أحمد سليمان : لن أكتب … اعدوا لنا ” مناشيت ” يخص المرأة وآخر عن شيلي
رصاصتان قرب طائرة وسط سنتياغو و ثالثة قرب ليل بكى ، تلك كانت ثمن حرية قصيرة … ستمر أمامي صورة ايزابيل وعمها سلفادور الليندي ،…كنتِ حينها بعمر فراشة وانا تخطيت لتوي أولى كلمات ولثغ .. لم أكن أعلم كم كان ثمن السُلطة في تلك الليلة ؟
بعد اسبوع واحد لن أكتب ، أعني في ثامن يوم من مارس ، لأنني مشغول بإعداد الحلوى ، سيقول محرر الصحيفة اعدوا لنا مانشيتا يخص المرأة وآخر عن زلزال شيلي ،
ـ لستُ أمزح ، وقتٌ طويل سيمر و الأشكال تنام بلوحة رسمتها ليلة أمس في مطبخ جعلناه متحفا ، سوف أُسر كثيرا إذا صرفنا النظر عن صالة الطعام ، لكن متى سنعود الى مدن قيل لنا بأنها مهيأة للشعر والجنون ؟ تلك المدن التي تحدثنا عنها ليلة خطفوا أعمارنا واستباحوا اثرنا.
– مع إنني، احببتك وانت في المهد ،
تزوجنا ومازلت في الثامنة ،
بلغتِ سن الرشد وأنا في اليأس ،
لكِ وردتين قطفتهما من حديقة الجيران ،
برجاء لا تبلغي عني الشرطة .،
– منذ آخر تظاهرة لحماة البيئة وانت تعيثين العالم بدخان السجائر ، وأعلم كم كنت منسية في عيادة متخصصة بتحنيط البشر ، ولكن السجائر تفسد هواء العالم … لنقل بأنها مصدر رعب لإنسانيتى ،
سوى انك مشلوحة بمكان يحيل الى الأبدية ،
المكان ذاك ، الشارع نفسه ، الأبنية والمارة
و رجال الإفك فيما يغنون ،
الأزقة المليئة بالبائسين ،
تجار الخوف ، الرقيق المرخص بإسم الدولة ،
وحماة السواد الأعظم ،
كل شيء ينتظرك كما لو إنك لم تبارحين الأمكنة ،
هناك ، ستكون الحياة اقل تشوقا للحلم ،
وحيثما تلهثين ستنام المدينة بلا تردد
رأيتك نائمة ، مـــررت بذات الرصيف ، مـــررت بخــــوف ناعـــم ووقـــت خائــــب رأيتـــك وكانت الأرض ترتجــــــــف
لم أتعرف على كثيرين في حشد يجتمع لرؤية صورتك ، ألم يبدو كذلك أم إنني خرفت نتيجة لهو الإخوة المتوحشون ؟ ؟ ، لا يهم ، فقد فهمت ما ينبغي ، ان خلاص العالم من الرعب والخوف هو ان يكون البشر بلا ثروات لأن المال بات المغذي الأساس لصناعة الدمار والرهاب ، أو لنقل : إن وجدت الثروات لتكن بنسبة ضئيلة ، ذلك سيكشف اللصوص الذين يقتاتون من دماء أطفال العالم .، بيد إن المال المتحصل على
خلفية ذكرناها لن يكون لإنشاء المدارس والجامعات وحتى المصحات ، فقد خلصت بفكرة قلتها لك ( … ) هكذا، جعلتهم يتهامسون امام صورتك و قبلت منهم كلمة لا أستحقها … لكنني سمعتها
– وضعوا صورك في أورقة المدينة و قد احيط بها ساتر معدني يشبه حدود المستعمرات ،
ماذا على كائن مثلي ان يفعل ؟
هل اصعد الى اعلى الساتر كي اضع صورتي ؟
هل اضرب الأرض كي تهوي صورتك ؟
سأكون جالسا بالقرب منك الى ان تتكشف نهاية الإعلان واجعل منك مستعمرة في وحدتي
– القماش يحتوي على صورتك ، ماذا بعد ؟ أين أنا ؟ ، ربما هذا الكائن وضع علامة توحي بأنني لن اعود ، لذلك فهو منشغل بتعليق صورك على الحيطان
– لستِ من عرفتها حيثما نشـــأنا ، اليوم لمحتك على غلاف مجلة ، لا أذكر إني رأيتك قبلا على هذا النحو ، كما انني بالمطلق دهشت حين لمحتك تنظرين الى أعلى ، كعادتي بمكان خفي اطأطئ رأسي .،
– حتى عند الباعة توجد صورا وأدلة تشير اليكِ ، لستُ من قال عنك كلامٌ حلوٌ البتة ، لكنني أتّبعك كآخر نجمة أحاول لمسها .،
– منذ زمن وأنا ابحث عن أشياء ينظر فيها للتقديس ، بيد انني لست معتادا لعبادة ما ، ولكن وجدت ما يعنيني كنوع من الإشتغال على مخالفة السائد ، فوجدت صورا للتعبد وهيأت نفسي لطقس كي ألوذ به .
رحت اُقــوّل الأوثان ، إذ انني مقتنع بالكثير منها ، لأنها من صناعة البشر وهي ملموســة ، ذلك انهم بارعون بصناعة الوهم ، كذلك لأنهم زرعوا نبتة الأديان وتوجوا اللـــه رقيبا .
– هي ذي نهايتي ،
مجرد ملصق ، يحتوي على صورة ،
و قد حرصت على تهيئة الشكل الذي احـبه
بيديك ستلصقينه على باب أقرب كنيسة ،
سيكون اليوم على الأرجح الخميس ،
تماما بعدد الأشخاص الذي اخلصوا لي طيلة حياتي ،
الوحيدة الباقية بقربي ، انـــت .
– لا أذكُر أسباب تلكَ الحرب ، لكنها حصلت ، وبقي إثنان من عبَدة المال ،الصغير يقول بأن اخيه ســـرقَ متجـر الأب … أما هو ، عاش عالة بمنزل أخيـه الأوســط حتى طال ريشه ، حين عاد من روسيا سرق مُلكية عقار ، ثم تفرغ لممارسة ماتعلمه من آلية إحداث الجلطات .. كان الضحية الأب ، اليـوم أنا مُنشغل ، و علـــى طريقتي ، حتى ألاحق هكــــذا أنـــواع من البشــــر .
——————————————–
- للكاتب أعمال منشورة .. يمثل عبر كتاباته تيار انتقادي بمواجهة أنظمة الفساد و يعمل بمجال الحريات المدنية
- مواضيع ذات صلة
- من أحمد سليمان و ندى عبود : إلى أهلنا في ” الحاكمية السورية ” ، مزيج من فن وأدب وحرية