تقرير مركز “سكايز” عن شهر تشرين الاول/اكتوبر 2009
رصد مركز “سكايز” في شهر تشرين الاول/اكتوبر 2009 عدداً من القضايا المرتبطة بالحريات الاعلامية والثقافية في البلدان الأربعة التي يغطيها عمل المركز، لبنان وسورية وفلسطين والاردن.
· لبنان:
أظهر التصنيف السنوي لترتيب الدول في حرية الصحافة، الذي أصدرته الشهر الماضي منظمة “مراسلون بلا حدود” عن العام 2009، تقدّم لبنان على اسرائيل في حرية الصحافة واحتلاله المرتبة الثانية في الشرق الاوسط بعد الكويت.
وكانت منظمة “فريدوم هاوس” الاميركية قد صنّفت اسرائيل ولبنان والكويت ومصر على رأس لائحة حرية الصحافة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، مشيرة في الوقت عينه الى ان هذه الدول تنعم بحرية “جزئية”، فيما تنعدم الحرية في باقي دول المنطقة بحسب المنظمة.
وينعكس الهدوء السياسي النسبي منذ انتهاء الانتخابات التشريعية في حزيران/يونيو الماضي على الوضع الأمني العام في البلاد وعلى أوضاع الصحافيين في شكل خاص.
– استمرار مسلسل الصرف الجماعي من المؤسسات الاعلامية
قامت ادارة المؤسسة اللبنانية للارسال (LBC) بصرف عشرات العاملين فيها (7/10)، بعد ان كان رئيس مجلس إدارة القناة بيار الضاهر أعلن نية الإدارة تقليص عدد الموظفين في مختلف الأقسام فيها، في خطوة ردّها المصروفون الى اعتبارات سياسيّة على خلفية النزاع على ملكية المؤسسة بين حزب “القوات اللبنانية” والضاهر.
وبلغ عدد المصروفين من محطة “ANB” التلفزيونية نحو 20 موظفاً (15/10) من بينهم صحافيون، لتنضمّ المحطة بذلك الى مجموعة المؤسسات الإعلامية اللبنانية التي تقوم بصرف جماعيّ لعدد من موظفيها.
وكان شهر ايلول/سبتمبر المنصرم أقفل على صرف أعداد كبيرة من الصحافيين والموظفين في
جريدة “النهار” (27/9)، ومحطة “أم تي في” (30/9) ما أثار ردود فعل متباينة في الوسط الصحافي اللبناني.
– الرقابة تغير من جديد على الثقافة!
ضربت الرقابة اللبنانية كرنفال “سامبا” الفولكلوري البرازيلي في صور (جنوب لبنان) بعد احتجاج “علماء صور للتوجيه والارشاد الديني” الذين اعتبروه “انتهاكاً للقيم الاخلاقية والدينية”.
ومُنع فيلمان سينمائيان أجنبيان (Il Compliano، The wedding song) من العرض في مهرجان بيروت للسينما بين 7 و14 تشرين الاول/اكتوبر. وفي سياق متصل اشترطت الرقابة حذف 5 دقائق من الفيلم اللبناني “سمعان بالضيعة” قبل منحه اجازة العرض (7/10).
· وقالت هانية مروّة مديرة مهرجان “أيام بيروت السينمائية” في اتصال مع مركز “سكايز” ان “جمعية +بيروت دي سي+ وبعد إجتماعات متتالية مع الجمعيات الثقافية والمعنيين بالقطاع السينمائي اللبناني، لا توافق لا على توقيف الأفلام عن العرض، ولا عن إقتطاع أجزاء منها، كون ذلك يتناقض مع الحريات العامة وحرية التعبير”. وتابعت: “من التافه منع فيلم او إقتطاع أجزاء منه في عصر العولمة، حيث بات للجميع القدرة على الإطلاع على الأجزاء المقطوعة والممنوعة من العرض، القانون لا يطبق بشكل كامل، ناهيك عن حاجته الى التعديل في بعض أجزائه، من هنا فإننا نعمل لإنجاز مشروع قانون جديد يتناسب مع العصر”.
· يذكر أن الأمن العام اللبناني يمارس الرقابة السياسية على الأفلام والكتب والمسرحيات والعروض الثقافية، فيما يفوّض الرقابة الدينية و”الأخلاقية” الى دار الفتوى في الجمهوريّة اللبنانية والمركز الكاثوليكي للإعلام.
· سورية
امتنعت سورية عن توقيع الشراكة الاوروبية – السورية الذي كان مقرراً في 26 تشرين الاول/اكتوبر، ما رفع حالة القلق لدى الاوروبيين على واقع حقوق الانسان والاعتقالات في صفوف المعارضين وأصحاب الرأي، وهي الامور التي اعتبرت بحسب مصادر اوروبية العائق الأهم أمام عقد أي شراكة مع سورية. وترافق تأجيل التوقيع على الاتفاقية مع استمرار الاجراءات التي تتخذها السلطات السورية والمرتبطة بالحريات الاعلامية والثقافية.
يذكر ان سورية تراجعت الى المركز 165 في التصنيف الذي أعدته “منظمة مراسلون بلا حدود” عن العام 2009 والذي ضمّ 175 دولة، لتصبح بذلك على قائمة أسوأ 10 دول في مجال حريّة الصحافة.
– اعتقال هيثم المالح في دمشق وصدور قرار اتهامي بحقّه
اعتقل فرع الامن السياسي في دمشق (14/10) المحامي والناشط الحقوقي والكاتب السوري هيثم المالح (مواليد 1931)، وأحاله بعد ذلك بأسبوع على قاضي النيابة العسكرية بدمشق الذي استجوبه بتهمة “نشر أنباء كاذبة توهن نفسيّة الأمة”.
وأصدر قاضي التحقيق العسكري الاول بدمشق (3/11) قرارا قضى باتهام المالح بجناية “نشر أنباء كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الأمة” وفقاً للمادة 286 من قانون العقوبات السوري، والظن فيه بجرم “ذمّ إدارة عامة”، كما منع محاكمته بجنحة الإساءة الى رئيس الجمهورية.
· وكان المالح ظهر في وقت سابق ولمرات عدة على قناة “بردى” الفضائية المعارضة والمقربة من تجمّع “إعلان دمشق”، وأبدى رأيه في مواضيع عدة تتعلّق بالشأن العام في سورية، وكتب كذلك مجموعة من المقالات انتقد فيها بعض “المحظورات” مثل القانون 49 الذي يحكم بالاعدام على كلّ منتسب الى جماعة “الاخوان المسلمين”.
– منع توزيع عدد من الصحف والمجلات، ومجلة سورية تحتجب احتجاجاً على الواقع الاعلامي
منعت السلطات السورية (12/10) توزيع عدد صحيفة “الاخبار” اللبنانية، ويرجح أن يكون سبب المنع هو مقال للصحافي جان عزيز، تحت عنوان “قمة دمشق لبنان….آخراً” تطرّق فيه لبعض “المحظورات” في سورية وتحديداً الموضوع الطائفي، حين تساءل “هل كان الملك عبد الله بن عبد العزيز يزور دمشق في ظلّ حرب علوية – سنية؟”.
ومنعت وزارة الاعلام السورية (20/10) توزيع العدد (9-10-2009) من مجلة “الآداب البيروتية” في سورية، بسبب تضمنها ملفاً بعنوان “ملامح من الأدب السوري الحديث” من إعداد وتقديم الشاعر الطبيب عبد الوهاب عزاوي.
وكذلك منعت الوزارة توزيع العدد 52 من مجلة “شبابلك” الصادر في شهر تشرين الاول/اكتوبر، بموجب أمر شفهي موجّه إلى “المؤسسة العامة للتوزيع”.
وفي اليوم التالي أعلنت مجلّة “شبابلك” احتجابها عن الصدور احتجاجاً على تكرار منع اعدادها من التوزيع في الاراضي السورية، وريثما يتحسّن واقع الاعلام في سورية.
· وتتعرض بعض اعداد الصحف السورية الخاصة للمصادرة والمنع في شكل مستمرّ كما تمنع بعض الصحف التي تصدر في الخارج من الدخول الى سورية بما فيها صحف مصنّفة على قائمة “الاصدقاء” بالنسبة الى السلطات السورية، وتمنع السلطات وفي شكل نهائي دخول الكثير من الصحف والمجلات التي تصدر في الخارج الى اراضيها، مثل صحف “النهار” و”المستقبل” و”الانوار” اللبنانيّة، و”السياسة” و”الرأي” الكويتيتين، و”المحرّر العربي” التي تصدر في لبنان، و”الشرق الأوسط” اللندنية، و”الحقيقة الدولية” الاردنية، و”روز اليوسف” المصرية.
– تخوّف من التضييق على الصحافيين لإثارتهم قضايا مرتبطة بالفساد
طرد محافظ حلب (شمال سورية) علي أحمد منصورة الصحافيين (5/10) قبل خروجه من الاجتماع مع المعنيين بشؤون النقل الداخلي في المدينة، قائلاً “إنكم تقومون بتحريف الأقاويل على غرار الآية لا تقربوا الصلاة..” مستشهداً بمقالة نشرت في موقع “عكس السير” الإلكتروني بعنوان “تواطؤ وزارة النقل والمحافظ جعجعة من دون طحين” اتهم المحافظ بالتواطؤ مع وزارة النقل.
غداة ذلك (6/10) تعرّض مراسل موقع “عكس السير” في حلب علاء حلبي للتوقيف، وأخلي سبيله في اليوم التالي، وذلك بموجب مذكرة إحضار قضائية نتيجة دعوى بالقدح والذمّ والتشهير.
والجدير بالذكر انه ما يزال هناك ثلاث دعاوى أخرى مرفوعة ضدّ موقع “عكس السير”، جميعها مرتبطة بنشر تحقيقات صحافية حول قضايا الفساد.
· ولم يشأ مدير موقع “عكس السير” عبد الله عبد الوهاب التعليق لمركز “سكايز” على القضيّة.
· وتخوّف “المركز السوري للاعلام وحرية التعبير” من المضايقات القضائية والادارية التي يتعرّض لها الصحافيون بسبب نشر مواد وتحقيقات تتعلق بقضايا فساد اداري ومالي، ونقل المركز عن المحامي علاء السيّد قوله ان جميع المعلومات الواردة في التحقيقات المشار اليها “موثقة بالكامل وتدخل ضمن الاصول المهنية لمهنة الصحافة التي من واجبها ايصال شكاوى المواطنين الى الجهات المسؤولة”.
– اعتقال فنانين أكراد وإحالتهم على القضاء
اعتقل جهاز الأمن السياسي في مدينة المالكية (أقصى شمال شرق سورية) بالتعاون مع الامن الجنائي فرقة موسيقية كرديّة بعدما أدت أغان وطنيّة كرديّة (3/10)، وتمّت احالة كلّ من نهاد محمود، ودجوار منير معروف، وجوان منير معروف على القضاء العسكري (31/10)، فيما بقي الفنان جمال سعدون معتقلاً لدى فرع الأمن السياسي في الحسكة، ولا معلومات عن ظروف اعتقاله في حين ما تزال عائلته ممنوعة من زيارته.
يذكر أن الأمن السياسي في مدينة القامشلي منع في شهر تموز/يوليو الماضي حفلات للفنان الكردي السوري المغترب خيرو عباس، المقيم منذ اكثر من عقدين في اوروبا رغم حصول المنظمين على الرخص النظامية المطلوبة لذلك.
· وتعاني الثقافة الكردية في سورية ضغطاً منظماً تمارسه السلطات السورية، فاللغة الكرديّة ممنوعة من التدريس في مدارس الدولة ومعاهدها وجامعاتها، ولا يُرخّص بأي شكل من الأشكال لأيّ دورية أو مطبوعة أو اذاعة كرديّة في سورية، كما ان الاحتفال بعيد النوروز القومي الكردي ممنوع أيضاً في سورية. غير أن السلطات تصرف النظر أحياناً عن حفلات الأعراس وبعض الحفلات الموسيقية الفولكلورية، وتتدخّل أحياناً أخرى لمنعها واعتقال المشرفين عليها والقائمين على تنظيمها.
· فلسطين:
1- الاراضي المحتلة:
– مواجهات الاقصى
تصدّرت المواجهات التي اندلعت في الحرم القدسي بين الفلسطينيين من جهة، والمتشددين اليهود والقوات الاسرائيلية من جهة ثانية، لائحة الاحداث ذات الانعكاس على الواقع الصحافي في الاراضي المحتلّة، ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مدير أوقاف القدس الشيخ عزّام الخطيب قوله “إن وضع الاقصى غير مستتبّ طالما تسمح الحكومة الاسرائيلية بإدخال اليهود المتطرّفين الى الحرم وتكرار المستوطنين إطلاق تصريحاتهم بطرد العرب ومنع إدخال المسلمين إلى الأقصى”. فيما قال عضو الكنيست الاسرائيلي اوري اورباخ ان “جبل الهيكل (التسمية اليهودية للحرم القدسي) لنا ولا يتطلب ذلك تفكيراً عميقاً”، في حين دعا البروفسور هلل واس من جامعة “بار ايلان” اليهود الى بناء “الهيكل الثالث” وقال “ان احداث الشغب الاسلامية تفرض علينا ان نسارع الى بنائه فوراً”.
وفي هذا السياق تعرّض 8 صحافيين للاعتداء بالضرب على يد القوات الاسرائيلية أثناء تغطيتهم أحداث الحرم القدسي هم: مراسل موقع “فلسطينيو 48” عبد الله زيدان (4/10)، ومصوّر وكالة “أ.ب” برنارد ارمانجي ومصوّر وكالة “جيني” ديفيد سيلفرمان ومصوّر “فرانس برس” أحمد غرابلة (9/10)، ومراسلة وكالة “قدس نت” ديالا جويحان ومراسلة موقع “بكرا” و”شبكة فلسطين الاخبارية” ميسا أبو غزالة ومراسل وكالة “أ.ب” محفوظ أبو ترك ومصوّر صحيفة “القدس” محمود عليان (25/10).
كما اعتقلت القوات الاسرائيلية المنسق الاعلامي لـ”مؤسسة الاقصى للوقف والتراث” محمود أبو عطا لتسع ساعات (25/10)، ومنعت طاقم قناة “الجزيرة” القطريّة من دخول القدس لمدة ساعتين (8/10).
– متظاهرون فلسطينيون يهاجمون صحافيين للاشتباه في كونهم مخبرين مستعربين
حذّرت منظمات اقليمية ودولية من قيام اسرائيل بدسّ عناصر أمن بزيّ صحافيين بين المتظاهرين في اجراء اعتبرته مؤسسة “مدى” الفلسطينية بمثابة “انتهاك للقوانين والمواثيق الدولية، كما يعرّض حياة الصحافيين للخطر”.
وفي هذا الاطار تعرّض المصوّر في صحيفة “القدس” عطا عويسات ومراسلة استرالية للضرب والرشق بالحجارة على يد متظاهرين فلسطينيين في القدس (25/10) بعد الاشتباه في كونهم من عناصر الأمن الاسرائيليين المتخفّين بزيّ صحافيّين.
· وقال المصور في وكالة “أسوشيتد برس” محفوظ أبو ترك الذي كان متواجداً في المكان، في اتصال أجراه معه مركز “سكايز” تعليقاً على ما جرى في ذلك اليوم (25/10): “قام المستعربون بالالتفاف من الخلف ودخلوا من بين المصورين الصحافيين (…) ما عرّض حياة المصورين للخطر، اذ اعتقد الشبان (الفلسطينيون) أن المستعربين هم مصورون، هذا الخلط عرّض المصورين للخطر حيث تم الاعتداء عليهم من قبل الشبان كنتيجة لدخول المستعربين بينهم”.
– الاضطرابات المرتبطة بالاستيطان وتجريف أراضي الفلسطينيين
ومع استمرار التوسع الاستيطاني الاسرائيلي وعمليات تجريف أراضي الفلسطينيين في القدس الشرقية والمناطق المحتلّة من الضفة الغربية ، تتواصل التحركات الاحتجاجية التي ينظّمها الفلسطينيون وناشطو السلام الاجانب والاسرائيليون، وما يرافقها من اعتداءات اسرائيلية على الصحافيين.
وفي هذا الاطار اعتدت القوات الاسرائيلية بالضرب على الباحث الحقوقي الميداني في “المركز الفلسطيني لحقوق الانسان” فهمي شاهين (23/10) أثناء مشاركته في اعتصام سلميّ بالقرب من مستوطنة “كريات أربع” المقامة على أراضي الفلسطينيين في الخليل، واعتدى جندي اسرائيلي بالضرب المبرح على مراسل الوكالة الاوروبية (EPA) عبد الحفيظ الهشلمون (29/10) خلال تغطيته المواجهات بين الفلسطينيين والجنود الاسرائيليين أثناء قيامهم بتجريف أراض في “كريات أربع”، وهاجم عمال اسرائيليون تابعون للادارة المدنية مصوّر وكالة “ABA” ناجح الهشلمون أثناء تغطيته قيامهم بتخريب أنابيب الريّ التي أنشأها المزارعون الفلسطينيون، وحاولوا مهاجمة أحد مصوّري رويترز غير ان المزارعين الفلسطينيين حموه من الاعتداء.
وفي حوادث منفصلة، أطلقت القوات الاسرائيلية النار باتجاه المصوّرين الصحافيين زياد المقيّد ومحمد محيسن دون ان تصيبهما اثناء توغلها في شرق غزّة (6/10)، واعتقلت الصحافي إياد سرور من محافظة الخليل في الضفة الغربية المحتلة واقتادته إلى جهة مجهولة (15/10). والمعلوم أن جهاز المخابرات الفلسطينية كان قد أفرج عن سرور في 9 أيلول/سبتمبر الماضي بعد اعتقال دام نحو عشرة شهور، وسبق له أن قضى 14 شهراً في السجون الاسرائيلية في العام 2002.
· وقال الصحافي زهير اندراوس محرر صحيفة “مع الحدث” ومراسل “القدس العربي” في حديث أجراه معه مركز “سكايز”، “إن حرية التعبير في اسرائيل تقتصر فقط على اليهود وعلى الصهاينة، أما عندما يقوم العربي الفلسطيني بالتعبير عن رأيه فإن ذلك يؤرق المؤسسة الحاكمة الاسرائيلية التي تحاول كمَ الأفواه الفلسطينية بطرق وأساليب تبعد ألف سنة ضوئية على الأقل عما يسمى بحرية التعبير في دول ديموقراطية”. يذكر ان نائب المدعي العام الاسرائيلي بدأ التحقيق مع اندراوس بتهمة التحريض على اسرائيل وجنودها على خلفية مقال نشره على موقع “يديعوت احرونوت” ولقاء تلفزيوني مع القناة العاشرة الاسرائيلية.
وأشار تصنيف منظمة “مراسلون بلا حدود” الى سقوط اسرائيل عن صدارة حرية الصحافة في الشرق الأوسط، واحتلالها المركز 93 عالمياً، حيث تقدّم كلّ من لبنان والكويت عليها في العام 2009، رغم ان المؤسسات الاعلامية الاسرائيلية “معروفة بحرية تعبيرها وصراحتها وتحقيقاتها الدقيقة في المواضيع الحساسة” بحسب المنظمة. وفسّر التقرير هذا التراجع بالرقابة العسكرية واعتقالات الصحافيين التي لم تستثن حتى الصحافيين الاسرائيليين.
واحتلت اسرائيل المركز 161 “خارج أراضيها” وأعاد التقرير ذلك الى استهداف الجيش الاسرائيلي مؤسسات اعلامية إبان عملية “الرصاص المسكوب” التي استهدفت قطاع غزّة أواخر العام 2008 وبداية العام 2009.
2- الضفة الغربية:
لم يرصد “سكايز” في الضفّة الغربية الواقعة تحت سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية سوى انتهاك واحد تمثّل باحتجاز جهاز الأمن الوقائي الصحافي صدقي موسى (22/10) من مدينة نابلس بعد استدعائه للمقابلة في مقر الجهاز، ولم تعرف الاسباب وراء ذلك. وكان موسى قد عاد إلى الضفة الغربية مؤخراً بعد إنهاء دراساته العليا في مجال الإعلام من إحدى الجامعات الأردنية.
· وقال المحلّل السياسي والمحرّر في صحيفة “الأيام” خليل شاهين لمراسلة “سكايز” في رام الله إن “الاعتقالات تراجعت في الضفّة الغربية، لكن في الوقت نفسه استمرت الاستدعاءات بحقّ الصحافيين”. وردّ شاهين سبب تراجع الاعتقالات الى مسألتين، “الاولى وجود الورقة المصريّة ومطالبة السلطة للفصائل بالتوقيع عليها، مما خلق أجواء من التفاؤل بامكان تحقيق مصالحة، وانعكس ذلك انحساراً في الضغوط على المؤسسات الصحافية والاعتقالات السياسية في صفوف الصحافيين المقربين من +حماس+”، وأضاف شاهين “السبب الثاني تمثّل في الأجواء التي رافقت تقرير +غولدستون+ لأن السلطة في الضفة الغربية كانت في حاجة الى تعزيز موقفها الداخلي وتفادي المزيد من الضغوط الشعبيّة، ولم تكن ترغب في استفزاز الاعلاميين أكثر”.
3-قطاع غزة:
يعاني قطاع غزة، الواقع تحت السيطرة العسكرية لحركة “حماس” منذ صيف 2007، حصاراً يتمثّل باستمرار إغلاق المعابر، يضاف الى الواقع الداخليّ المتأزّم في القطاع والمنعكس على الصعد كافة وتحديداً على الصحافة والأنشطة الثقافيّة والفنيّة.
– الاعتداءات والمضايقات بحقّ الصحافيين
تعرّض ثلاثة صحافيين للضرب في غزّة على يد عناصر من شرطة حكومة “حماس” المقالة، هم: فايز أبو عون مراسل جريدة “الأيام” وبسّام أبو عون المدير الإداري لإذاعة “الشعب” التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (10/10) خلال إجرائهما تحقيقاً صحافياً عن المحال التي هدمتها الشرطة من دون إنذار أصحابها مقابل جامعة “الأقصى” في مدينة غزّة، واعتدى عناصر شرطة على الصحافي أيمن سلامة مراسل قناة “القدس” الفضائية خلال إشكال وقع بين مواطنين ورجال الشرطة في حيّ الأمل غربي خان يونس (10/10).
وحال استمرار إغلاق المعابر دون تمكّن مصوّر “فرانس برس” محمد البابا من السفر للمشاركة في نهائيات المسابقة الدولية لأفضل مصوّر حرب عام 2009 التي أقيمت في فرنسا.
– فصل صحافيين وموظفين من جريدة “الأيام”
تلقى ستة من الصحافيين والعاملين في قسمي التوزيع والإدارة في مكتب قطاع غزّة في جريدة “الأيام”، من مكتب الجريدة الرئيسي في رام الله، قرارات بإجازات إجبارية من دون راتب لمدة عام لكل منهم، على أن يتم فصلهم في نهاية الأمر. وهم: المراسل في مدينة خان يونس أيمن أبو ليلة، والمصور الصحافي اياد البابا، ومن قسم التوزيع حاتم وباسل القيشاوي، ومن الإدارة سامح الحناوي وعادل الزرد.
– الثقافة في غزّة في دائرة الاستهداف
وسُجّل في قطاع غزّة في شهر تشرين الأول/اكتوبر المنصرم تكرار استهداف الثقافة والفنون من خلال الاعتداء على مغنّيين فلسطينيين هما: الفنان الشعبي صلاح القيشاوي الذي تعرّض للضرب المبرح على يد خمسة ملثّمين بعد احيائه حفلة فنيّة في مدينة غزّة (14/10)، والفنان خالد فرج الذي تعرّض للخطف والضرب على يدّ مسلّحين ملثّمين بعد إحيائه مع فرقته الموسيقية حفلاً موسيقياً شمال القطاع (19/10). وفي سياق غير بعيد منعت وزارة الداخلية في حكومة “حماس” النساء من المشاركة في عروض الدبكة، خلال الاحتفالات الرسمية في القطاع (20/10).
وقد انفجرت عبوة ناسفة (29/10) وضعت أمام السور الشمالي لمقر “غاليري البلد”، وهو حديقة مفتوحة تضم مقهى، ويُعدُ ملتقى النخبة المثقفة في قطاع غزة، ويتم فيه تنظيم مختلف المعارض الفنية والامسيات الشعرية والثقافية، وقد أحجم مدير الغاليري عن الإدلاء بأي تصريح عن تفاصيل الانفجار، أو اتهام أي جهة معينة، كما وقع انفجار آخر قرب باب مقهى “العندليب” (31/10) في شارع الصناعة في مدينة غزة. ويتشابه التفجيران في ملابساتهما وتفاصيلهما وتوقيتهما.
* الأردن:
تطغى في الأردن ظاهرة منع الكتب على سواها من القضايا المرتبطة بالحريّات الصحافية والثقافيّة.
وقد شكّل وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأردني الدكتور نبيل الشريف، لجنة من المثقفين “لتقديم النصح والإرشاد لدائرة المطبوعات والنشر في قضايا الكتب الخلافية” (1/10)، وأوضح أن “قرار اللجنة في قضايا المطبوعات والإصدارات “الخلافية” سيكون نهائياً”، وأن الهدف “إشراك المجتمع ومؤسساته، وألا يكون القرار محصوراً في الأطر الإدارية وبيد مسؤول حكومي واحد”. وعلى الرغم من أن التشكيل استثنى “رابطة الكتاب الاردنيين” و”اتحاد الناشرين”، إلا أنه وجد صدى إيجابياً لدى المثقفين، في ظل تأكيد رئيس رابطة الكتاب سعود قبيلات أن “الرابطة على تواصل مع الوزير واللجنة”.
· واعتبر رئيس رابطة الكتّاب الاردنيين سعود قبيلات في اتصال أجراه معه مركز “سكايز” ان هذا الأمر “من حيث المبدأ يعتبر انفراجاً اذا ما قورن بما تخوّفنا منه الشهر الماضي، أي تحويل الكتب الى المفتي لمراقبتها، غير ان الوضع المثالي يبقى في إلغاء أي شكل من أشكال الرقابة على الكتّاب والبنود المقيّدة في قانون المطبوعات وسواه لحريّة الرأي والتعبير”.
واستدرك قبيلات قائلاً “لكنّ تأسيس هذه اللجنة لا يمكن أن يعتبر انفراجاً حقيقياً قبل تبيّن أسلوب عملها، خصوصاً وأنها تابعة لوزارة الثقافة ولم تُمثّل فيها رابطة الكتّاب الأردنيين حتى الآن، رغم إعلان الوزير رغبته في التعاون مع الرابطة”.
– عودة ظاهرة منع الكتب بعد انحسارها في ايلول/سبتمبر
عادت هذه الظاهرة في شهر تشرين الاول/اكتوبر من خلال اصدار مدير دائرة المطبوعات نبيل المومني قراراً بمنع تداول كتاب الصحافي ناهض حتر “يساري أردني على جبهتين” الصادر عن دار “الفارابي” في بيروت، بعدما خلا شهر ايلول/سبتمبر الماضي من أي منع.
· ووصف الصحافي ناهض حتر القرار بأنه “مضحك لأن الكتاب متاح على عدة مواقع عربية لبيع الكتب على الإنترنت في نسخة إلكترونية، لكنه في الوقت عينه يعبر عن عقلية معادية للكلمة الحرة، ويستعيد أجواء محاكم التفتيش”.
– استياء نقابة الصحافيين الاردنيين من تأسيس “نادي الكتّاب الصحافيين”
وعلى صعيد آخر أثار إعلان تأسيس”نادي الكتّاب الصحافيين ” (26/10) في العاصمة الأردنية عمان، أزمة مع “نقابة الصحافيين الاردنيين”. وقرّر مجلس النقابة رفع دعوى جزائية بحق مؤسسي النادي بدعوى “انتحال صفة صحافي”، وعلى وزير الثقافة الدكتور صبري ربيحات الذي منح الأعضاء المؤسسين للنادي رخصة التأسيس “خلافاً لقانون النقابة”.
· وقال الصحافي المستقلّ محمد عمر الذي يعمل مع مركز “سكايز” من عمّان إن نقابة الصحافيين الاردنيين هي عملياً تحت سيطرة أصحاب الصحف وهي كانت دوماً مقرّبة من السلطات الاردنية، لكنها اعتبرت أن تأسيس “نادي الكتّاب الصحافيين” جاء للالتفاف على دورها، وان منح الترخيص له من قبل وزير الثقافة الاردني جاء كإجراء كيديّ رداً على موقف سابق اتخذته النقابة ضدّه، فيما يؤكد القيمون على النادي أن ناديهم غير نقابي ويهدف الى خلق إطار للحوار بين الكتّاب ولا يتعارض مع دور نقابة الصحافيين.
وأشار محمد عمر الى تسوية جرت مؤخراً تقضي بان يحتفظ النادي بترخيصه وأن يباشر أعماله تحت مظلّة النقابة.
(5/11/09)-“سكايز”- بيروت
Skeyes (Samir Kassir eyes)
Center for Media and Cultural Freedom
Samir Kassir Foundation
Aref Saghieh Bldg. (Ground floor)
63 Zahrani St, Sioufi, Achrafieh
Beirut, Lebanon
Tel/Fax: (961) 1 397334
Mobile: (961) 3 372717