أحمد سليمان : ســوريا ، نظام ملتبس يمثل أكبر وهن لنفيسة الأمــــة
أحمد سليمان : ســوريا ، إنما بنظامها القبائلي الملتبس تمثل أكبر وهن لنفيسة الأمــــة
انقضى شهر على حملة الإعتقالات التي طالت شريحة بارزة من التحركات السلمية التي توجت في نهاية العام الفائت ، سيمر وقت آخر ليكون عدد سجناء الرأي قد قارب من عدد نصف المجتمع السوري ونخبه المثقفة .
وفي كل مرة يتفذلك النظام السوري حول مفهوم الفتنه وهو سيدها نظام معتل ، وشعب أعتدى عليه ، ونشطاء مسالمون في السجون ، حقائق ثابتة عن نظافة الأدمغة الرازحة خلف القضبان.. وحقائق أكثر ثباتا تؤكد عفونة النظام البوليسي في سورية .
الفتنة التي يشير اليها النظام السوري يقف خلفها طيف كبير من المثقفين ، كلام يحمل السخرية بلا منازع ، فمن بقي خارج اسوار المملكة الأمنية وأصحابها منذ عقود ؟ .
حين يكون دعاة الحوار والنشطاء السياسيين والكتاب المستقلين وسواهم في السجون هل يجوز أن تكون سورية غير ما عهدناها في القراءات التاريخية منذ عهد الإنتداب وريث الدولة العثمانية ؟
ليس بعد ، فكل يوم ينبئنا خفافيش الظلم بفعل اقل ما يوحي بأنه نتاج جهل لمفهوم ادارة الدولة ، هي تلكم سورية المجتمع المحتل منذ وصول نظام “العبث” .
قبل ساعات قليلة اعتقل النائب والسجين السياسي السابق رياض سيف . بذلك قد تم اضافة رقما جديدا في الأجندة البوليسة في سورية الى جانب نشطاء اعتقلوا على خلفية ” المجلس الوطني لاعلان دمشق ” بدءا برئيسة المجلس المنتخبة الدكتورة فداء أكرم الحوراني والدكتور أحمد طعمة والأســتاذ جبر الشــوفي والدكتور وليد البني والأستاذ على العبد الله والدكتور ياسر العيتي والأستاذ محمد حجي درويش والكاتب فايز سارة والمهندس مروان العش
والتهمة الموجهة للأسماء الواردة تتمثل بضرائب يدفعها المواطن السوري في كل لحظة وفقا لـ” لقانون الطوارئ ” ومانتج عنه في الغابة السورية ومليشياتها الباسلة .
سبق وقلنا في سياق مقال سابق بإن اعتقال نشطاء أو كتاب على خلفية رأي يكفله الدستور وسائر المعاهدات التي صادقت عليها سوريا
إنما يمثل انتكاسا وخلل يحتاج لمسائلة دولية ،لابل يؤكد التهمة على من يطلقها لا على كوادر مجتمعية وسياسية اجتمعوا امام مرآي العالم .
فإن الإتهامات الموجهة اليهم تعتبر ادانة لذات المحكمة التي تستقي احكامها من السلطة السياسية واجهزتها الدكتاتورية ، يأتي ذلك في وقت احوج ما يكون له البلاد للحمة الوطنية الدمقراطية يشارك فيه اطياف المجتمع السوري ؟
محكمة سورية بمباركة كشاشين الحمام :
كشاش حمام ، ( اي كل من يعمل عل تربية الحمام ويستخدمة كمهنة ) في العرف الشعبي الثابث إن كشاش الحمام في سورية شهادته لاتصلح شهادته في المحاكم السورية . والحال هذه فأي اتهامات هذه حين يستغل النظام السوري فقرات من القانون السوري ويطبقها وفقا لمنهجية كاذبة وهنا فقرات الإتهام :
أولا : نشر دعاوى تهدف لاضعاف الشعور القومي ، سندا للمادة / 285 / .
في سورية لا يوجد شيء اسمه شعور قومي ، بل هناك ضيق في الهوية والإنتماء وقد عزز ذلك نظام الإستبداد منذ انقلاب الدكتاتور الرمز حافظ الأسد
ثانيا : الانتساب لجمعية تهدف لتغيير كيان الدولة، سندا للمادة / 306 / .
في سورية لاتوحد جمعيات تستطيع قيادة مدرسة ابتدائية ـ حسب قول احد مهندسي النظام وغني عن التعريف به ـ فكيف وجدوا بنشطاء وكتاب اجتمعوا من اجل مصالحة وطنية أساسا ومن أجل تحرير الوعي السياسي من الجمود ، بمعنى ما ، نقول كيف وجد فيهم نواة لتغير كيان الدولة ، إنما لا توجد دولة كي يكون لها كيان توجد ثكنات وثقافة عسكرية ويوجد شعب مغلوب على أمره .
ثالثا : إثارة النعرات الطائفية والمذهبية ، سندا للمادة / 307 / .
بوصفنا مراقبين بمجال حقوق الإنسان وحسب مراجعتنا لبيانات صدرت عن اجتماع “المجلس الوطني لاعلان دمشق” تبين لنا إن الذين شاركو في الإجتماع الذي تمت تسميته – على أسس ديمقراطية واضحة الملامح – فلم نلاحظ غياب طائفة عن قيادة التمثيل للمجلس ، هناك المسيحي والمسلم وما تفرع عن مذاهب قديمة وحديثة وهنا العلماني والمستقل والمتحدر من اصول سياسية.
بناء على ماورد عن أي نعرات طائفية و مذهبية يتحدث دعاة النظام هذا ؟ حقا إن سورية في الحالة الإستثنائية الثانية ووفقا لمنهج الإرهاب السياسي والثقافي سليل المدرسة البعثية العبثية المطلقة ، إنما بنظامها القبائلي الملتبس تمثل أكبر وهن لنفيسة الأمــــة .
-
1-29-2008
-
الموضوع صادر عن موقع نشطــــــاء الــرأي