زملاء

ائتلاف السلم الحرية يكرم المحامية الفلسطينية دارين الحجوج فيما تواجه الإجرام الإجتماعي(دارين حجوج : أيها الناس بلغ السيل الزبى)


لماذا لا يكرم الأبرياء فيما يمرون بأبشع حصار يستهدف وجودهم ؟ وهل يقتضي الأمر وقوع كارثة إنسانية حتى تعلن نداءات الغوث ؟ وماهو الدور الفعلي للإتحادات والنقابات التي تصف نفسها بأنها المدافع الأمين لرفع المظالم والحيف عن المنخرطين فيها؟

أدنا قضية تستدعي إمعان النظر من قبل نشطاء حقوق الإنسان ، والمشهد يرتبط بدور منتظر من قبل الهيئات الحقوقية لكون الإخطار يشيرإلى محامية شابة مازالت أسيرة الإهمال المرعب في ليبيا والمؤسف إننا لم نقرأ أي مبادرة من قبل إتحاد يعنى بالمحامين.
دارين احمد جمعة الحجوج حاصلة على ليسانس من جامعة ناصر كلية القانون وهي محامية، عضو في الاتحاد العام للحقوقيين الفلسطينين ـ شاء القدر أن تكون وأسرتها خارج وطنها الأم فلسطين المحتلة، لتقع فريسة سهلة الاصطياد ولقمة سائغة للأخوة بالعروبة المخضوضرة.

أسرة الحجوج الفلسطينية المكونة من ستة أفراد استوطنت ليبيا، أما شقيقها الطبيب أشرف وقع ضحية للإهمال والتسيب في مشافي ليبيا ويستخدم اليوم منديلا لمسح أيدي الفاعلين الحقيقيين من الإدارة الليبية الخضراء…! وفي قضية فبركتها أجهزة الأمن الليبية صدر حكما قرقوشيا، سخر منه العالم وأدمى ضمير شرفاء البشرية وأحزن أسرة حجوج. ألا وهو الحكم بالإعدام على أشرف الحجوج بلا جريرة.

دارين حجوج وبحكم تقاليد مهنتها وتحمسها لعدالة القضية، تابعت ملف ضحايا الأيدز بكافة تفاعلاته، ونادت ببراءة المتهمين في القضية، وبحكم أنها شقيقة أحد المتهمين كانت معنية بشكل مباشر بالملف. أستعانت بمنظمات مدنية دولية ذات صفة حقوقية لفضح المستور فكان عليها وبالا. وبدأت سلسلة من التهديدات والضغوطات وما تكاد تنتهي، ولم يعف الفاعلون شرف وتقاليد أسرة محافظة وعلى خلق.

تعرضت دارين حجوج إلى المضايقات والاهانات من قبل الشارع الليبي تحت غض الطرف الرسمي، بل وبتشجيع مبطن منه، إضافة إلى تعرضها لمحاولة اغتيال في نيسان (ابريل) عام 2000 اثر مقابلة عائشة القذافي وتسليمها مذكرة بوضع العائلة في أثناء عودتها من عملها بمكتب المحاماة ثم تعرضها لمرتين متتاليتن يوم 16/4/2000 ويوم 25/4/2000 للتهديد بالقتل من قبل شخصين تقدما بصفة رسمية أي مؤسسة البحث الجنائي طرابلس وطلبوا منها التوقف عن البحث عن الحقيقة والا ستكون الضحية الثانية بعد اخيها، وقد حوربت بأساليب مختلفة لايقافها عن استكمال دراستها العليا وذلك بترسيبها في المواد عمدا واهانتها في لجنة المقابلة الشفوية من قبل الدكتور عبد الحكيم زامونة الذي رفض التعامل معها على اعتبار انها اخت من جلب” الإرهاب إلى ليبيا” ذلك حسب العرف الإجتماعي الذي روجت له الأجهزة الأمنية، مما أدى إلى انتقالها إلى طرابلس والبقاء في سكن الطالبات والابتعاد عن اهلها للعمل نتيجة الاضطهاد لسد حاجات الأسرة والعمل في غير تخصصها

الا ان الأمر لم يكن أحسن حالا فكان يلاحقها باستمرار الاضطهاد والاهانات وتعرضها هي واخواتها في السكن الجامعي لمشادات كلامية ومشاجرات مختلقة تعدت إلى الإهانة والضرب من قبل طالبات مقيمات بالسكن الطلابي. ولم تكف الأيدي السوداء من محاولة الإساءة إلى دارين الحجوج بطرق مختلفة وكنا في ائتلاف السلم والحرية دللنا إلى عدد من الإنتهاكات التي تتعرض لها العائلة كان أبرزها تموضع قرابة 400 من الأفراد المجندين في مليشيا اللجان الثورية المسلحة بالسكاكين والبنادق الفردية متوعدين بقتلهم إذا غادروا المنزل ـ بمعنى أدق قوانين مزاجية ترخي بظلاها على أفراد باتت حياتهم أبعد من الجحيم.

منذ مدة بدأت تنهال رسائل على البريد الألكتروني الخاص ب ائتلاف السلم والحرية من مجهول – حيث تقول واحدة من هذه الرسائل المجهولة(تعرف على صاحبة الصورة) طبعا الصورة عبارة عن فوتومونتاج مركبة وقد تم إضافة مجتزأ صورة الرأس بواسطة الفوتوشوب بطريقة احترافية- حسب تعبير بعض المتعاونين معنا من المختصين بالتصميم. تمثل الصور عادة لقطات مخلة بالحياء وتخدش الشرف والتقاليد الشائعة في المجتمعات خصوصا الشرقية. كما تصلنا رسائل توضيحية تنم عن خبث وإجرام لا مثيل له، كناية عن مجتزأ لمجموعة صور إباحية، وقد علمنا قبلا إنه هناك حملات يقف خلفها جهاز مبرمج من المتفرغين لمارسة الضغط على شقيقات الطبيب الفلسطيني أشرف الحجوج، بالطبع ان الهدف من ذلك هو التأثير النفسي على المتهم المحكوم ظلما.

في معرض تعليق المحامية دارين الحجوج على هذه الحملة التي تحاول الإساءة لسمعتها قالت: كل شيئ متوقع والموضوع عموما لا يعدو عن كونه محاولة رخيصة يقف خلفها عقل أخرق، وإنني أغتنم هذه الحادثة كى أكرر: لم تثننا هذه التصرفات منذ سنوات ومازلنا نقول لن نلين أبدا فنحن في مكان مؤلم، تحيق بنا الأخطار من كل مكان وجل ما نفكر فيه اليوم المغادرة. تضيف دارين: بذات الطريقة وفي هذا البلد، قبل سنوات تم تحريف ملف الإيدز عن شكله القانوني مما أدى إلى أحكام جائرة على شقيقي وعلى الطاقم الطبي البلغاري. أما أنا شخصيا منذ أن بدأت بمتابعة الملف نظرا لكوني شقيقة متهم، وبصفتي محامية، أتعرض لتهديدات قاسية، فليس من المستبعد أي شيء، بتنا في حال من اللاجدوى والرعب يقبع في كل زاوية.

إن موقف ائتلاف السلم والحرية إزاء هذا التطور السلبي الذي نعتبره أحد الأسلحة الخفية التي عادة ما يلجأ إليها المتضررون من الحقيقة ونأمل من إتحادات المحامين التدخل الفوري كون المتضررة تزاول مهنة المحاماة فضلا عن كونها ضحية العنف الإجتماعي ومصدره الأجهزة الأمنية في ليبيا. وبدورنا أحلنا مضمون الواقعة التي تخص المحامية دارين الحجوج إلى شبكة تحالفاتنا وإلى سائر الهيئات العربية والدولية النسوية الناشطة في مجالات حقوق الإنسان وهي بصدد القيام بحملة واسعة لحماية إنسان بريء من تلفيقات خطيرة وفي سياق آخر إننا نعلن عن تكريم رمزي للمحامية دارين الحجوج عبر جمع توقيعات من شخصيات ذات اهتمام إنساني وحقوقي كمساندة رمزية.

 23 – 12- 2004

منظمة ائتلاف السلم والحرية إعداد وتوثيق أحمد سليمان
Organization for peace and liberty – O P L
www.opl-now.org

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق