قضايايحدث هنــاك

مباحثات ماكرون مع ترامب أبرزها الاتفاق النووي والملف السوري

  • ماكرون : أن انسحاب الغربيين من سوريا بشكل سريع سيساعد إيران على ملء الفراغ، كما قد يشجع الجهاديين على العودة.
  • نحن نحضر اليوم لحل سياسي في سوريا يكون هدفه النهائي مرحلة انتقالية سياسية.
  • روسيا قامت بعرقلة القرارات الدولية و أوصلت المجتمع الدولي والدبلوماسية لحالة من العجز.

يقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ،الزيارة وفق تصريحاته أثناء استقبال له من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في البيت الأبيض. وفي مقابلة أجرتها معه الاحد شبكة ‘فوكس نيوز’، عرض ماكرون ما سيطرحه من حجج وبراهين لإقناع ترامب في الملفات التي تضعهما على طرفي نقيض مثل إيران وسوريا والنزاع التجاري بين الاتحاد الأوروبي وواشنطن.

وفي وقت لاحق اعتبر الرئيس الفرنسي، أن التدخل في سوريا كان شرعيا وكان باسم المجتمع الدولي، لافتا في الوقت ذاته إلى أن «روسيا قامت بعرقلة القرارات الدولية و أوصلت المجتمع الدولي والدبلوماسية لحالة من العجز». وأضاف: نحن نحضر اليوم لحل سياسي في سوريا يكون هدفه النهائي مرحلة انتقالية سياسية.وفي الشأن الإيراني بين ماكرون أنه «يجب أن نتحاور مع إيران لأنها متواجدة عسكريا في سوريا ».

وقال ماكرون في تصريح مقتضب بالإنكليزية ثم بالفرنسية، بعيد نزوله من الطائرة “نحن كولايات متحدة وفرنسا نتحمل مسؤوليات خاصة جدا (…) نحن ضامنو التعددية الحديثة، ولدينا الكثير من القرارات التي علينا اتخاذها”. وأضاف ماكرون، وهو يقف إلى جانب زوجته بريجيت، “إن هذه الزيارة مهمة جداً في هذا الإطار المليء بالشكوك والاضطرابات وأحيانا بالكثير من المخاطر”.

وقبل التوجه إلى البيت الأبيض زار ماكرون مع زوجته نصب لينكولن الشهير المقام تكريما للرئيس الأميركي السادس عشر. ويقوم الرئيسان، ماكرون وترامب، بزرع غرسة سنديان بحديقة البيت الأبيض، نقلت من غابة في شمال فرنسا قتل فيها أكثر من ألفي جندي أميركي من المارينز خلال الحرب العالمية الثانية في معارك ضد الجيش الألماني النازي.

ولاستكمال هذه الأجواء حول الأخوة التاريخية بين البلدين، يتناول الرئيسان مع زوجتيهما طعام العشاء مساء الإثنين في ماونت فيرنون في مقر إقامة جورج واشنطن أول رئيس أميركي. إلا أن هذه الصداقة بين الرجلين ستكون على المحك عند الدخول في صلب المحادثات خلال اليومين المقبلين بسبب الخلافات المعلنة بينهما بشأن ملفات عدة.

ويأمل الرئيس الفرنسي تغيير بعض مواقف مضيفه، رغم أنه كان وصفه في كانون الثاني/يناير الماضي بأنه شخص “من الصعب توقع مواقفه”.

ويريد ماكرون اقناع ترامب بعدم الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، الذي تم التوصل إليه في عام 2015. كما يريد منه الإبقاء على القوات الأميركية في سوريا، إضافة إلى إعفاء دول الاتحاد الأوروبي من الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم.

وعدد ماكرون في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز بثت الأحد النقاط التي يريد التطرق إليها في واشنطن وأكد أنه ليس لديه “خطة بديلة” عن الاتفاق النووي للتأكد من عدم امتلاك إيران قنبلة نووية.

واعتبر ماكرون أن انسحاب الغربيين من سوريا بشكل سريع سيساعد إيران على ملء الفراغ، كما قد يشجع الجهاديين على العودة.

هل يبقى الاتفاق بمعزل عن واشنطن؟

ترامب قال للصحفيين حول إمكانية استئناف إيران لبرنامجها النووي إذا ألغيت الصفقة “لن يكون من السهل عليهم استئنافه”.

وأضاف “لن يستأنفوا أي شيء، وإذا فكروا باستئناف برنامجهم النووي سيواجهون مشاكل كبيرة، أكبر من أي مشكلة واجهوها في أي وقت مضى”.

كما انتقد ترامب تجارب إيران الصاروخية متسائلا عن دوافعها وراء هذه التجارب.

ويأتي تحذير ترامب الصارم بعد يوم من تهديد الرئيس الإيراني حسن روحاني بأنه ستكون هناك “عواقب وخيمة” إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.

ولم يحدد روحاني رد الفعل الذي قد تتخذه طهران. لكن وزير خارجيته جواد ظريف قال إن الرد المحتمل سيكون استئناف أنشطة تخصيب اليورانيوم، العنصر الرئيسي لصناعة القنابل النووية.

وبموجب الاتفاقية، وافقت طهران على الحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

ولطالما انتقد ترامب الصفقة التي وقعتها الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا مع إيران، وذلك كونها لا تحول دون دعم طهران لجماعات مسلحة في المنطقة مثل حزب الله.

وخلال الاجتماع، قال ماكرون إن “صفقة إيران قضية مهمة، لكن يتعين علينا النظر إلى الصورة على نطاق أوسع، علينا النظر في أمن المنطقة ككل”.

وأضاف “ما نريده هو احتواء إيران ووجودها ودورها في المنطقة”.

واستقبل ترامب نظيره الفرنسي وزوجته في وقت سابق من اليوم وشكر فرنسا، في خطاب ترحيبي، على انضمامها إلى الولايات المتحدة وبريطانيا، في وقت سابق من هذا الشهر، في شن غارات جوية على مواقع للحكومة في سوريا بعد اتهاما بشن هجوم كيمياوي على مدينة دوما في منطقة الغوطة الشرقية المتاخمة للعاصمة دمشق.

وزير الخارجية الألماني هايكو ماس :

ومن جانبه قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي ستجتمع مع ترامب يوم الجمعة، سيحثان الرئيس الأمريكي على عدم الانسحاب من الاتفاق.

وكان ماس يتحدث على هامش اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في مدينة تورونتو الكندية وقال للصحفيين “نؤمن بأن من الضروري للغاية دعم هذا الاتفاق. وفي حالة فشله أو انسحاب الولايات المتحدة منه لن يكون لدينا أي شيء يضاهيه ونخشى من تدهور الوضع بشدة وما سيترتب على ذلك من عواقب”.

وأكد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الموقف ذاته. وقال، متحدثا أيضا للصحفيين في تورونتو “نقر بأن السلوك الإيراني هدام في المنطقة ونقر بأن الرئيس محق في بعض النقاط التي يجب معالجتها، ولكننا نرى أنه يمكن معالجتها (داخل الاتفاق)”.

أما في حال أصرت واشنطن على الانسحاب من الاتفاق فإن الدول الغربية الموقعة عليه ستسعى إلى الابقاء عليه بصيغة جديدة بمعزل عن الولايات المتحدة، حسب ما قال بوريس جونسون.

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق