زملاء

صهيب الخلف : شكوك تحيط بحريق في سوق تاريخي بدمشق

صورة بثتها صفحات موالية للنظام على مواقع التواصل لحريق سوق العصرونية

تجددت الحرائق في سوق العصرونية التاريخي وسط دمشقغرد النص عبر تويتر، وقالت وسائل إعلام موالية للنظام السوري إن فرق الإطفاء والمتطوعين بذلوا جهودا كبيرة حتى سيطروا على الحريق، لكن ناشطين ومعارضين ألمحوا إلى احتمال تورط النظام والمليشيات الإيرانية في افتعاله.
وكان حريق شديد قد التهم أكثر من عشرين محلا تجاريا في سوق العصرونية قبل يومين، وعزت مواقع موالية للنظام سبب الحريق إلى “تماس كهربائي”، ولم يصدر عن النظام أي تصريح رسمي حول الواقعة.
ويقع سوق العصرونية على مقربة من الجامع الأموي وسوق الحميدية وقلعة دمشق، في منطقة محاطة بحواجز عسكرية تابعة للنظام والمليشيات الداعمة له، وخاصة المليشيات الإيرانية التي عملت منذ نشأتها في سوريا على فرض وجودها في مناطق دمشق التاريخية، حيث ينتشر عناصرها في مختلف الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش التي أقيمت في الطرقات المؤدية إليها.

أمر مدبر
وعن موقف تجار دمشق وأصحاب المحلات التجارية، قال عضو المكتب الإعلامي في حي القابون عدي عودة إن التجار يعلمون تماما أن النظام هو من أشعل الحرائق، معتبرا أن ذلك يصب في سياسات النظام التي تحاول فرض مزيد من التضييق عليهم.

ولم يستبعد عدي عودة أن يقوم التجار بتحركات “خفيفة” مثل الاعتصام الذي جرى في سوق الحريقة قبل نحو شهر احتجاجا على ارتفاع أسعار الدولار، لكنه لفت إلى الخوف الكبير لدى سكان دمشق من القبضة الأمنية التي تفرضها أجهزة أمن النظام والمليشيات الإيرانية وما يعرف بالشبيحة، حيث تستطيع أن تعتقل أي شخص “ليذهب إلى غير رجعة”.
أما الصحفي حسام محمد فقال للجزيرة نت إنه لا يمكن النظر إلى الحريق الذي التهم “أكثر من سبعين محلا تجاريا” بمعزل عن المضايقات التي تعرض لها تجار السوق قبل فترة، حيث فرضت عليهم ضرائب باهظة واضطر كثير منهم إلى دفع رشى ضخمة إلى مسؤولين في النظام، ومنهم من باع محله وترك البلاد مهاجرا إلى أوروبا.
وأوضح الصحفي محمد أن “رجال أعمال مقربين من طهران والنظام” تقدموا عبر وسطاء تجاريين بعروض مالية مغرية لأصحاب المحلات التجارية في سوق العصرونية، لكن هذه العروض لم تلق رواجا كبيرا، فمالكو المحال ورثوها عن آبائهم وأجدادهم ويعتبرونها ملكا تاريخيا للعائلة لا يمكن التفريط فيه بسهولة.
مخطط تغيير
وفي نفس السياق تحدث السياسي السوري المنشق عن خلية إدارة الأزمة التابعة للنظام عبد المجيد بركات عن مصطلح “سوريا المفيدة” الذي طبقه النظام جغرافيا ويحاول الآن تطبيقه اجتماعيا، وهو يعتمد على المليشيات الإيرانية لفرض هذه السياسة.
ورأى بركات أن الحريق لو لم يكن مفتعلا لما انتشر على كل هذه المساحة، وأنه ينسجم أيضا مع سياسة النظام التي اتبعها في التغيير الديمغرافي، والتي بدأها من حمص وصولا إلى الزبداني، لافتا إلى أن هوية دمشق وتاريخها الأموي يبدو الآن محط أنظار المليشيات الإيرانية.  الجزيرة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق