابن خال محمد وهو عبدالكريم الدادا ابن غازي وكان هذا الشاب هو الذي يبثّ المظاهرات التي تجري في منطقة سلوك …وهذه المنطقة كانت السبّاقة للنضال المسلح ضد هذه العصابة فسألته اذا كان يعرف أحداً للتنسيق معه للبدء بالعمل المسلح كان جوابه بالبداية غير واضح ولكنه قال يوجد ولكن أنا لا أعمل إلا بالنضال السلمي قلت له هذا جيد الله يعطيكم الغافية عرّفني على الشباب اللي بدهم يشيلوا سلاح ومشكور وكان قد تحدّث الى بعض الشباب ولم يكن عندهم مانع من مقابلتنا وذهبنا بصحبة كريم أبو النور واسمه الحركي أبو بكر الى مجموعة الشباب الموجودين في قرية اسمها{ شاب داغ }
طبعاً بالنسبة لي هذه المناطق أول مرّة بحياتي أصل لها …
وصلنا ليلاً والله وكيلكم ما عرفت الطريق اذا بدي أرجع لحالي ….وجدنا مجموعة من الشباب تبادلنا أطراف الحديث وقد عرّفوني بالشباب وكان من ضمنهم عجيل أبو الزين الذي أصبح قائد لواء أحفاد الرسول في الرقة وأحمد الياسين الذي قتل مع أبو الزين وقد اغتالته دولة العراق والشام {داعش} لاحقاً وسأسرد لماذا اغتالته في حديثي اللاحق …
قلت ياشباب بدنا المفيد الان عندكم سلاح والا ماعندكم ؟؟
فجاوبني أحمد ياسين ويكنّى بأبو جاسم… طبعاً لم يصرّحوا بأسماءهم أمامنا للسريّة وكنت عاذرهم …عندنا 10 بواريد وذخيرة كافية قلت ما شاء اله وليش ساكتين لهذا الوقت ؟؟
قال وصينا على قنابل ماعنّا ؟…قلت اذا المشكلة عند القنابل ما في مشكلة انا أستطيع صناعة قنابل فتيل وفاعايّتها أكثر من القنابل الهجومية .وعبوات ناسفة نستطيع تفجيرها عن بعد …قالوا هذا اللي كان ناقص عندنا وأكملتوه …قلت هيّا اذاً أمنّوا المواد وخبروني سأحضر الى عندكم بس يكون مكان امين حتى ما ننكشف ولسا ما اشتغلنا شي ؟؟
واتفقنا على ذلك مع الشباب…وشكرت الله بأن وفقنا بمعرفة الشباب الذين سيحملون السلاح ومنهم سيكونوا قادة كتائب وألوية في المستقبل …
عدت الى الرقة مع محمد وقد اهملت عملي وأصبح شغلي الشاغل أن ارتبط بالرجال المتحمسين لدفع الظلم عنّا والانتقام لأرواح الضحايا التي سقطت بالمظاهرات ..
وأصبح خط سيرنا الرقة –سلوك شاب داغ—عبّاطين —تل ابيض …رجعنا الى سلوك بعد كم يوم ومنها الى شاب داغ لمقابلة الشباب لأسألهم عن تامينهم المواد من صواعق وسماد وغيره ..وصلنا الى الشباب وسألناهم شو صار معكم فأجابوا بانهم لم يستطيعوا تأمين اي شيء وعرفوني الى دكتور قد اتى من السعودية اسمه احمد وقالوا كيف لنا ان نتحرك ونحن ماعندنا قاذف ار بي جيه ؟؟ عندها انزعجت وتصايحنا انا وهم بأنكم مارح تشتفلوا شي وبكرى الامن رح يصير له خبر ويأخذ السلاح قبل ان تطلقوا ولا طلقة ووقفت وهمّيت بالانصراف والدكتور يهديني المهم عدنا أنا ومحمد وهو يقول هذول بس يجيهم ار بي جيه يطلبوا هاون ومدفع و…و.. وبالنتيجة مايشتغلوا شي ويجي الأمن يصادر السلاح ويحطوّا ب.
.. بقرية عباطين تعرّفت بشاب يعرفه الحاج احسان وقال انه يريد مقابلتي ويعرف بأمور المتفجرات أوصلني إليه احسان الدادا وكان اسمه ابو علي ..الذي أصبح له ولأخوته بصمة في الثورة على مستوى محافظة الرقة واستشهد اخوه عند تحرير حاجز{ بئر عاشق}كما سنورد تفاصيل تحريره لاحقاً…
قابلت ابو علي وهو ملثم وسألته عن المواد والصواعق فكان عنده 7 صواعق عادية مع حبل فتيل شي متر ونصف أعطاني اياهم الرجل وعدنا الى الرقة …
طبعاً اجتمعت مع أصدقائي وأخي علي كذا اجتماع وأقوا لهم الى الان لم نستطع توفير المواد اللازمة للتصنيع ..
وفي أحداث التشييع التي سقط فيها ضحايا كان قد سقط الكثير من الضحايا والجرحى وكان اخي علي يسعف الجرحى بسيارته ..وأولاد الحلال كثير أخذوا رقم السيارة واعطوه للأمن
المهم اعتقلوا اخي علي على حاجز المقص ولم نكن نعرف ماهي التهمة التي وجهوها له وانتابنا الخوف والقلق أن يعذّبوا علي ويعترف حتى علينا نحن وأننا نخطط لعمليات تفحير
وبدأ ابليس وخواطر يا جماعة …
وقد قبضوا عليه الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وصلني خبر اعتقاله فأخبرت باقي الاصدقاء يالله ياشباب اهربوا ما بدنا نروح ببلاش لسا ما تحركنا ؟؟؟
وقصدت انا ومحمد وعمر الحدود التركية وعندما وصلنا نزل ابن عمي من السيارة وصار يصيح
ويسبّ ويشتم بشار كالمهبول فبينه وبين الحدود 10 أمتار …
بقينا يومين مختفين بتلك المنطقة ولم يسأل علينا احد فعلمنا بانّ علي اخي لم يتكلم علينا بشيء .. رجعنا الى الرقة وكنت في زيارة مكوكيّة من تل ابيض الى الرقة وسلوك لرفع همم الشباب في المنطقة الحدودية ..
خرج اخي من السجن يوم الخميس بعد شهر من اعتقاله وكانت تهمته اسعاف متظاهرين جرحى ..
وكانت عندي سيارة سابا قد بعتها وجهزّت جواز السفر للذهاب الى تركيّا ومن ثم العودة تهريب الى المنطقة الحدودية والعمل هناك مع الشرطة للبدء بالمخافر الحدودية
المهم جهزّت حالي وجواز السفر بجيبي وصرفت ثمن السيارة الى دولار وذهبت الى محلي بشارع المنصور وكان مهملاً جداً لانتظار محمد والذهاب الى تل أبيض ومن ثمّ الى تركيّا
وقد اتصل بي ابو عزّام يسألني عن بيت للأجرة قد قلت له تعال ابعثك لعند صديقي يعطيك بيت وما تاكل همّ …
وبعد اتصال ابو عزّام بخمس دقائق واذا بسيارة تابعة للأمن العسكري وفيها 8 عتاصر مدججين بالسلاح تقف أمامي ونزلوا واقتادوني معهم بالسيارة وأول ما طالعوني نزّل راسك ولاه {قلت بنفسي رحنا ببلاش } ونحنا خلقنا لنرفع راسنا مو ننزل راسنا ؟…
وصلت فرع الأمن العسكري وقد سألني أبو جاسم عن أبو عزام وكانوا يعرفون عنه كل شيء طبعاً بعد أن استقبلوني استقبال حافل ..بتعرفوا كيف …
جاءني اتصال من أبو عزام الذي يريد بيت للأجرة وقال أبو جاسم رد عليه ودير بالك تقلّوا انك هون عنّا ؟

عبدالكريم العبيد : مـــدونات ثائر – مدينة الرقة من الحراك السلمي الى العمل المسلح ووقوعها بفخ التطرف (1)

 

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق