أحمد سليمان ـ حتى في مهرجان لوديف …اضحكت الشعراء يا ساركوزي
لا أحد يمكنه قراءة الرسالة التي بعثها السلك الدبلوماسي مبررا آلية المنع الإحترازي بدون فهم صريح لسياسة التطهير العرقي في مارسيه مسقط رأس مهرجان اصوات المتوسط
لا يمكننا فهم غير ما ذهب اليه ساسه فرنسا بذات المضمون والحجيج الواضح لحائط مبكى قائم على مائدة شعر وشعراء .
اذا كان الحديث عن الثقافة في بلدان حوض المتوسط لم يتحمل وجود شاعر في مارسيه ، فأي ثقافة هذه التي يتبوأ فيها ساسة فرنسا الآن ،
على الرغم من وجود بلدان مثل الجزائر وفلسطين في حوض المتوسط إلا ان ساسة فرنسا لم يقدموا تبريرا لإمتناع سفاراتها عن منح تأشيرة دخول لشعراء عرب للمشاركة بنشاط دولي ترعاه اليونيسكو .
لم نقرأ تبريرا مقنعا .. كل الإتصالات التي تمت مع السفارات والخارجية الفرنسية لم تنتج غير أجوبة معدة سلفا أشبه برسالة إلكترونية واحدة
هنا في الغرب على الرغم من اقامتي فقد لاحظت في كثير من الأحيان سوء الإدارات المتمثل بالبيروقراطية المقززة التي يصعب على كائن بشري مثلي لديه سبع مجموعات شعرية التكيف مع نمط يبدو لي في احايين كثيرة عقابا أليما ، أما الحال مع زملائي الذين تعثر حضورهم مؤكد ذلك محبط
الكرنفال شعري ، وشعاره «السلام، التسامح والحوار» ينظم منذ 1998 وتعتبر دورته الحالية الحادية عشرة ، مكانه في مدينة لوديف جنوب فرنسا ، كل شيئ وفقا للمعتاد ، كمانقرأ عن ذات المهرجان ،كأنني بموقف مماثل لزملائي الذين لم يتمكنوا من الحصول على تأشيرة دخول للأراضي الفرنسية
من المقاربات أيضا ، كنت فيما مضى وعلى الرغم من ان السفارة الفرنسية هي من اتصلت بي وقد ضقت بالأمرين حين ذهبت من بيروت ـ حيث كنت اعيش طيلة عقد ونيف هناك ـ الى دمشق من أجل الحصول على تأشيرة الدخول الى فرنسا ، وبعد مماحكات عدة تبين لهم بأنه توجد لي دعوة ، فكانوا حينها أكثر لطفا واعتذارا .
يالسخرية القدر حين اتلقى دعوتين لمرتين متتاليتين ولم اشأ المشاركة بأي دورة ،في المرة الأولى بسب اضرابات « السوسيال » وفي المرة الثانية بسب اجراءات قانونية حالت دون مشاركتي ايضا ،مازلت أتذكر ابتسامة رجل البوليس الفرنسي حين قال لي ستكون وحدك بلا مهرجان
يجتمع هذا العام ما يقارب مائة شاعر وشاعرة من الحوض المتوسط وبعض البلاد العربية، وضمن أجندة المهرجان حلقات للغناء وأخرى للحكاية والموسيقى، فضلا عن تنظيم معارض للدواوين الشعرية. مع كل هذا وذاك تبدو الأسباب مبهمة وغير واضحة حول حقيقة الموقف ، والحديث هنا عن كرنفال طابعه الأساس السلم والتعايش والوئام بين بلدان حوض المتوسط .
الكلام هنا يحتمل على سؤال محدد ، ترى هل يعرف ساسة فرنسا اساس افتتان العالم ببلادهم آدابها وحريتها وهل حقا مايحدث هو فعلا في بلاد “رامبو ،برتون، ملارميه، فرلين ،ريفيري ،كوكتو ، برييه ،أراغون ” بل هل يقرأ سار كوزي الشعر ؟ سؤال لا يحتاج لإجابة ، لكننا على علم تام بأن فرنسا لاتبدو مريحة إزاء سياستها الجديدة ، ولا أحد يمكنه قراءة الرسالة التي بعثها السلك الدبلوماسي مبررا آلية المنع الإحترازي بدون فهم صريح لسياسة التطهير العرقي في مارسيه مسقط رأس مهرجان اصوات المتوسط
لا يمكننا فهم غير ما ذهب اليه ساسه فرنسا بذات المضمون والحجيج الواضح لحائط مبكى قائم على مائدة شعر وشعراء … من يدري ربما سيصرح أحدهم بأن الشعراء خدشوا مشاعر المصفحات والصواريخ النووية التي تمتلكها اسرائيل .
-
أحمدسليمان ـ شاعر وصحافي مقيم بألمانيا
-
مواضيع ذات صلة