زملاء

علي العائد : ‘هامش’ اسطنبول .. ثلاثون عاماً وجثمان الحرية لا يزال دافئاً

فرج بيرقدار يستذكر صديقه المشترك، جميل حتمل، مع عدد من حضور أمسيته في اسطنبول، في ذكرى وفاته التي تصادف هذه الأيام.


حاز فرج بيرقدار في حياته كسوري على خمس جوائز عالمية، وأربع عشرة سنة في سجون المخابرات السورية.

بكلمات قصيرة قدم ياسين السويحة أمسية الشاعر التي نظمها مركز الثقاقة السورية في اسطنبول “هامش”، مساء الإثنين، على مسرح دار النشر “باغلام”.

استذكر بيرقدار صديقه المشترك، جميل حتمل، مع عدد من حضور أمسيته في اسطنبول، في ذكرى وفاته التي تصادف هذه الأيام. منوهاً بأنه رثاه قبل وفاته بثلاثة أشهر عام 1994، واستدرك بقصيدة تابعة سماها “ترجيعات” كتبها بعد وفاة حتمل. 

قرأ بيرقدار من ترجيعات “تقاسيم آسيوية”، مقارباً التشابه بين المنفى والسجن، ومنها:

“لا تنم يا بقية كأسي/ فبين زمانين/ أعمى وأطرش/ هذا المكان يرن على صخرة الموت/ ثم يكفكف أصداءه جثثاً/ وينام./ لا تنم يا بقية يأسي وحريتي/ لا تدعني إليْ/ فبين مكانين لا يبصران/ ولا يسمعان/ يرنُّ الزمان على أفقٍ غامض./ ليس هذا خريفك/ لا يا قرير الهواجس/ يا راعف الصوت./ قل غير هذي القصيدة يا ابن مراثيك/ قل زنبقاً فاره الحزن/ قلني/ فقد أذن الله لي بدمائي/ وأغمض عينيه كي لا أراه/ فتكسره صورتي فيه….”.

وفي قصيدة “ترجمة أولية لرقيم مسماري” مقاربة فلسفية للنهار والليل كما يعكسهما لونهما، وكما يقترحهما مزاج وتفاصيل حياة كل من محاوري الشاعر في القصيدة.

وقال في قصيدة “ماتروشكا سورية”: “السماء خيمة/ والأرض خيمة/ وبلادي خيمة/ والسجن خيمة/ والصمت خيمة/ والقصيدة خيمة/ وأنا خيمة/ فكيف أرى الله/ وكيف يراني”.

وفي قصيدة “سوريا.. ليَّات” خفتت اللهجة الخطابية للشاعر لناحية التأمل واستدراكات الصمت بين كل مقطعين شعريين “في هذه الجهنم الغالية/ في هذا المستنقع الحكيم/ إذا أردت أن تمسك الواقع من قرنيه/ والحقيقة من رحمها/ فاقرأ.. صمت الناس. الليل منديل أسود/ تنوح به الريح/ يا إلهي.. ثلاثين عاماً وجثمان الحرية مازال دافئاً”.

ثم توالت قصائد مقطعية قصيرة بدأها بقصيدة “تثاؤب”:

ذات يوم ابتسمت الأرض/ فكانت سوريا/ أما الآن/ هاكم – يا دينها – وهي تشهق وتزفر رماداً.

ورثى الشاعر لحال عراق السياب الذي فاض دماً في زمن الطاغية، ثم دماً و”آيات” في زمن الاحتلال، وفيما بعد زمن الاحتلال. يقول في قصيدة “أنصاب”:

“صمتٌ وأسئلة فمن أين العراق/ ورد وأجنحة/ فمن أين العراق/ سيابُه/ لا بد من سيابه/ سيابنا لو عندنا سياب./ لا عرس في بغداد كي نبكي ولا شُبهات./ هي بضع آيات من الماضي/ وآيات شبيهة لها في حاضر الأيام/ لا شيء لا توحي به الأسباب/ بغداد بعض شهيقنا وزفيرنا/ لا ريح تأخذنا إليها/ لا روح تسقط من يدينا في يديها/ لولا كثير أو قليل من دم شرقت به سحب على النايات والأبواب..”.

وفي “الحرف المطعون” يستذكر نون النسوة بصور شعرية فاضحة ناقدة لصور النرجس الذي يتنرجس أكثر فأكثر رغم الفهم.

وفي نهاية الأمسية، قرأ بيرقدار قصيدة “النهر” المكتوبة في السجن عام 1995، وهي آخر ما صدر للشاعر في نهاية عام 2013 عن دار نون بإمارة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة.

ميدل ايست أونلاين

  • توفي القاص جميل حتمل في 07 تشرين الأول / أكتوبر 1994 في باريس بعد صراع طويل مع مرض القلب ، أصدر مجموعات قصصية أبرزها ” الطفلة ذات القُبَّعة البيضاء ” و ” حين لا بلاد ” و ” قصص المرض… قصص الجنون “ إضافة لعمله المركز بعدة صحف ومجلات عربية

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق