-
لماذا لا تعقدون مؤتمرا داخليا حول التحول في سوريا وحول حقوق الانسان وما يتعرض له الاكراد من مأساة يومية وتدعون المعارضة العربية الوطنية لحضور هكذا مؤتمر
القاريء للشأن السوري سوف يصاب بالذهول هذه الايام من كثرة النشاطات الجريئة الخارجية التي تقوم بها بعض أقطاب المعارضة السورية .
فخلال أقل من شهر واحد استطاعت هذه الفئة ان تعقد مؤتمرا في أحضان الكونغرس الامريكي وأخر في مقر الاتحاد الاوربي في بروكسل والملفت للنظر ان من قام بالتحضير لهذه النشاطات تتحدث باسم اعلان دمشق (لجنة الخارج) بنفس الوقت قيادات اعلان دمشق في الداخل تنفي اية علاقة لها بهذه الفئة وقد قرأنا منذ أيام البيان الصادر من قيادة اعلان دمشق في الداخل وهي تتبرأ من هذه النشاطات واكدت في بيانها ان الاستقواء بالخارج من المباديء المرفوضة وان لا علاقة لاعلان دمشق بالموضوع .
لكن رغم ذلك الجماعات التي حضرت المؤتمر في الكونغرس الامريكي وايضا الاتحاد الاوربي يوم أمس تتحدث باسم اعلان دمشق وباسم المعارضة السورية . والغريب في الامر انه هناك من بين الحضور من يتحدث باسم المعارضة السورية والشعب السوري علما ان معظم الشعب السوري لا يعرفهم ولا سمع بهم حتى . والمعارضة السورية ذاتها لا تأخذ لهم اي اعتبار لانهم جدد على الساحة السياسية ولهم أولويات بعيدة عن أهداف المعارضة الوطنية .
لكن ما يهمني في الامر هو تلك الاحزاب الكردية التي شاركت في المؤتمر الاول والثاني والتي قياداتها في الداخل ترفض الاستقواء بالحارج وتنادي بدخول الاكراد الى الصف الوطني للمعارضة السورية وكأن المعارضة الكردية كانت مع الخارج دائما ؟
عجبا من هذا التحول المفاجيء لهذه الاحزاب لكن في النهاية لكل حزب أجندة خاصة به وهو يمثل نفسه وليس بالضرورة ان يمثل الشعب الكردي في سوريا .
لكن عندي سؤال لهذه الاحزاب وهو :لماذا لا تعقدون مؤتمرا داخليا حول التحول في سوريا وحول حقوق الانسان وما يتعرض له الاكراد من مأساة يومية وتدعون المعارضة العربية الوطنية لحضور هكذا مؤتمر .أليس من الافضل الذهاب الى الكونغرس والاتحاد الاوربي ومجلس العموم البريطاني وهو الجلوس مع من يعيش معكم على الارض من الشعب السوري الذي يجب اعلامه بنا يجري من اضطهاد بحق الاكراد وفتح باب الحوار مع النظام لحل القضية الكردية لربما يكون مفيدا اكثر للاكراد في هذه الفترة وخاصة عندما يكون الطرف الاخر والذي يدعوكم للذهاب الى امريكا وبروكسل هدفه المال وليس اصلاح البلاد والاهتمام بمصلحة العباد .ومن قال لكم ان الامريكان والاوربيين هم رسل للسلام ومن دعاة حقوق الانسان وانهم لن يبيعوكم بالمزاد العلني والسري مقابل عقد للتنقيب عن النفط وذلك بصفقة مع النظام السوري وعندها لا تكلفهم شيئا فقط اجتماع ومن ثم بيان يصفون فيه ان المعارضة الكردية والسورية هي عبارة عن مجموعات ارهابية يجب ملاحقتها حسب القانون الدولي وهذا امر ليس بالغريب او بعيد المنال لقد حصل مع الكثير من المنظمات العربية والكردية ايضا والامثلة كثيرة على ذلك ومن يريد يعود فقط قليلا للماضي وكيف امريكا خدعت الاكراد وباعتهم علنا وبدون حياء واوربا صاحبة حقوق الانسان ماذا فعلت بالكثير من المنظمات الكردية والعربية في المنطقة لذا قراءة التاريخ مفيد في كثير من الاحيان وخاصة لقادة الاحزاب ……
المحامي ممتازسليمان
