زملاء

ريان علوش : حب فوق السحاب


كلما أقترب موعد السفر ,كلما زاد إضطرابي ,وقلقي
وصراحة لم يكن ذلك بسبب البعد عن الأحبة والأهل والذي منو مما يتحدث عنه أصحاب الإحساس المرهف ,بل كان ذلك بسبب أنني سأصبح ضمن نقطة صغيرة في السماء ,تلك النقطة التي طالما حيرتني منذ الصغر
وصلت إلى المطار والإرتباك يلفني لفا,فأنا لا أعرف من أين أبدأ ,ولا إلى أين سأنتهي
كان كل همي كيف سأصل لآخر المطاف ,وكلما خطر على بالي أنه من الممكن أن أصعد إلى طائرة أخرى غير طائرتي أصاب بمغص شديد
في النهاية صعدت إلى الطائرة ,وقد حاولت قدر الإمكان أن أشيح بنظري عن ذلك الرجل صاحب الهيبة الذي كان يقف على مدخلها _والذي عرفت فيما بعد أنه الشوفير_وذلك خوفا من أن يلغي رحلتي
في المقعد حاولت أن أكون طبيعيا قدر الإمكان إلا أن إرتباكي خانني خصوصا عندما سألت الجابية:هلق الشنتة وين بدي حطا ؟؟!!
في هذه الأثناء وبينما كنت مرتبكا متل البدوي اللي ,,,,ط أقتربت مني صبية وقالت لي بلهجتها الشامية :مرحبا ,(فبلعت ريقي),حضرتك الأستاذ ريان؟؟
حاولت أن أفتح فمي لأجيبها إلا أن صوتي خانني ,فأجبت بالإيماء :أي نعم
_بس نوصل أنتظرني عايزتك بموضوع
وكأن ما ينقصني تلك الفتاة ,وبدأت أتساءل ما الذي تريده مني؟؟وكيف عرفتني؟؟لا بد أن لها حساب على الفيس وهي إحدى معجباتي ,,ولكن كيف عرفت شكلي وأنا أضع صورة بوبي كصورة البروفايل ,,يا إلهي ألهذه الدرجة يوجد شبه بيني وبين بوبي؟؟!!!
على كل لا بد أنها أحبتني لدرجة العشق ,ألم ترى يا ولد نظرتها لك ؟؟!!وضحكتها التي أعتبرتها إشارة بالمواعدة؟؟
وهنا سرحت بقصة حب لا تنتهي ,فعند الوصول لا بد أننا سنتواعد ,وسنذهب ونلتقط صور عند الإهرامات ,ومن ثم نذهب إلى النيل ونطلب عصير فريش ونشرب من كاسات بعضنا دون قرف ,ومن ثم تركض فألحقها ,وهكذا من المساخر التي يقوم بها العشاق
وصلنا إلى مطار القاهرة وكاد قلبي يسبقني للقاؤها,وهنا بادرتها بالسؤال :هل تعرفيني من قبل؟؟!!
-بالحقيقة لا(أجابتني)
-أمال إيه(قلتها بزعرنة بعد أن وضعت يداي وراء ظهري و قدمي على الكعب وبدأت ألوح بها شمالا ويمينا)
-الحقيقة أنا رأيتك في مكتب القطع (فأبتسمت لأن هذا يعني أنها أحبتني من أول نظرة)
وتابعت :أنا لدي حمولة زائدة وأريد منك أن تسجل نصفها بإسمك وإن سألونا سنقول :أننا عروسان جدد وقد أتينا كي نقضي شهر العسل (قالت الأخيرة بغنج) وأنا بشكل تلقائي أحمر وجهي كوني لم أتزوج من قبل وخيّل لي أننا نقوم بمشهد تمثيلي ودوري الآن يتطلب بأن أصفعها على وجهها قائلا لها :قلة أدب
عندها لم أجد بدا من حمل حقيبتي الصغيرة والتوجه نحو الحاجز الأخير بينما هي كانت تقف حائرة محاولة إقناعي بالعودة لمساعدتها
لم ألتقي بعدها بتاجرة الشنتة ولكني سرقت قلم البيك الذي ساعدتني به لملئ الإستمارة ليس كذكرى وإنما كعقوبة لها والذي ما زلت أحتفظ به حتى الآن

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق