البحرين:العنف ليس طريقا لتعزيز مبادئ حقوق الإنسان و الديمقراطية
تلفت جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان خبر قيام قوات الأمن البحرينية بالاعتداء على مجموعة من الطلبة في المرحلة الثانوية أثناء قيامهم بالخروج في مسيرة سلمية خاصة بقانون الأحوال الشخصية و تشير التفاصيل الواردة إلى الجمعية بأن بناء على دعوة من بعض علماء الطائفة الشيعية للوقوف أمام قانون مخالف للشريعة بحسب رؤى علماء الطائفة ، نظم مجموعة من طلاب مدرسة الجابرية الثانوية للبنين مسيرة سلمية
دعما لتلك الرؤى تنطلق من المدرسة متوجهة إلى مسجد الإمام الصادق بمنطقة القفول ، و أثناء توجه الطلبة الذين لم تتجاوز أعمارهم الثامنة عشر سنة إلى الموقع المقرر أن تتوقف فيه المسيرة واجهتهم قوات الأمن البحرينية بعدد فاق عدد الحضور من الطلبة و قامت بالاعتداء عليهم عن طريق استخدام مسيل الدموع و توجيه الضربات و اللكمات إلى أجسادهم ، و اعتقال ثمانية أشخاص و توقيفهم فترة ثلاث ساعات في مركز شرطة أم الحصم و آخذ التعهدات بعدم تكرار مثل هذه المسيرات و من ثم إطلاق سراحهم.
إننا نرى أن ما حدث هو تراجع واضح لأهداف الإصلاح التي أطلقها ملك البلاد و الذي دعا فيها لتعزيز مبادئ حقوق الإنسان و الديمقراطية، ويعد بمثابة تجديد لعهد قديم في قمع قوات الأمن للمواطنين وتجمعاتهم بعد أن كان ملك البلاد قد أملنا في تدشين عهد سلمي خال عن المحطات القمعية السوداء لمرحلة ما قبل الإصلاحات.
إننا في جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان نجرم وبشّدة هذا الفعل القبيح من قبل قوات الأمن البحرينية، ونؤكد رفضنا القاطع لهذه الأساليب البالية، ونرفض الرضوخ لهذه اللغة التي عفا عليها الزمن وتجاوزها التاريخ، كما ندعو كافة المؤسسات والفعاليات لتحمل مسئولياتها في إدانة هذا العمل الغير إنساني.
و نطالب المنظمات الدولية و الإقليمية بإصدار بيان استنكار لهذا الاعتداء الغاشم لأنه مخالف لأدنى مبادئ حقوق الإنسان .
جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان24 /11/2005
تقرير يوثق الاعتداءات من قبل قوات الأمن البحرينية على مجموعة من الطلاب*
خلفية :
اجتاحت مملكة البحرين مجموعة من الفعاليات الاحتجاجية منذ أن أطلق المجلس الأعلى للمرأة –الحكومي- حملة لإصدار قانون ” الأحوال الشخصية” ، و هذا لم يلق القبول من قبل مجموعة من رجال الدين الشيعة الذين يشكلون مؤسسة ” المجلس العلمائي الأعلى” نظرا و بحسب رأيتهم يخالف مجموعة من النصوص الواردة في الدين ، مما دفعهم لتنظيم مجموعة من الفعاليات الاحتجاجية في عدة مناطق من البحرين و كان حضور تلك الفعاليات يتراوح بين 50 ألف مواطن و 90 ألف مواطن.
تفاصيل القضية:
قامت قوات الأمن البحرينية بالاعتداء على مجموعة من الطلبة في المرحلة الثانوية و ذلك في يوم الاربعاء الموافق 23/11/2005 أثناء قيامهم بالخروج في مسيرة سلمية خاصة بقانون الأحوال الشخصية و تشير التفاصيل بأن بناء على دعوة من بعض علماء الطائفة الشيعية للوقوف أمام قانون مخالف للشريعة بحسب رؤى علماء الطائفة ، نظم مجموعة من طلاب مدرسة الجابرية الثانوية للبنين مسيرة سلمية دعما لتلك الرؤى تنطلق من المدرسة متوجهة إلى مسجد الإمام الصادق بمنطقة القفول ، و أثناء توجه الطلبة الذين لم تتجاوز أعمارهم الثامنة عشر سنة إلى الموقع المقرر أن تتوقف فيه المسيرة واجهتهم قوات الأمن البحرينية بعدد فاق عدد الحضور من الطلبة و قامت بالاعتداء عليهم عن طريق استخدام مسيل الدموع و توجيه الضربات و اللكمات إلى أجسادهم ، و اعتقال ثمانية أشخاص و توقيفهم فترة ثلاث ساعات في مركز شرطة أم الحصم و آخذ التعهدات بعدم تكرار مثل هذه المسيرات و من ثم إطلاق سراحهم.
لقاء مع بعض المشاركين:
1. السيد شرف أحمد عيسى ، 21 سنة ، عامل : كنت قريب من مدرسة الجابرية بمنطقة الماحوز و ذلك في الساعة السابعة صباحا ، فشاهدت عدد من الطلاب متجمهرين بالقرب من اسوار المدرسة ،فأوقفت السيارة و قمت بتوجيه الأسئلة عن سبب التجمهر فأخبرني أحد الطلاب بأن سوف تكون هناك مسيرة حول قانون الأحوال الشخصية و هذا دفعني للمشاركة معهم، و أثناء توجه المسيرة إلى منطقة السلمانية حاصرتنا حشود هائلة من قوات الأمن و قد طلبت منهم أن يبتعدوا عن المسيرة حتى لا تحصل صدامات بين القوات و الطلبه و أنا سوف أقوم بتفريق الطلبه بالطرق السلمية ، أثناء حديثي مع أحد أفراد قوات الأمن ، هجموا علينا و قاموا بإطلاق مسيل الدموع و قاموا بتوجيه عدة لكمات إلى رأسي و تم اعتقالي مع 8 أشخاص من الطلاب و تم تحويلنا إلى مركز شرطة أم الحصم و اخذ الإفادات منا و طلبوا منا التوقيع على تعهدات و من ثم تم الإفراج عنا.
2. عبدالله عبدالجليل عبدالله ، 17سنة ، طالب بالمدرسة : قررت مجموعة من الطلاب أن تنظم مسيرة سلمية حول قانون الأحوال الشخصية تنطلق من المدرسة و هذا ما حصل فعلا ، حيث انطلقت المسيرة و شارك بها اكثر من 200 طالب ، و عند وصولنا بالقرب من مستشفى السلمانية –حكومي- حاصرتنا دوريات الأمن البحرينية ، فاندهشت من هذا العدد الكبير و جلست أتسائل عن سبب حضور هذا العدد الكبير من رجال الأمن و هل سوف ندخل في حرب؟ ، و قمت بالذهاب للمسئول و خبرته بان لا داعي للقيام بعمليات التفريق الغير حضارية للطلاب فقام بضربي على ضلعي بالهراوات و حطم هاتفي النقال، و أمر قوات الأمن بالهجوم على المسيرة ، و أثناء ذلك رأيت أحد الطلاب و هو يتألم بسبب الاعتداء عليه ، و حاولت أن انقله إلى منطقة بعيدة و لكن أثناء قيامي برفعه من الأرض هاجمتني دورية أمنية و قامت بسحبه من بين يدي و ادخلوه في السيارة بعد أن اعتدوا عليه قوات الأمن بوحشية ، فقمت بالهروب إلى منطقة قريبة تسمى الزنج و هناك اعتقلتني دورية أمن و ذهبوا بي إلى منطقة سترة و أنزلوني بالقرب من محطة بنزين بعد أن تم الاعتداء علي.
* التقرير من إعداد التقرير جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان ( فريق الرصد و الحماية )