زملاء

فرهاد حمي: حاضنة بشار الأسد تدفع فاتورة بقائه الباهظة

1661437_1398740550381951_1155551118_n3.jpgأرسل النظام السوري رتلاً عسكرياً مكوناً من 200 جندي من القوات الخاصة من أجل فتح طريق وتخليص 250 جندياً فروا من مطار الطبقة العسكري، واحتموا في مزرعة صحراوية ريثما يتم إنقاذهم، فوقع الرتل بكمين أهلكهم وتسببوا بالكشف عن مكان 250 جندياً ذهبوا لأجلهم فتم أسرهم جميعاً، والحصيلة كانت سقوط مطار الطبقة العسكري وارتفاع عدد القتلى حتى وصل تقريباّ إلى 450 قتيلاً، حسب ما أوردتها بعض المصادر الإعلامية.

لم تكتفِ «داعش» بالسيطرة على المطار وجز رقاب مقاتلي النظام، بل استثمرت هذا الحدث إعلامياً، وقامت بنشر صور لأسرى النظام على المنابر الإعلامية الاجتماعية، وهم يهتفون في مقر احتجازهم «الدولة باقية وتتمدد»، لتتبع هذه العملية بإقدام عناصر التنظيم على ذبح بعض الأسرى من جنود وضباط النظام، متزامناً مع نشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي بغرض تكذيب رواية النظام، الأمر الذي أدى إلى انفجار موجة غضب عارمة داخل الطائفة العلوية والتي حملت النظام مسؤولية مقتل أبنائها المرابطين في تلك الثكنات العسكرية الواقعة في الرقة وريفها.

وقفة احتجاجية

وظهرت مؤشرات هذه الاحتجاجات على صفحات التواصل الاجتماعي لمؤيدي النظام من أهالي قتلى جيش الأسد، حيث هددوا بتنظيم وقفة احتجاجية يوم الثلاثاء على المذابح التي تعرض لها جنود الأسد في الرقة وحقل الشاعر ضد النظام، كردة فعل على سوء إدارة المعركة من قبل جيش الأسد والمطالبة بمحاكمة وزير الدفاع فهد الفريج، وأطلقوا عليه «وزير الموت»، ومحاكمة جميع المقصرين. وعلى الرغم من إلغاء الوقفة الاحتجاجية للمؤيدين، فإن النظام ضرب عرض الحائط بمطالب مؤيديه ونكث بوعده بعدم تعيين وزير الدفاع فهد الفريج مرة أخرى ووضع الفريج من جديد بنفس المنصب.

غير أن الدعوات التي طالبت بمحاسبة الجهات العسكرية لم تلقَ آذاناً صاغية من قبل السلطة السورية، فقد كتبت الإعلامية ماغي خزام، العاملة سابقاً في راديو «شام أف أم»، الموالي لنظام الأسد على صفحتها : «حدوث أي خطأ حتى لو غير متعمد في أي دولة محترمة في العالم كافٍ ليقدم الوزير المسؤول استقالته قبل أن يقيلوه».

وطالبت خزام بإقالة ورحيل رئيس أركان جيش النظام، عبد الله أيوب، والمطالبة برحيل وزير الدفاع، فهد فريج، بسبب سقوط مطار الطبقة وتدمير مئات القرى والخطط العسكرية التي أودت بأرواح الشباب على حد تعبيرها.

تضليل رسمي

والموقف الذي أثار استياء مناصري الأسد في الساحل السوري بشدة حين جرى سقوط مطار الطبقة العسكري بيد داعش، تجسدت في إسراع السلطة إلى القول عبر لسان وزير الإعلام عمران الزعبي وقنواتها الإعلامية بأنها نجحت في إعادة تجميع قواتها المتواجدة في المطار، ونقل عتاده بعيداً عنه، متجنبة الإشارة إلى وجود قتلى أو جرحى أو أسرى. إلا أن المعطيات الواقعية خالفت تلك المزاعم بعد نشر صور الأسرى المعتقلين من القوات النظامية، ويقول ناشط سياسي فضل عدم الكشف عن اسمه: «هؤلاء القتلى بالنسبة للسلطة مجرد أرقام وحثالات بشرية وفلاحين لدى آل الأسد».

لوم الطائفة

وفي ذات السياق، لم يتوانَ مناصرو الثورة السورية من إلقاء اللوم على الطائفة العلوية التي ساندت الأسد طيلة الأعوام السابقة في الوقت الذي انقلب الأسد عليهم كرمى لأجنداته التسلطية.

هدف سياسي

يدور الحديث عن رواية تفترض أن النظام ضحى بالجنود في إطار هدف سياسي وفق ما ذهب إليه بعض النشطاء داخل الطائفة العلوية، ويكمن في أن يجعل النظام من «داعش» أكثر إرعاباً وإرهاباً للأميركيين، وبالتالي دفعهم إلى أن يتدخلوا لدعمه وضربها والتنسيق معه، ونجح في خطته مبدئياً على الأقل.

البيان

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق