زملاء

حلقة الإتجاه المعاكس عن العلوية السياسية

تطرح الانتخابات الرئاسية التي تجرى بسوريا في ظل الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، تساؤلات حول طبيعة النظام هناك وسيطرة الطائفة العلوية على مقاليد السياسة والاقتصاد والإعلام والأمن وغيرها.

حلقة الثلاثاء (3/6/2014) من برنامج “الاتجاه المعاكس” طرحت العديد من علامات الاستفهام حول هذه القضية، وتساءلت: أليس حريا بالشعب السوري اقتلاع العلوية السياسية الفاشية من جذورها بدل إعادة انتخابها؟ وإلى متى يحكم سوريا نظام طائفي يستخدم أنواع الوحشية والطغيان، أم أنه تحالف بين رأس المال والعسكر؟

تشير الإحصاءات إلى أن 90% من الشعب السوري هم من السُنة، بينما تحكم الأقلية العلوية البلاد منذ عقود، متغلغلة في كافة المجالات الاقتصادية والثقافية والتعليمية، ومسيطرة على الأمن والجيش والمخابرات. وبعد ثلاث سنوات من الثورة على نظام بشار الأسد، تشرد نحو نصف الشعب السوري بينما تعيش المناطق العلوية في أمان.

لكن في المقابل، ألا يشكل السنة غالبية المسؤولين في الدولة؟ ثم ما العيب في استعانة النظام هناك بمقاتلين من العراق وإيران ولبنان؟ وما حقيقة أن النظام يقوم على التحالف بين العسكر ورأس المال السُني؟

في التصويت الذي عُرض على صفحة البرنامج على موقع الجزيرة نت والذي تساءل “هل تعتقد أن النظام السوري نظام طائفي قلباً وقالباً؟”، جاءت النتيجة كالتالي: 95.1% أجابوا “نعم”، و4.9% أجابوا “لا”.

أذرع الأخطبوط
يقول الباحث في شؤون الأقليات ماهر شرف الدين تعليقا على شروط الترشح للانتخابات الرئاسية في سوريا، “كنت أتمنى لو كان بين شروط الترشح شرط الخجل.. كيف يجرؤ من دمر بلادا بكاملها على الترشح للانتخابات؟”.

ووصف شرف الدين العلوية السياسية في سوريا بأنها “أخطبوط” له أكثر من ذراع أمني وسياسي واقتصادي وثقافي أطبقت على سوريا وامتصت خيراتها طوال أكثر من خمسين عاما، وقامت الثورة للقضاء على هذا الأخطبوط وخاصة ذراع المخابرات التي تكتم أنفاس الشعب السوري.

وأضاف أن السوريين يخرجون اليوم ليقولوا لا تعايش بعد اليوم مع هذا الأخطبوط، مشددا على أنه لا مشكلة مع العلويين كطائفة، لكن المشكلة -بحسب قوله- تتعلق بالمنهجية القائمة على أساس طائفي والتي ينتهجها نظام الأسد.

وحول أسباب توغل الطائفة العلوية في النظام السياسي للبلاد رغم أنها تمثل أقلية تحكم أكثرية من السنة، أوضح الباحث السوري أن النظام اتبع سياسة خبيثة تقوم على تصعيد “الحثالة” من الطوائف الأخرى، في حين يصعد النخبة من الطائفة العلوية، حتى صار النظام عبارة عن مزيج من نخبة العلويين و”حثالة” بقية الطوائف، حسب وصفه.

واستطرد “لا يمكن لأي صاحب كاريزما أو شخصية قوية من غير العلويين أن يظهر أو يستمر في منصبه”، مدللا على ذلك بأن انشقاق رئيس الوزراء السابق رياض حجاب “لم يهز شعرة في جسد النظام”.

وبشأن التحالف بين النظام ورأس المال متمثلا في التجار، قال شرف الدين إن هذا التحالف قديم، ورأس المال سيتحالف مع أي نظام سيأتي بعد الأسد، لكنه أكد أن التجار لا يمثلون السنة، كما أن هناك تجارا دفعوا حياتهم وبعضهم يمولون الثورة.

الحصن الأخير
في المقابل، بدأ الأكاديمي وفيق إبراهيم حديثه بتوجيه “تحية إلى سوريا” التي تقدم اليوم انتخابات ديمقراطية “في بحر من الدكتاتوريات تجتاح العالم العربي”.

وقال إبراهيم إنه لا يعتبر أن هناك علوية سياسية في سوريا، لكن الواقع يقول إن هناك “بعثية سياسية” في إشارة إلى حزب البعث، محذرا من أن هذا الحزب يمثل جهاز المناعة للعالم العربي، وتدميره يعني تدمير العرب أجمعين.

وأضاف أن الرئيس بشار الأسد يمثل حزب البعث والجيش السوري والشعب السوري، والعلويون هم جزء من الشعب السوري، ولا ليس هناك علوية سياسية لكن هناك عروبة وقومية.

وهاجم إبراهيم المعارضة السياسية في سوريا قائلا إنها لا تمثل أحدا في الداخل، مشيرا إلى أن من يقاتلون على الأرض هم مجموعة من “الإسلاميين التكفيريين” الذين لا يؤمنون بالقوانين الوضعية والدستور، ومعتبرا أن المعركة هي بين نظام يحتاج إلى إصلاح ومجموعات تكفيرية.

وحول سيطرة العلويين على معظم المجالات في سوريا وخاصة الإعلام، قال إن أي دولة في العالم بها فساد سياسي، وهاجم المعارضة مجددا قائلا إن “معظم اللصوص ينتمون إلى المعارضة السورية المسلحة، والنفط السوري يسرق اليوم ويباع في الأردن”.

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق