زملاء

صالح دياب : أتصل بالروائي ويصبح صديقي

أخذ الفطور وحيدا

ولا أستعمل إلا فنجانك الأصفر المعرّق

ذي الأذن الكبيرة

كل مساء

يعترضني صوتك في الصالون

يسحبني من يدي حتى ركنك المعهود

حيث، أسهر على لمساتك

الندية بعد على الكتب والاسطوانات

حتى أنام

يرفعون آجار المنزل

السعر يلتهب

السعر يجن

أمدد العقد

أستبسل في البقاء

كجندي يدافع عن متراسه الأخير

أقرأ مرارا روايتك المحببة

أقرا الأعمال الكاملة للروائي

أتصل بالروائي

نتحدث حول تلك الشخصية الثانوية

التي أثرت بك

ويصبح صديقي

أستمع وأستمع إلى الأغنية التي لامستك

وجعلتك تفرقعين إصبعا بإصبع

وترقصين الكلاكيت و التانغو

ذلك اليوم من تشرين الأول

أتعلم الكلاكيت

وأخذ دروسا في التانغو

أصبح راقصا

أتبنى قطا وقطة

يشبهان تماما قطك وقطتك

أستيقظ على موائهما

وأنام على موائهما

والوقت يجري

الوقت يمر سريعا

وسنوات عمري تكر

الواحدة تلو الأخرى

مثل خيوط كنزتك المنزلية

ويبدأ نهار جديد

يدي تنساني طويلا

على أكرة الباب

التي انحنيت عليها

أثناء الدخول

و أثناء الخروج

ولا آخذ الدرج

إلا كي تطالعني شوارع

توشوشني باسمك

طيلة أرصفتها

أرتاد

وأرتاد المقاهي التي مررت بها

حتى تحتل عيني

و أتركني تحت الأشجار

التي أوقفت سيارتك عندها

حتى تستوطن نظراتي

أتعود على ألا تكوني هنا

أشعل الشموع أمام غيابك

كي يظل وجهه صافيا

و ذهبيا

كل صباح

أبحث عن جواربي

و المفاتيح

أضيعها كل مرة

وأقول لم أنس شيئا

هكذا مبعثرا

مبددا

في كل مكان

طيلة أيام الأسبوع

سلسا و شفافا

أنحدر إلى معجم ألفاظك الصغير

إلى الدروب التي اكتشفتها

في الغابة

و أنواع الزهور التي جففتها

في الكتب

إلى خواتمك المتساقطة خلف

الكومودينة

و ماركتك المفضلة من أقلام الحبر

الناشفة

صالتك السينمائية

و نوع الشمبانيا التي حملتها كي نحتفل

بعودة السنونوات بعد أن عبرت

أفريقيا و البحر الأبيض المتوسط بسلام

غضبك و صمتك

شاطئك البري

سؤالك الدائم عن الطقس

ألوان قمصانك

متحفك ورساميك

أتمزق كخريف

و أندفع متقدما بسرعة فائقة

إلى النصر

صالح دياب: شاعر سوري يقيم في باريس

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق