السلطات السورية تمنع الدكتور عبد الرزاق عيد من السفر لإجراء عمل جراحي في فرنسا …منع السفر في حالات من هذا النوع يرقى إلى مستوى الشروع في القتل العمد
6 شباط / فبراير 2007 ـ باريس : علمت المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير أن السلطات الأمنية السورية منعت المفكر السوري الدكتور عبد الرزاق عيد من السفر إلى فرنسا بهدف إجراء عمل جراحي لاستصال ورم سرطاني في غدد البروستات . وقال مصدر مقرب من أسرة الدكتور عيد في مدينة حلب ( شمال سورية ) لـ ” المنظمة ” إن الدكتور عيد ” اضطر إلى تعليق موعد العمل الجراحي بالاتفاق مع الجهة الطبية الفرنسية ريثما يرى كيف ستمضي الأمور ” مع السلطات السورية . وكان الدكتور عيد قد سافر في كانون الأول / ديسمبر الماضي إلى قطر للمشاركة في حلقة من برنامج ” الاتجاه المعاكس ” ، وعاد دون مضايقات تذكر . ولهذا بعتبر هذا الإجراء تطورا خطيرا لجهة تعاطي السلطات السورية مع الدكتور عيد ، خصوصا وأنه يعاني من حالة مرضية يمكن ، حسب الأطباء ، أن تتفاقم في ظل غياب العلاج على نحو خطير . وكانت السلطات السورية قد منعت العشرات من الكتاب والصحفيين ونشطاء العمل العام من السفر إلى خارج سواء للقيام بزيارات خاصة أو علاجية أو للمشاركة في ندوات ثقافية . وأصبح المنع من السفر خلال السنوات الماضية واحدة من أكثر الأدوات القمعية استعمالا من قبل السلطات السورية بهدف كسر شوكة معارضيها وابتزازهم .
وكان الدكتور عيد قد تعرض لمضايقات أجهزة المخابرات السورية في أكثر من مناسبة ، وصل بعضها إلى حد الاعتقال لبضعة أيام ، فضلا عن توجيه العديد من الأقلام المحسوبة على هذه الأجهزة لشن حملات تشهير بحقه على صفحات مواقع الإنترنت المقربة من النظام السوري .
إن المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير ، وإذ تندد بسلوك السلطات السورية إزاء الدكتور عيد ، وتطالب برفع أي قيد أن حركته داخل سوريا وخارجها ، فإنها تعتبر المنع من السفر بهدف الاستشفاء عملا إجراميا يرقى إلى حدود الشروع بالقتل عمدا .
يشار إلى أن الدكتور عيد يعتبر أحد أهم الوجوه الثقافية والفكرية العلمانية والديمقراطية في سوريا خلال ربع القرن الأخير . وقد أصدر ما يقارب 25 كتابا في النقد الأدبي
وقضايا الفكر السياسي وعلم الاجتماع ، فضلا عن مئات الأبحاث والدراسات والمشاركات في ندوات وحلقات بحثية داخل سوريا وخارجها .