زملاء

نجم الدين سمّان‬ : أنا مهجَّر .. مو مهاجِر

1- كلّ فترة.. بيسألني حدا: – ما بدَّك تهَاجِر ؟!
و كلّ مرّة.. بيقلِّي حدا: – نِصّ رفقاتَك.. صاروا في أوروبا؛ شو اللّي مقَعدَك هون في استانبول؟!
بضحك.. و بقول: – تهجّرت لتلَت عواصم: الجزائر العاصمة؛ و القاهرة؛ و هلّأ.. استانبول؛ و بعرف إنّو بيحق لكلّ مهجَّر سوري: أربع عواصم.. شرعاً؛ بس أنا هلأ واقع بغرام استانبول؛ و ما رح طلِّقها.. حتى لو طلَّقتني.
بيتصِل فيني مراسل أحد الجرايد.. و بيقلّي: – إستاذ.. بدنا رأيك بالمهاجرين؟!
بقلّوا: – قَصدَك.. حيّ المهاجرين.. بالشام؟!
و لأنو شب طالع جديد و مستعجل.. بيفكّرني عَم هَلوِس و معي بدايات زهايمر.
بقلّوا: – يا إبني.. لمّا منشتغل بالصحافة.. لازم ندقّق مصطلحاتنا؛ المهاجر.. هوّي اللّي بيهاجر طوعاً.. و برغبتو؛ و المهجّر هوّي اللّي بيطلع من بلدو غصب العنّو؛ بعد ما انقصف بيتو من جيش الممانعة والصمود؛ أو.. هرباً من داعش وأخواتها؛ هدول اسمهم: مهجّرين؛ و بالفصحى: المُهَجَّرون السوريّون.
من كتر ما سألوني.. حسِّيت الهجرة الشرعية: اللِّي اسمها.. لجوء؛ و غير الشرعية اللّي اسمها: تهريب.. و كأنها صارت: موضة؛ من وقت ما هرب أول ائتلافي من أول مؤتمر شارك فيه بأوروبا؛ و راح على دائرة الهجرة بفرنسا أو.. بجنيف واحد؛ أو.. بغيرها؛ و صار يتبَكبَك قدّام الموظفة.. لحتى فرَط قلبها من البِكِي عليه؛ و عطتو اللجوء.

فاصل \ أغنية: انا مواطن
2- نِصّ اعضاء الائتلاف.. معهن جنسيات غربيّة؛ قبل ما يئتلفوا؛ و النِصّ التاني.. صار عندو لجوء سياسي؛ بعد ما ائتلفوا حول الغنائم و الكراسي.
ما بعرف ليش عطوهن لجوء سياسي.. مو لجوء إنساني ؟!!
يمكن.. لأنّو السياسيين ما فيهم.. شي إنساني؛ حتى الحَجِّة ميركل.. طال عمرها.
نِصّ اللّي عم يقاتلو في سوريا.. معهن جنسيات غربية؛ و يمكن النِصّ التاني عم يحلم.. ياخد لجوء؛ منشان يتابع جهادو في نِصّ دول الكفّار العلمانيين المُلحدين.
سألوه لواحد من الداعشيين؛ اللّي لابسين.. باكستاني أفغاني بَشتُوني؛ على تطريز هِندِي مِندي:
– لا قُدرةَ لكَ على مُحاربة الكفّار.. في عُقرِ دارِهِم؛ فما أنتَ فاعِلٌ بِجِهَادِك؟.
قال: – نُحَاربهم.. بإنجاب الاطفال في عُقرِ دارهم.. بكثافةٍ مُنقطِعَةِ النظير؛ حتى تصيرَ أوروبا مُسلمةً.. خلال عقدين فقط؛ إن شاء الله.
لو كنت محلّ الصحفي اللّي عم يسأل هالداعشي.. كنت سألتو:
– و ماذا بشأن الصينين يا أخَ المُجاهدين ؛ كيف ستُغيِّر بجهادِكَ.. توازنَهُم الديموغرافي؟!
ما بعرف كيف ممكن تغيير الصين.. من عُقر دارها؟!
لو راح مليون داعشي ع الصين.. و كلّ واحد معو.. أربع زوجات و أربعين سَبِيّة؛ و قعدوا في عُقرِ دار الصينيين.. يبظّوا أولاد و بنات؛ بِدهُن.. مليون سنة؛ ليصير مليار و نِصّ بوذي.. مسلمين.
هلأ هادا هوِّي الجهاد.. واحد بيجاهِد ليحرّر القدس ببظّ الأولاد في أوروبا؛ و التاني.. بيجاهِد في سوريا.. ليحرِّر القدس من القصير و الزبداني.
مو شاطرين في كل مذاهبنا و طوائفنا.. إلا بجهاد النِكَاح؛ بجهاد.. زواج المتعة؛ بجهاد.. زواج المِسيَار؛ بجهاد.. العَضَّاضّات الداعشيَّات؛ بجهاد شبيحة الأسد في اغتصاب السوريات في أفرُع الأمن و حتى ع الحواجز.
وما في حلّ.. إلا ينقلعوا الكِلّ؛ يطلعوا من عُقر دارنا.. لعُقر جهنّم و بئس المصير.
فاصل \ اغنية: هكّا يحبونا
3- انا مهجّر.. وما بدِّي هاجر
كنَّا غريبن و نحنا في بلدنا؛ و هلأ.. غريبين و نحنا بعيدن عن بلدنا؛ و رح نضلّ غريبين و مغرَّبين.. حتى ننتصر لحريتنا.
متل ماقال الدكتور أحمد برقاوي:
– أن يكون وطنك أمامك و لا تستطيع أن تكون مواطناً فيه، أن تكون محروماً منه، بل.. و محروماً حتى من زيارته، وطنك أمامك محتلٌّ من كائناتٍ لا علاقة لها بعالمك الكبير و الصغير. أن يكون لك وطنٌ يعني أن يكون لك حقٌّ غير قابلٍ للإلغاء والاعتداء.
و آلان.. الطفل السوري؛ ما كان أول طفل بيغرق؛ ولا رح يكون الأخير.
آلان.. ما كان أول طفل بيموت تحت القصف؛ أو.. في الغوطة من الجوع؛
ما كان أول طفل.. بيختنق بالكيماوي و بغاز الكلوريد.
ما كان أول طفل.. بيفقد دراعو أو رجليه من شظايا البراميل.
و ما رح يكون..آخرهم بالتأكيد.
لسّه الفصل التالت من التراجيديا السورية.. بأولو؛ و الكلّ.. مشاركين فيه؛ و حاطِّين أقنعة؛ و عَم يمثلو أدوارهم؛ هلأ.. غيَّرو قناع التواطؤ و اللامبالاة؛ غيَّروا قناع التطنيش على جرائم الاسد ومجازرو.. و لبسوا قناع الانسانيين.
لما صاروا المُهجَّرين السوريين مشكلة لأوروبا.. فاق الضمير.
و متل ما قال الروائي اللبناني.. أمين معلوف:
– ينبغي أن نصمت حين ينام الأطفال ، لا حين يُقتلون…!!!
فاصل \ اغنية: موّال يا طفل غزة.
4- عم استغرب.. كيف فاق الضمير الأوربي.. بعد أربع سنين ونِص؛ وبعد نِص مليون سوري انقتلوا عن سابق إصرار وتصميم؛ بعد 8 ملايين مهجَّر جُوَّا سوريا؛ و 8 ملايين مهجَّر برَّاتها؟!!
فِضيِت بلدنا من ولادها و بناتها؛ و الأسد و حزب اللات.. عم يتفاوضوا.. ينقلوا أهل الزبداني لإدلب؛ و أهل الفوعة وكفريا.. للزبداني و بلودان.
فِضيِت البلد.. و بيوتنا المهجورة.. سكنوها غير السوريين: إيرانيين وداعشيين
كل واحد معو رشاش.. صار يلعب بخريطة بلدنا؛ حتى ما عاد عرفناها.
صار لازم نعيد رسم خريطتنا من جديد.
و النظام.. مستمرّ بالقصف؛ و مستمرّ.. بقتل المُعارضين تحت التعذيب؛ و باغتصاب المُعتَقَلات؛ و مستمرّ.. باغتيال الضباط اللّي انشقوا؛ و أمس.. اغتال الشيخ البلعوس في السويدا.. و بكرا رح يغتال غيرو.
و التصفيات ماشية كمان.. بين الفصائل اللّي بتسمِّي حالها.. جهاديّة.
و المعارضة.. عَم تصفي حساباتها الصغيرة؛ على حساب بعضها البعض.
و السنّي.. عَم يشتم العلوي؛ و العلوي.. عَم يشتم السنِّي؛ والعربي.. عم يشتم الكردي؛ والكردي.. عم يشتم العربي؛ والمسلم.. عم يكفِّر المسيحي؛ و المسيحي.. عم يعتبر كلّ المسلمين دواعش..
و بعدين بتطلع الحَجِّة ميركل؛ و بتقول: – رح نستقبل مليون سوري..
بيزغردوا الكلّ؛ و بينزلوا كلهن.. ع الدبكه سوا !!.
ممكن يروحوا كلّ السوريين على أوروبا.. بس سوريا بتبقى بمحلها؛ ما ممكن لحدا.. ينقلها من محلها.. لا يمكن لحدا يغيّر تركيبتها.. مين ما كان هالحدا: اسكندر المقدوني ولّا تيمورلنك.. الجنرال غورو أو الجنرال حافظ الوحش.. هولاكو و لّا بثّار .. الخليفة ابو جعفر المنصور و لّا الخليفة البغدادي.
كلهن راحو.. و اللّي موجودين هلأ بيروحوا.. و بتبقى سوريا: سوريا الحرة الديموقراطية و لكلّ السوريين.

  • كاتب سوري ، النص من صفحته الرسمية
اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق