محمد هديب:خمس ممرضات وفلسطيني
اشرف الحجوج لا يعرفه احد‚ لا الفلسطينيون ولا منظمات حقوق الانسان العربية‚ اما الاتحاد الاوروبي وأميركا فيقايضون قبول ليبيا عضوا في المجتمع الجنتل‚ بالافراج عن خمس ممرضات بلغاريات‚ المعاملة الرسمية لا تقبل اذا كانت ناقصة‚ هناك طوابع ورسوم لا بد منها قبل ان تقدم الى مجلس ادارة الكرة الارضية‚ واشرف الحجوج فلسطيني (عدم المؤاخذة)‚ ساقه الحظ العاثر الى بنغازي كطبيب متمرن‚ ويأتي ذكره كزائدة صحفية (دودية سابقا)‚ ملحقة بالخبر الخاص بالممرضات‚ هناك جريمة ارتكبت ضد 400 طفل عربي ليبي‚ من حق الادعاء العام القول أن 5 بلغاريات وفلسطينيا ضالعون في مؤامرة لحساب الـ «سي‚آي‚إيه» و«الموساد»‚ لنشر الوباء واضعاف الدولة‚ أو أن الممرضات (يشجعهن فلسطيني) تعمدن حقن الضحايا بالفيروس في محاولة لايجاد علاج لمرض الايدز‚ لكن بالعقل البلدي ايضا‚ من حق الجماهير ان تتثبت: هل البلغاريات (ومعهن فلسطيني) مجرد كبش فداء‚ للتغطية على الجريمة في البلد المنشأ‚ والتي تقول إن الايدز انتشر قبل وصول الفريق الطبي الاجنبي‚ وان اجهزة التعقيم المحطمة‚ واعادة استخدام الابر الطبية‚ ونقص الحقن التي تستخدم مرة واحدة‚ وفشل وزارة الصحة الليبية في فحص منتجات الدم بطريقة مناسبة‚ وسماحها بممارسات تعقيم ضعيفة للعاملين في مستشفى الفتح للاطفال‚‚ كل هذه كانت اسبابا كافية لاثارة الشارع الجماهيري فكان لا بد من بلغاريات خمس (ومعهن فلسطيني) لدفع الثمن‚ ولكن على الاغلب انه سيفرج عن الممرضات‚ حتى تكتمل طوابع المعاملة‚‚ وستتبقى هناك العائلات الليبية‚ العائلات تطالب بتعويضات تزيد على اربعة مليارات دولار‚ وهي رسوم غير موجبة الدفع باعتبارنا جميعا عربا‚ شعارنا ان الدم بالايدز ودونه «عمرو ما يبقى ميه» كما كانت تعلمنا امينة رزق‚ لكن ما يوجب الدفع عدا ونقدا‚ هو الاجابة الثقيلة على السؤال المباشر: من القاتل؟ لست ارغب في تبرئة خمس بلغاريات (ومعهن فلسطيني) اذا كانوا مجرمين‚ لكن لماذا كل الطرق تؤدي اليهم وحدهم؟
كاتب من الأردن
المزيد من المقالات حول القضية