قضايا

العلاقات بين الأسد واسرائيل والغرب والعالم عبر ناهد العجة ابنة مصطفى طلاس

نشرت صحيفة صندي تايمز تقريراً لمراسليها ماثيو كامبل وأوزي ماهاماني تحت عنوان “مدام (ع) تخدع الأسد”، يتحدث عن أن المليونيرة الباريسية ناهد طلاس العجة هي الشخصية الغامضة التي كانت وراء هروب العميد مناف طلاس إلى تركيا, وجاء في المقال مايلي:
كانت ناهد طلاس العجة، وهي سيدة فاحشة الثراء وراعية أرقى حفلات المجتمع الباريسي، هي الشخصية الغامضة التي لعبت دوراً اساسياً في انشقاق العميد مناف طلاس، قائد اللواء 105 في الحرس الجمهوري. وقامت السيدة ناهد طلاس مستندة إلى علاقات مع كبار السياسيين الاشتراكيين في فرنسا بتأمين مرور آمن لشقيقها مناف الى باريس الذي كان صديقاً شخصياً للرئيس بشار الاسد. وكانت قد قدمت الخدمة ذاتها لوالدها وزير الدفاع السوري السابق العماد مصطفى طلاس، ولشقيقها فراس وهو رجل اعمال.

وعاشت السيدة ناهد العجة (59 عاماً)، في فرنسا منذ 40 عاما. وهي ابنة وزير الدفاع السوري السابق العماد مصطفى طلاس و ارملة تاجر السلاح السعودي اكرم العجة، الذي تزوجته عام ،1978 وهي في الـ،18 بينما كان هو في الـ60 من العمر. وورثت عنه ثروة تقدر بمليار دولار، عندما توفي عام .1991 ومنذ ذلك الحين ظهرت كراعية حفلات المجتمع الباريسي الراقي، مع انها كانت مغرمة بلعبة الشطرنج، هذه اللعبة التي جمعتها بدومينيك شتراوس، الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي، والذي كان حريصا جدا على ممارسة هذه اللعبة. وأقامت السيدة ناهد نادياً خاصاً لها للعبة الشطرنج. وفي عام 2003 عرفت السيدة ناهد العجة بلقب ملكة الشطرنج الغامضة التي اشترت حصة تبلغ 11٪ من شركة اتصالات للإعلانات.
وتشير التقارير إلى انها مؤثرة جداً في الوسط السياسي الفرنسي، وكانت تربطها علاقات قوية بكثير من رجالات هذا الوسط. واحتفل رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دوفيلبان بعيد ميلاده الـ50 في منزلها عام .2003 وتناول الضيوف طعام العشاء على مائدة مزينة بأقوال نابليون وهو الموضوع المفضل لدى دوفيلبان. وشتان ما بين عالم السيدة ناهد العجة المملوء بالحفلات الراقية والبذخ، وبين المأساة التي يعيشها الشعب السوري الغارق في بحر من الدماء والويلات والدمار
وكانت صحيفة لوموند الفرنسية نشرت مقال عنها جاء فيه:
هي السيدة ناهدة طلاس عجة، الميليارديرة التي تعرفها كل الطبقة المخملية الفرنسية، السياسية منها كما الثقافية والفنية والعلمية، وهي التي تعيش بين ظهرانيها منذ ثمانينات القرن الماضي، منذ وفاة زوجها الملياردير، السعودي السوري، أكرم عجة، الذى بنى ثروته على بيع الأسلحة الفرنسية الى دولة آل سعود، بحصة سمسرة قدرها العلني 7%.

ولكنها في الوقت نفسه من “أكثر الوجوه غموضاً”، كما قالت عنها صحيفة لوموند الفرنسية ، رغم استضافتها في منزلها لأغلب الوجوه الاعلامية الفرنسية “المرموقة”، تلفزيونياً، كما صحافياً… مرةً، شغلت ناهد (المولودة في حلب عام 1959) صفحات الصحافة الفرنسية، حينما قيل عنها انها كانت في يوم من الايام عشيقة وزير الخارجية الفرنسي رولان دوما (في حكومة الرئيس فرانسوا ميتران)، وقد طالها ما طاله في فضيحة مساهمتها في تمويل ترشحه للنيابة في محافظته. يتهم دوما لوبي الاسلحة واللوبي الصهيو-أميركي بأنهما من لفقا له هذه التهم، بسبب التوجهات التي انتهجها في سياسته الخارجية، والتي ارادها أكثر تقربا من العرب، خاصة حين شجع الرئيس الفرنسي على أن يستقبل رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في الايليزيه.

كما شغلتها أحيانا بسهرات العشاء “الألف ليلية” التي تحييها وتدعو إليها كبار القوم الفرنسي والاوروبي: دومينيك دو فيلبان احتفل بعيده الخمسين عام 2003 على مائدتها، نيكولا ساركوزي كان أيضاً يعرف سفرتها، قبل أن يصبح رئيسا…

كما شغلتها أيضا باغداقاتها “الخيرية”، بين قوسين، على النوادي الباريسية الفخمة، بذريعة حبها للثقافة الفرنسية وفنونها: للمتاحف منها اللوفر مثلا، لنادي الشطرنج كايسا، لجمعية أصدقاء… حتى أنها لقبت “بالحامية” لهذه المؤسسات التي تمنحها مئات آلاف اليوروهات.

الامر الذي جعل متتبعيها يتساءلون لماذا لم تدل بكرمها هذا على القضية الفلسطينية… ولا حتى على فقراء بلدها…

قد يبدو كل هذا ثانويا ، فربما حاكت من علاقات وصداقات لما تراه من مصالح بلدها وهي الحائزة على جواز دبلوماسي سوري ..

… إلا إذا عرفنا بأن السيدة ناهد، ابنة الرجل الذي خدم وزيرا للدفاع طيلة ثلاثين عاما، لدولة استطاعت ألا تخضع بالقول الأميركي-الغربي، فقاومت الرزوح تحت وطأة الزمن الصهيوني، تربطها علاقات بأنبياء الصهيونية في فرنسا والمتولين الدفاع عنها وعن كيانها…

بدأت بالعشق، فاستمرت بالصداقات وتبادل الآراء، حتى وصلت حد العمل المشترك…

تقول صحيفة لوموند في مقال نشر في تشرين الثاني-نوفمبر ، أنهاعشقت طيلة أربع سنوات من تسعينات القرن الماضي اعلاميا فرنسيا من والد يهودي (بحسب ويكيبيديا) ، هو فرانز-اوليفيير جيسبير. كرس جيسبير هذا الذي يرأس مجلة لوبوان الفرنسية ويكتب افتتاحيتها للدفاع عن اسرائيل : فهو من المساهمين في حملة شيطنة إيران.

كما أنها اختارت يهوديا آخر، هو أيضاً من المدافعين عن اسرائيل ليكون مستشارها حول قضايا الشرق الأوسط هو الصحافي والكاتب ألكسندر أدلير، الماسوني المعلن، الذي نقل بارودته من اليسار الى السياسة الأطلسية الموالية لآل بوش، كما وهنا بيت القصيد كان نائب رئيس ال كريف، الهيئة التي تمثل كافة المنظمات اليهودية في فرنسا.

كذلك اختارت كاتبا يهوديا من اصول بولونية، مارك هاتلر ، المتلطي وراء ادعاءات السلام، المشهور بكتاباته الكاذبة (حتى فيما يتعلق بفراره من الهولوكوست) لكي يصبح راعيها ، وتصبح هي راعيته، فتفتح له الاجواء الى دمشق (قبل الحرب)، على متن طائرتها الشخصية ، فيلتقي بمفتي الشام، وبميشيل كيلو ايضاً، المعارض السوري الذي كان مسجونا.
وهو الذي ما برح يردد ويقول: ” يجب انقاذ الرئيس السوري من هواه الفارسي”.

كذلك يعج محيط السيدة عجة باليهود وبالصهاينة، رغم أن باريس مليئة أيضاً باليهود المعادين للصهيونية: فهي تصادق “نوربير بيلات” وهو اعلامي تلفزيوني مولود في الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي، و بول-لو سوليتزير كاتب روايات من اصول رومانية. وتعرف جيدا دومينيك ستراوس-كان، رئيس صندوق النقد الدولي السابق، والملاحق اليوم من العدالة…
والأنكى من هذا كله، كما تؤكد صحيفة لوموند، أن السيدة ناهدة التقت بالرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز، بناء على طلبها، “فكان لها ما شاءت”، تقول الجريدة دون تحديد الزمان ولا المكان… ولكنها تحدثت عن كرمها الذي طال ما طاله مستشفى هاداسا في القدس ، الذي اسسته نساء صهيونيات منذ العام 1912، في بدايات الاستيطان في فلسطين ( وهو المستشفى الذي استقبل عام 2006 رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون عندما وقع في الغيبوبة )… كما تقول أنها من المانحات الكريمات لمعهد باستور-وايزمان وهو شراكة علمية بين المعهد الطبي الفرنسي ونظيره الاسرائيلي!

لا شك أن هذه المعلومات ليست سوى الجزء البارز من جبل الجليد، المتعلق بحياة هذه المرأة التي كان من المفترض أن تخدم وعائلتها، بمالها وعلاقاتها القضايا العادلة لسوريا ولأمتها. فوقعت في براثن الحركة الصهيونية، أو أنها ذهبت إليها بملء إرادتها، لما تحمله من أرباح تنفخ بها ملياراتها…

في العاصمة الفرنسية تجتمع اليوم بعض العائلات السورية الثرية، تلك التي كانت أكثر من استفاد من حكم الأسد، لتعيد كتابة أوراق مستقبل سوريا. يبدو جليا من خلال مقدماته، أنه لن يكون سوى صهيوني الهوى…لحسن الحظ انها لا تملك كل أوراقه !

المصدر:
«صحيفة صندي تايمزالبريطانية – صحيفة لوموند الفرنسية»

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق