زملاء

خطة هزيمة داعش وإسقاط الأسد

موقع (غلوبال بوست) الأمريكي

وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند

ترجمة: منصور العمري- أورينت نت

نشرت (غلوبال بوست) يوم أمس مقابلة مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند تحت عنوان: “خطة هزيمة داعش واسقاط الأسد”، أجاب فيها عن عدة أسئلة صحفية تناولت مواقف المملكة المتحدة من مجريات الحرب في سوريا وتفاصيل تدريب وانشاء قوة عسكرية تابعة للجيش الحر وتشكل نواة أو تندمج في الجيش السوري الوطني ما بعد سقوط الأسد.

بينما يكثف أوباما حربه ضد متطرفي داعش، تنضم المملكة المتحدة مرة أخرى إلى الولايات المتحدة باعتبارها حليفاً رئيسياً، حيث التزمت بريطانيا منذ أواخر سبتمبر/أيلول بالضربات الجوية ضد داعش، وستنضم أيضاً إلى الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لبناء الجيش السوري الحر المعتدل، في قتاله للإطاحة بالأسد.

بعد الانتهاء من محادثاته مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري الاسبوع الماضي في واشنطن، أجاب وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند على أسئلة للصحفيين من صحيفتي (غلوبال بوست) و(كريستيان ساينس مونيتور) وفيما يلي نص المقابلة. 

كيف تتوقع هزيمة داعش؟
يمكن تحقيق ذلك عن طريق نهج متعدد الأوجه، بالطبع أحدها الجانب العسكري فيجب هزيمة داعش عسكرياً. بقطع تدفق الموارد التي تتلقاها من التمويل الخارجي والمقاتلين الأجانب والمعدات اللوجستية، وإيقاف قدرتها على الوصول إلى أسواق النفط.
كما أننا سوف نهزمهم من خلال تحدي عقديتهم وتقويضها من خلال تفنيدها لأنه لا يمكن قصف أيديولوجية بالطائرات. سنهزمها في العراق من خلال الحكم الرشيد، من خلال إظهار أن حكومة العبادي حكومة شاملة تعترف بمطالب الأقليات في العراق، السنة والأكراد، ناهيك عن الآخرين من المسيحيين واليزيديين وتوزيع ثروة البلاد بشكل عادل وإعطائهم درجة من الحكم الذاتي في مناطقهم.

أما في المجال العسكري، فالغارات الجوية مهمة وسوف تستمر. إلا أنها لا تدمر بالضرورة القدرة العسكرية لهم، ما يفرض الابتعاد عن النهج العسكري التقليدي، وهذا أمر مهم لأن واحدة من الخصائص المميزة لداعش أنها تقوم بمحاولن بناء دولة، فهي تسيطر على الأراضي وتتمسك بها، وتقوم بتنظيم الخدمات العامة وبمهام الدولة.
ولكن في النهاية فالحاجة للقوات البرية أساسية من أجل القضاء عليها وتدميرها. في حالة العراق ستكون هذه القوات من البشمركة الكردية وقوات الأمن العراقية، والتي سوف تتطلب قدراً من إعادة التدريب وإعادة التنظيم وتبني عقيدة وتكتيكات جديدة بعد سنوات من الاستنزاف تحت حكم رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي.

أما في حالة سوريا فستكون هذه القوات من الجيش السوري الحر وقوات المعارضة المعتدلة، والتي سيتم بناؤها ودعمها وتجهيزها. بحيث تقاتل بعيداً عن كونها مجموعات من المتحمسين أو المثاليين بل مجندين منتظمين يتلقون التدريب الكافي، ويرتدون زياً عسكرياً ويتصفون بالانضباط، ويحصلون على راتب في نهاية الشهر. لكن هذه العملية لن تحدث بين ليلة وضحاها، كما قال جون كيري سوف تستغرق شهوراً وسنوات، وليس أيام وأسابيع.

قلت إن بريطانيا لا تستبعد المشاركة في الحملة الجوية في سوريا، هل هذا صحيح؟
نعم هذا صحيح، لم نستبعد ذلك ولقد طلبنا إقرار البرلمان لقرارنا الانخراط في العراق، ولقد كان لدينا تأييد برلماني قوي جداً. وقلنا للبرلمان إنه إن شعرنا بحاجة إلى الانخراط في سورية، سوف نعود إلى البرلمان ونسعى لتأييده لهذا القرار.

ما هو الأساس القانوني لتدخل المملكة المتحدة في سوريا؟
الدفاع الجماعي عن النفس، وهو الأساس القانوني للولايات المتحدة ذاته. طلب منا العراقيون بشكل جماعي أنهم يتعرضون لتهديد خارجي قادم من أراضي سوريا التي يعتقد أن الحكومة السورية غير قادرة أو غير راغبة في السيطرة عليه، بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.

ستقضون على أحد أعداء الأسد في حين تقولون إن الأسد يجب أن يرحل، هل هناك تناقض؟
في هذا الجزء من العالم ليست القضية أن عدو عدوي هو صديقي، فعدو عدوي هو الشخص الذي سأقضي عليه في وقت لاحق، لا يمكننا التعامل مع الأسد كصديق ببساطة لأنه عدو لداعش، ومع الوقت سيتم اسقاط الأسد لأنه عدونا أيضاً.

كيف ستفعل ذلك؟
عن طريق تدريب الجيش السوري الحر بحيث يدفع التوازن على الأرض لدرجة معقولة كي يبحث النظام عن حل سياسي، لتجنب ما حدث في العراق، حيث تم تفكيك مؤسسات الحكومة، لا أعتقد أن أحداً يريد أن يرى سوريا تتحول إلى عراق آخر.

ما يجب أن يحدث هو سقوط الأسد، وجلوس المعارضة المعتدلة والنظام باستثناء الأسد ومناقشة حل سياسي يؤدي إلى انتخابات حرة ونزيهة في سوريا. لا تسعى المعارضة المعتدلة، والائتلاف الوطني السوري إلى تفكيك الدولة أو مؤسساتها، فهي لا تريد استبعاد أحد من المشاركة في سوريا الجديدة كالعلويين قيادة وطائفة.

هل الغارات الجوية على داعش تمكّن نظام الأسد من اتخاذ نهج أكثر قوة ضد جماعات متمردة أخرى؟
أنا أفهم هذا التحدي وبالطبع نحن نتابع هذا الموضوع بعناية فائقة، ولكن لا أعتقد أنه مصدر قلق كبير في الوقت الراهن. فقوات الأسد ليست قوية ونظام الأسد الآن يعتمد بشكل كبير على الميليشيات التي تعمل بشكل شبه مستقل، وأعتقد أن الوضع على الأرض هو أكثر فوضوية.

الحل هو تصعيد وتيرة تدريب وتجهيز مقاتلي الجيش السوري الحر، للحفاظ على الضغط على النظام. كما أن إعلان الولايات المتحدة [500 مليون دولار] هو دفعة معنوية كبرى للجيش السوري الحر، وسوف تقوم في الوقت المناسب بترجيح كفة الميزان. نحن سنلعب دوراً رئيسياً إلى جانب الولايات المتحدة في القيام بذلك التدريب.

كيف يمكنك أن تعرف الولاء الحقيقي لمن تريدون تدريبهم؟ وما التدابير التي يمكن اتخاذها للتأكد من أنكم تدربون الأشخاص المناسبين؟
سوف يكون هناك عملية فرز، وعملية تدريب مناسبة، وسوف يكون هؤلاء الناس موظفين، نحن لا نتحدث عن تدريب مجموعة من المستقلين الذين سيرحلون على متن شاحنات صغيرة، وبعد ذلك لا نراهم مرة أخرى، إنهم ذاهبون للعمل في وحدات مشكلة ومنظمة في الجيش السوري الحر، وسوف يحصلون على راتب في نهاية الشهر.

سيكونون موظفين لدى من؟
في الجيش السوري الحر، أو في وحداته الفرعية، كما سيكون هناك عدد من الجماعات تحت مظلة الجيش السوري الحر.

وهل يوجد ما يكفي من بنية لذلك؟
نعم هناك ما يكفي من بنية وهي بحاجة للتعزيز أيضاً، كما سيبدأ تدفق المجندين، وستكون مهمة التجنيد حاسمة، لن تكون بالضرورة من الناس الملتزمون بشكل متعصب، بل سيكونون ممن هم على استعداد للقتال والتدرّب والاحتراف والذين يؤمنون بسوريا ديمقراطية، ولكن أيضاً سيكون هناك من الناس الذين يريدون كسب الأجر وإطعام أسرهم، وهو طموح محترم تماماً.

هل يمكنك التعليق على حجم الجيش السوري الحر؟ فالكثير من جنود الجيش السوري الحر السابقين فروا إلى الخارج في هذه المرحلة.
نقدر حجم الجيش السوري الحر حالياً بحدود 25000، ونختلف قليلاً مع الزملاء في الولايات المتحدة بتقديرات قوة داعش، حيث نقدر عدد عناصرها بما يقرب من عشرة ألاف، بينما يصعد العدد بتقديرات الولايات المتحدة لما فوق 25000.

ماهي تفاصيل هذا التدريب؟
سيتم اخراجهم من البلاد للتدريب، وأعتقد أن هناك عدداً من الخيارات في المنطقة، حيث يمكن تدريبهم، وإعادتهم للقتال في سوريا. نحن نتحدث ربما عن ثلاثة أو أربعة أشهر لتدريب الدفعة الأولى واعادتها، والتي قد تكون الفان أو ثلاثة أو أربعة آلاف أو أكثر. ولكن أعتقد أن الهدف هو أن نكون قادرين على تدريب حوالي 15000 في السنة، وهي أعداد ليست هائلة ولكنها كافية لإحداث فرق كبير.

أعتقد أن أفغانستان هو مثال جيد على كيفية تدريب جيش من الصفر. تختلف الظروف، ولكن تم بناء قوة من 352 ألفاً في أفغانستان، والتي تقوم بعمل جيد جداً الآن، يمكنها تخطيط وتنفيذ العمليات الخاصة، وإدارة الخدمات اللوجستية الخاصة بها، ونادراً جداً ما تحتاج أي مساعدة. إذا يمكن أن نصل إلى أي شيء من هذا القبيل في سوريا، ربما بعد ثلاث سنوات سنجد قوة محترفة تصل إلى خمسين ألفاً.

وكما قال الائتلاف الوطني السوري نفسه، أنها لا تسعى للقضاء على النظام، بل إلى جلبه لتسوية سياسية، فهم لا يحاولون اقتحام دمشق وقتل الجميع.

كما أتوقع أن يتم دمج هذه القوة في الجيش الوطني السوري، كجزء من سورية الديمقراطية في المستقبل، وهناك كثير من الأمثلة حول العالم لجيوش تحرير منظمة، تم دمجها في الهيكل الوطني التقليدي لقوات الأمن بعد المرحلة الانتقالية.

إلى متى ستبقى بريطانيا والولايات المتحدة ملتزمة بتمويل الجيش السوري الحر؟
لدينا 500 مليون حالياً ومن شأنها أن تفعل كثيراً جداً. يقول البعض إن رواتب مقاتلي داعش تتراوح ما بين 300 دولار و600 دولار في الشهر، لذا إن كان هذا مستوى الأجور في سوريا فإن الوصول إلى جيش من 50 ألفاً لن يكون ذو تكلفة كبيرة بالنسبة لنا.

ربما هذا سيتسبب في إطالة أمد الحرب الأهلية لسنوات قادمة. فنظام الأسد والعلويين لا يرون إلا الأبيض أو الأسود ويعتقدون أنهم سيدبحون في الشوارع إن تولت المعارضة السنية الحكم.

ليس هناك سبب لوضع هذا الافتراض، فالائتلاف الوطني واضح في غرضه الجلوس مع جزء من النظام والاتفاق على إنشاء حكومة انتقالية وقيادة سوريا إلى انتخابات تلعب الطائفة العلوية دوراً فيها، لن يكون لها الدور المهيمن الذي تتخذه الآن، ولكن سيتعين عليها أن تلعب دوراً في إطار الدستور الذي سيضمن لهم أنهم لن يكونوا ضحايا الانتقام.

إن رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي بحرة رجل مثير للإعجاب جداً، فهو تكنوقراطي ويتصف بالمهنية وكرس نفسه للقيام بهذه المهمة، وكان واضح جداً حول ما هو دور الائتلاف الوطني السوري، الذي يسعى لإعادة سوريا إلى مرحلة الانتخابات، ويحتوي هذا الائتلاف في هيكليته عديد من المجموعات التي ستخوض الانتخابات أيضاً.

هامش
المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة
ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء “الأمم المتحدة” وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي، والتدابير التي اتخذها الأعضاء استعمالاً لحق الدفاع عن النفس تبلغ إلى المجلس فوراً، ولا تؤثر تلك التدابير بأي حال فيما للمجلس -بمقتضى سلطته ومسؤولياته المستمدة من أحكام هذا الميثاق- من الحق في أن يتخذ في أي وقت ما يرى ضرورة لاتخاذه من الأعمال لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه.

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق