زملاء

تأثير التدخل التركي على الصراع بين الأسد ومعارضيه

وسعت قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني من خطوط الاشتباكات مع كتائب المعارضة في مدينة الزبداني بريف دمشق الغربي، بينما تجري معارك في مناطق سورية مختلفة شمالا وجنوبا، وتفرض تركيا نفسها عاملا جديدا على ساحة الصراع بقصفها مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني شمالي العراق وسوريا.

هذه الخيوط المتشابكة تطرح تساؤلات عدة عن أهداف النظام السوري وحزب الله من تصعيد الهجوم الذي بدأ قبل أسابيع على الزبداني، وكيف يؤثر هذا التصعيد على مساعي المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لإحداث اختراق في المسار السياسي السوري خاصة أنه ترافق مع زيارته الأخيرة لدمشق، ومدى تأثير التدخل التركي ضد تنظيم الدولة في معادلات الصراع على الساحة السورية.

الزبداني صامدة
وعن قدرة المعارضة السورية على الصمود في مدينة الزبداني، رأى الخبير العسكري والاستراتيجي فايز الدويري أن الوضع باق على ما هو عليه منذ 22 يوما، ولا توجد إشارات واضحة بأن هناك قدرة على الحسم العسكري، وأكد أن القوات المتحصنة داخل المدينة لا تزال قادرة على القتال، رغم القصف الجوي العنيف الذي شنته طائرات النظام وتدمير حوالي 80% من مباني المدينة.

وناشد فصائل المعارضة المسلحة أن تمد القوات المحاصرة داخل المدينة بالسلاح والرجال، وإسناد هذه القوات من الخارج بإشعال جبهات جديدة بهدف كسر طوق الحصار عن المدينة، ولكنه أكد أن القدرة على الصمود تبقى محدودة ومؤطرة زمنيا.

وعزا الدويري في حلقة السبت 25/7/2015 من برنامج “حديث الثورة” تقديم النظام السوري خدمات لتنظيم الدولة إلى أنه يريد أن يضع المجتمع الدولي أمام خيارين، إما التنظيم وإما تأهيل قوات النظام وإعادة دمجه في المجتمع الدولي.

وعن سعي النظام التركي للتدخل باستخدام سلاح الجو والقوات الخاصة والتطلع لإنشاء منطقة عازلة، أوضح الدويري أن تركيا تريد أن تحقق بذلك طرد تنظيم والنظام منها، واستخدامها منطقة عازلة لحماية اللاجئين السوريين وحماية الحدود التركية الجنوبية.

ولتوضيح حقيقة الأوضاع على الأرض قال الكاتب والإعلامي السوري المعارض بسام جعارة إن من يدافع عن الزبداني هم أبناء المدينة، بينما تقاتلهم مليشيات لبنانية وعراقية ومرتزقة من خارج البلاد يعرفون أنهم لن يستطيعوا دخول المدينة إلا بعد تدميرها تماما.

وأكد جعارة أن الزبداني صامدة ولن تستسلم وأن حزب الله في ورطة كبيرة، لأنه لا يستطيع أن يدخل المدينة أو أن ينسحب عنها، وبدأ يبحث عن حلول سلمية تضمن انسحاب “الصامدين” في الزبداني مقابل دخول قوات حزب الله للمدينة، وأشار إلى أن النظام يبحث عن أي نصر حتى يرفع به معنويات جنوده “المرتزقة“، حسب قوله.

النظام يتقدم
وفيما يتعلق باستراتيجيات نظام الأسد على خطوط الاشتباك قال المحلل السياسي والاستراتيجي إلياس فرحات إن النظام وحزب الله قاما بتضييق نطاق المواجهات، لأن التوازن العسكري يميل إلى صالحهما في محيط الزبداني، وأضاف أن النظام وحزب الله يريدان السيطرة على المدينة كما سيطرا من قبل على القلمون والقصير، ولا يسعيان وراء حرب استنزاف طويلة الأجل.

واستخف فرحات بالآراء التي تتحدث عن توظيف النظام لتنظيم الدولة لضرب أعدائه، وأكد أن ذلك يستحيل عمليا لأن النظام يشتبك مع التنظيم في ست نقاط في نصف سوريا الشرقي.

مساعي الحل
من جهته، أوضح فواز جرجس أستاذ العلاقات الدولية ومدير مركز الشرق الأوسط في جامعة لندن أن المبعوث الأممي دي ميستورا ما زال يحاول منذ عدة أشهر التوصل إلى خريطة طريق وإيجاد آليات للتعامل مع الوضع الكارثي في سوريا.

ووصف جرجس ما يحدث في سوريا إجمالا بالحرب المفتوحة، التي تحاول فيها القوى الرئيسية السيطرة على مناطقها من أجل زيادة أوراقها في المفاوضات الدبلوماسية، ودعا إلى ملاحظة أن الأزمة السورية تشهد بداية حراك دبلوماسي، واستشهد بذلك على التغير في اللهجة الروسية التي بدأت تتخوف من مقدرة النظام السوري على إدارة العمليات العسكرية، إضافة إلى تصريحات إيرانية ظهرت في العلن تشكك في مقدرته على الصمود.

وقطع جرجس باستحالة تحقيق انتقال سياسي في سوريا بدون التنسيق مع تنظيم الدولة وبدرجة أقل مع جبهة النصرة التي تشكل رقما خطير وصعبا على مستقبل سوريا ولا يمكن القفز عليها.

وحسب رأيه فقد دخلت تركيا مرحلة جوهرية في التأثير على الأزمة السورية، وأشار إلى تصريحات مسؤولين أميركيين عن تغيير قواعد اللعبة بدخولأنقرة لاعبا جديدا في الساحة واعتبارها جزءا لا يتجزأ من التحالف الدولي.

وحول توقعاته لمسيرة المشهد السوري في المدى المنظور، قال جرجس إنه من الخطأ توقع تغيرات استراتيجية سريعة في سوريا، وأضاف أن أميركا لن تضحي بقوات الحماية الكردية، خصوصا أنها تعتبرها النموذج الذي يجب أن تبنى عليه القوات العراقية والسورية، وتابع مؤكدا على أهمية الانتظار حتى ينقشع الغبار عن الانتخابات التركية ومن ثم تقييم الاستراتيجية التركية.

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق