أحمد سليمان

آفـة في مملكة دهرية كلابها تطير وعصافيرها تنبح – أحمد سليمان

تراجيديا نشطاء حقوق الإنسان … 

– الذين مازالوا قيد الأسر السياسي ( إذا خرجوا ) سيكون بعضهم بلا عمل ، وبعضهم بلا مأوى ، وبعض منهم سيكون ضيفا لدى الأجهزة الأمنية في قضية يعدونها قبل اطلاق سراحهم.

– توجد ضرورة ملحة لإنشاء (دائرة ) إعلامية مشتركة بين المنظمات الحقوقية ، يشرف عليها نشطاء فاعلين وعدم السماح لمدعي الحيادية.

– يراهنون على أصحاب اللحى والسيوف بأنهم جنود المستقبل و”أمراء” الديمقراطية

 

الحدث في دمشق ، بينما أصوات تحمل أكثر من معنى في الخارج ، النظام السوري ـ يبدو إنه غير مكترث ـ مستمر بمواجهة منتقديه عبر الإعتقال والمنع عبر مصادرة سلطة القرار، متفردا بأجندة يقول بأنها في صالح البلاد .

كثرت المقاربات التي تلخص أحلام المجتمع السوري ، سواء كانت صادرة عن أفراد، أو مؤسسات مدنية ، أو حتى شخصيات رسمية، بموازاة معارضين في الداخل السوري وخارجه .

بلد مثل سوريا ، يحتاج لسياسة تنقذ المجتمع من فوهة بركان ، إصرار على قمع وحصار غير مبرر، بحق شخصيات وأحزاب وأطراف موالية أيضا ، الى جانب مئات من النشطاء في السجون، تلقوا أصنافا من الإلغاء لحقوقهم، عبر محاكمات يقول النظام عنها بأنها محاكمات تخص أمن سوريا، في خطوة احترازية تحت مسمى عسكري يعيد إلى الأذهان حقبة الثمانينيات من القرن الآفل

لن ننجر الى التنظير، ذلك إن وقائع ثابتة للعيان تفسر نقيض أحلام الناس .النظام السوري ، لن يكون أفضل مما هو عليه ، أقصى أحلامه التفرد بمشاريع أثبت من خلالها بأنها غير مجدية أو مرغوبة ومستحيلة التحقق ، بل مصابة بالكساح ، تماما مثل أحلام العرب بتطبيق الوحدة، بالتالي فهي مجرد أفكار أو دين إيديولوجي مشــوه.

تراجيديا على مسرح منذ عقود :

يتهمون نشطاء حقوق الإنسان بأن عيونهم على كرسي البرلمان، عبر سفارات غربية ( يقاضونهم لأنهم صرحوا عن انتهاكات تطال المجتمع والمؤسسات والدستور ) وينسون أنفسهم حين يودعون ميزانية البلاد بأرصدتهم في بنوك أجنبية.

ما العمل ، السائل ليس فلاديمير لينين بالطبع . ربما جاء يوم نسمع فيه الكلاب تغرد والعصافير تنبح ، الكلام هنا أبعد من السخرية، بل يشير إلى حجم الجحود المسيطر على وعي ومجتمع ونظام ، ليس في سوريا وحدها وإن كانت هي المقاومة لأبشع حصار كاد ينهي عقده الخامس، ومازال أهل الحكم يتغنون بفرض قوانين على مقاس عقولهم ومصالحهم .

يلاحظ العالم ، فيما يتحدثون عن دعم مفتوح لطلاب العلم ، ثم يرفعون سقف الوصول الى اصغر جامعة ، يدعمون المشاريع والاستثمارات التي تمر عبر ضباط ورعاة الفساد ، يغمضون أعينهم عندما تتجول طائرات اسرائيلية في سماء البلاد و يتدخلون في شؤون الجوار. هناك الآن ، سوريا البلاد والمكان ، الكل يدرك ذلك… و من يتبوأ بكلمة واحدة ، يدخل السجن أو يطرد من وظيفة أو يتم نفيه.

يعنفون كل شيء، ولا يأبهون لسمعة البلاد، ولا يحترمون الإنسان .. يفصلون الدستور بمقاس عقولهم ، و يحاكمون البشر كما لو إنهم خراف … لا يعيرون اهتمام لأي ميثاق أو معاهدة وقعوا عليها.

يعملون بلا هوادة على تعزيز الخوف كثقافة يومية ، أما الوطنية بالنسبة إليهم ، نشيد البعث الذي بات كواجهة أيديولوجية بالية.. الدولة كما لو أنها مزرعة يملكها تجار جلبوا أموالهم من مطابع الغيب .. يرغمون الناس على الصمت ويطلبون منهم القول ( الكلاب تطير والعصافير تنبح ) ، كل قارئ لمقال، أو كاتب رأي مخالف، أو متصفح لإنترنت هو بالمطلق يفكر بعصيان مسلح.

الحال، فإن الإجابات التي يفترض بالأجهزة الأمنية فهمها من عيون الناس ، هو تحديد صلاحيتها وفقا لمقتضيات الوظيفة الملقاة على عاتقها ، والاعتياد على احترام الناس والإعتذار لهم ، لأنه ببساطة رجال الأمن وظيفتهم توفير الأمن والأمان ليس إرهاب الناس واحتقار القانون والبلاد وقبل ذلك الدستور.

لئلا يمنوا على أحد :

وإن كانت محكوميتهم التي هي اصلا غير قانونية ،إلا أنها انتهت حسب رغبة القوانين الأمنية ، استفاد النظام لبضع ساعات من تبيض وجهه أمام العالم ،وقد ساعده على ذلك أفراد ليسوا مصدر حقوقي بالنسبة لنا،إنما يعملون وفق تنسيقات سياسية تمتد جدورها ربما لجهات متداخلة ، ضمن نسيج غير بريء وقد تحدثنا عنهم اعلاه

إطلاق سراح على مراحل ؟ ستة من دعاة إصلاح بينهم السيدة فداء الحوراني ، من المنتظر ان يخرج بقية المعتقلين، إذا لم يفبركوا قضايا جديدة بحقهم، يبدو لنا كأن في الأمر برمجة أمنية، بهدف إلهاء الناس عن أوجاعهم بخبر اطلاق سراح ، إذ انه يجب أن لا يمن النظام على أحد ، فهو من قاضاهم تحت مسمى غير شرعي، بالتالي فإنه يضحك على نفسه أولا، وعلى المجتمع السوري أن يتقبل هذه ” العـــراضـة السياسية المؤلمة ” نقولها مجددا: أن محاكمة نشطاء في الرأي والديمقراطية هو أكبر وهن نفسية الأمة ، فلا تقبل أمة ما تقوم به دولة، طاقمها الأساس منتفعي حزب البعث والمخابرات .

خرجت الدكتورة فداء الحوراني إلى الضوء الخافت ، ولكن هل سيسمحون بعودة زوجها المنفي إلى الأردن منذ اعتقالها ؟

إفترقت فداء  مرغمة ، عن زميلاتها في تلك الزنزانة ، وعن زملاء فكر وقضية ، سجناء لم تلوكم عقبات أنشطتهم المطالبة بتحديث البلاد والنهوض به نحو الديمقراطية.

بعد عامين ونصف خرجت إلى سجن جديد، لتكون بين أهلها المسجونين في سوريا، سورية الأسيرة منذ أول نشيد أطلقه حزب البعث، سوريا المجتمع المرغم على تقبل حركة قيل بأنها “تصحيحية” فيما هي تتخبط منذ سبعينيات القرن المنصرم الى هذا اليوم.

الناشط علي العبد الله :

من المنتظر أن تعود قضية أخرى الى الأضواء ، بل قضايا ستعود على دفعات ، بعضها تخص سجناء الرأي وبعضها تخص تمريرات النظام، بدوره عودنا التغاضي عن اللصوص الذين ينهبون مقدرات البلاد ” مخلوف ” و “شاليش ” و “فاليش ” هؤلاء ومن على شاكلتهم، واذناب لهم مرتزقة وخدم أمس وغد ، هؤلاء هم واجهة النظام الذي يقاضي أطباء وكتاب ودعاة مجتمع مدني ، هل يوجد جحود أكبر أو مهزلة أليمة غير هذه ؟

وها هي قبل أيام ، احتفظت بسجين رأي كان من المفترض أن يفرج عنه في 17-6-2010، لكن تمت إحالته إلى القضاء العسكري بتهم جديدة، تحت عنوان عريض ” نشر أنباء كاذبة من داخل السجن ” يا لهول هذه الجريمة التي ارتكبها الكاتب والناشط علي العبد الله ، يا ترى جريمته التي لفقتها الأجهزة الأمنية، ألم تكن أقل شأن من جريمة وجوده في السجن ؟ والتي هي أصلا قائمة على عدم احترام السلطات السورية دستور البلاد أولا، بل قائمة على تجاوزات أمنية الهدف منها كم الأفواه التي تطال كتابا ونشطاء .

مـن اعتـدى على النظام السوري :

تحاول السلطات الأمنية دس أخبار عبر أشخاص تطلب إليهم الإنخراط بين التجمعات و تشويه المعلومات وبث الفتنة بين منظمات حقوق الإنسان والنشطاء ، بكل أسف ، وجد من يساعدهم على شاكلة مخبرين مزدوجين وكتاب تقارير يقدمون أنفسهم بأنهم حياديين ، فضلا عن تواطئ وظيفي بين عدد من الكتاب والصحفيين ، مكانهم في مؤسسات إعلام الدولة ( باستثناء اقلام مشهود لها بعدم دخول ملعب الكذب )،كل ذلك في محاولة لإقناع العالم بأن النظام السوري يتعرض لخطر مصدره بعض مشاغبين يسيئون للبلاد لذلك يتم اعتقالهم ، هكذا وكأن العالم بأسره هُــبل ببغاوات بلا عقول يصدقون كذب الإدعاء ، أما نحن فلنا عالمنا ورؤيتنا هو ذات عين وعيان لحقيقة ثابتة بلا أدنى شك سوف لن ينسى العالم هذه الأسماء:

هيثم المالح ، أنور البني ، مهند الحسني ، فايز سارة ، علي عبد الله ، حبيب صالح ، رياض سيف ، فداء حوراني ، احمد طعمه ، جبر الشوفي ، ياسر العيتي ، وليد البني ، محمد حجي درويش ، مروان العش ، طلال ابو دان ، أكرم البني، مشعل التمو، حسام ملحم ، أيهم صقر، دياب سرية ، ماهر اسبر ،علام فخور، عمر علي العبدالله ، كمال اللبواني ، رياض الدرار، طارق بياسي ، طارق الغوراني ، رغدة حسن ، تهامة معروف ، و الشابتين طل الملوحي و آيات عصام،  إلى جانب سجناء تعتبرهم السلطات نكرات وغير مرحب بسيرهم الفكرية والثقافية والسياسية لذلك تعتقلهم تحت مسمى الطوارئ القانون الذي يطبق عادة في حالة حرب بموجب حالات محددة ودقيقة إلا أن السلطات السورية تستخدم هذا القانون لإرهاب منتقديه ونشطاء حقوق الإنسان ،

بوسعنا الاسترسال أكثر حول جرائم تصنف تحت اسم الجنحة السياسية والتي أصلا الدولة السورية ومؤسساتها البوليسية والقضائية الأمنية تمارس أكبر جنحة أخلاقية وسياسية بلا منازع ، إضافة لحالات قتل علني تحت التعذيب وحالات اختفاء قسري لنشطاء جل ما يطلبونه تطبيق القوانين ومحاسبة المفسدين ، ومن هذه الحالات المهندس “نزار رستناوي ” الذي نعقد بأنه قتل في الســجن أثناء هجوم عسكري من قبل جنود النظام السوري على سجن صيد نايا .

بعض من هؤلاء الذين مازالوا قيد الأسر السياسي ، في حال طردهم ( مجازا) من السجن نظرا لسلوكهم الذي لا يليق بسمعة مجرمين يشاطرونهم زنزانة يعيش فيها

 عشرات الشرفاء ، هؤلاء إذا خرجوا بعضهم سيكون بلا عمل وبعضهم بلا مأوى وبعض منهم سيكون ضيفا لدى الأجهزة الأمنية في قضية يعدونها قبل إطلاق سراحهم مثلما حصل مع الكاتب علي العبدالله … هكذا الآن هناك … يحدث في ســـورية الحلوة المقاومة للفســــاد

اتحاد الدراويش:

مازلنا ننتظر مايسمى بـــ اتحاد المحامين في سوريا كي يتحفنا بعملية طرد العضو أو احالته لمجلس تأديب كما فعلوا المحامي مهند الحسني الذي واجه بحرفية عالية مؤسسات الفساد في دولة الدراويش ، كما إننا ننتظر محام آخر ( نتحفظ على اسمه ) سيبعث لنا خبر يؤكد فيه منعه من السفر واحتمال محاسبته أو طرده أو ارساله الى زنزانة مهند الحسني وهل كثير إذا طالبنا بتجميد هكذا اتحاد وأمانته العامة التي  تثبت في كل مرة تبعيتها المطلقة لجهاز أمني متخصص بإرهاب المحامين وقطع مصدر عيشهم ؟

أفلام حظيت بجوائز :

سورية أيضا… غير مسموح في صالاتها السينمائية عرض أفلام حظيت بجوائز ومسموح للأفلام المباركة وفق أجندة أمنية ، مسموح للمسؤولين سرقة البلاد وممنوع لمواقع انترنت نشر مقالات تنتقد أوضاع فاسدة ، في سورية يتم نفي أي موظف أو طرده من عمله لمجرد إنه تحدث عن بذرة فساد هذا ما حصل لمحمد غانم وفيصل خرتش وكلاهما روائيين ولم يفهم الناس ســر منع مخرج سينمائي مثل محمد ملص من السفر و منع هالا العبدالله من متعة الإنتصار لفيلمها المتحصل على تقدير عالمي و جوائز عدة .

ديمقراطية السيوف واللحى :

وجد بعض من الذين ابتليت فيهم الساحة السياسية في سوريا والجزائر والمغرب ،وجد من يمتلك رأس بمجموعة ألسنة، بلا عين أو اذن ، بعقل أحادي ، مستغلين عقول الشباب فيما يتحدثون عن ثقافة المتفجرات أقصر الطرق الى جنة وفردوس وجواري ، مارأيكم ؟. يراهنون على أصحاب اللحى والسيوف بأنهم جنود المستقبل و”أمراء” الديمقراطية ، بالطبع ، حين تتم التعبئة الهمجية بين صفوف المنظمات والأحزاب والنقابات والروابط بغرض تحقيق أرقاما بشرية تكون نتائج ذلك مزيد من خيبات وعبء على مجتمع يحتاج لبيئة فكرية صحيحة .

إسرائيل كقوة محتلة، تأسست هذه القوة على مائدة مفتوحة منذ حرب تشرين التي قيل للسوريين بأنها تحريرية ، وقد صفق الشعب السوري على مأساة كان بطلها النظام ،انتصرت ثورة تلو أخرى ، مرة بإسم الشعب اللبناني الشقيق وعلى أرضه،ومرات بإسم فلسطين و بنادقها التي استخدمت للاقتتال الداخلي أكثر مما استخدمت بمحاربة كيان كبر فجأة بلا رقيب ، إذ أنه بعد ذلك لا بد أن تستشري قوانين تخص بإطالة عمر الأنظمة ، فاقت البلدان على صيحات طوارئ تستثني اسرائيل كقوة بلا رادع من محيط عربي .

العالم يشتعل بالفكر الإرهابي ، نعم ، فإذا كان النظام الأمريكي يحاول عولمة الإرهاب لصالحه ، إذا كان يستغل نفوذه كقوة متفردة بمركز القرار ، وإذا كان الغرب الأوروبي مدان فقط لأنه لا يسمح بتوغل ظاهرة الحجاب والخمار على أرضه،وإذا كانت الدول الكبرى تحاول ابتلاع كل شيء ، ترى هل ذلك يبرر القبول السلبي لتحويل المجتمعات الناشئة إلى بؤر سياسية بزعامات مجهولة تتيح لإيران أو سواها اللعب بمستقبل المنطقة .

ضـد تسييس الأديان :

بالطبع كلامنا هنا ليس موجه ضد التدين ، لكننا بالمطلق نكافح كل من يستخدم الأديان كمدخل سياسي تدميري ويمرر مشاريع انتهازية ، هذا مايحصل بالضبط الأمثلة كثيرة وتحتاج لسرد تاريخي يبين فكرة الدين وآلية انتشاره في كل بلد ، وأقرب الأمثلة انشاء اندية وتفرعات عنها بدعم مفتوح أبرزها تسلل ظاهرة ” التشيع “عبر بوابة” إيران” وظاهرة إحدث تجمعات دينية “سنية” على نسق سياسي مختلف في أسيا الوسطى تقف خلفها” السعودية” منذ عقود وقد تولت إنتاج وتعزيز هذا التوجه زعيمة الإرهاب في العالم” امريكا “والتي ايضا تدعم أصوليات مسيحية ويهودية على نسق تدميري يبرر تدخلاتها في سياسات الدول الصغرى

دائرة إعلامية مشتركة بين المنظمات الحقوقية :

في ظل مشهد كهذا يعتقد بعض الأفراد بكل أسف أن موجة الإفراجات تدل على تغيير سياسي كبير من الحكومة السورية وقد أغرقوا عبر جماعات دينية متغلغلة في وسائل الإعلام تصريحات غير دقيقة ،

الطريف بهؤلاء ، يقولون عن أنفسهم (اي الأفراد )انهم يمثلون نشطاء حقوق الإنسان ـ هذا كلام مضحك بالطبع ـ هؤلاء الأفراد هم أصلا يعملون لصالح فئة سياسية لها تاريخ إجرامي في الذاكرة السورية فترة الثمانينيات ، فيما نستغرب من منظمات حقوقية فعلية التزامها الصمت أمام ظاهرة خطرة من هذا النوع وكأنه لا يكفي انتشار الحسينيات التي أصبحت أكثر من حضانات الأطفال والمشافي ، وكما نعلم النظام السوري يستغل إدعاءات هؤلاء ويعتبر كل نشطاء حقوق الإنسان على هذه الشاكلة .

الواضح ثمة خيار تكتيكي من قبل السلطات الأمنية يرمي الى تخفيف الإحتقان الدولي ومصدره أصوات الدخل السوري واجاباته عبر هوامش أضحى الأنترنت مكانه .. ليس كما يصرح اولئك الذين يعتبرون انفسهم” نشطاء “وهم حتى زمن قريب يتعامون عن جرائم توأد المرأة ويشجعون على العنف والترخيص لزيجات بمسميات كثيرة منها السياحية.

لذلك ، توجد ضرورة ملحة لإنشاء (دائرة )إعلامية مشتركة بين المنظمات الحقوقية ، يشرف عليها نشطاء فاعلين مهمتها التشاور قبل إطلاق التصريحات ، ( دائرة معلومات – إعلام حقوقي فقط – تخص أخبار منظمات فعلية تعمل من أجل حقوق الإنسان) للحد من السيلان المعلوماتي التي تنسب الى مصادر غير معروفة سوى انها تفبرك أخبارا لتكون سباقة بإطلاق التصريحات التي سرعان ماتتلقفها اميلات وتعمل على تعميمها وتكون قضية لا تخص الحدث و مصداقيته..

فقد آن الأوان لإطلاق حملة تطهيرية تطال كل من يدعي بأنه يمارس نشاطا إنسانيا، أو حقوقيا لغاية غير معروفة ، بالأصح ، فإن المطلوب من المنظمات الحقوقية، العمل على تشكيل إطار مرجعي يحدد ثوابت للتنسيق في الشأن العام ، وكل من يخالف سيكون مستهدفا من قبل منظمات حقوق الإنسان.

شاعر كردي سيطير رأسه :

سيرقص صديقي الكردي ، الذي قال لي بأنه يهيئ نفسه كي يكون بلا رأس ، كما توعدت احدى رسائل وجدها أطفاله أمام بيته. سترقص طفلته لأنها إكتشفت علاقة الرسالة بطرد والدها من عمله في مكتبة المركز الثقافي ، سيبصق العالم على هكذا مؤسسة تدار بعقول مفخخة و بارود ودم

اشكالية النظام السوري انه يزايد على مواطنيه عبر استغلال القضية الفلسطينية وصراعه الإدعائي مع إسرائيل

والثابت انه لن تقوم قائمة إن فاق الناس فجأة فوجد جندي يلبس بزة إيرانية أو تركية بل سيقال وفق سياق مارتوني واحد ” ولله الحمد ” .

إنها لعبة لم يفق منها نظام يشاع بين العامة طبعة معدلة من نظام الأسد الأب وقد أوقعوا الشعب السوري تلو مرة في حيرة مأزق عصي ، ثم يحدثنا ذات النظام بأنه مستهدف من قوى معادية

آية أو حجة ساسة :

ســـورية ليست لعبة شطرنج ، أو تبديل اسم سجن من “مزة/ صيدنايا ” القاسية الى “عدرا ” المرة ، ســـورية ليست طلائع زائفة ونشيد أهوج ، ســـورية كما أحلام مواطنيها ليست عظمة بفم ضابط أو سمسار وطن ، ليست دين أو وثن سياسي ، ليست رادار يدخل مخادع البشر

غداً حين أتحول إلى كهل ، سأقول لأحفادي من هناك مرت “جحافل” العبت .. هناك قَصفت طائرة معادية أرض عُشت فيها لعقدين وعام واحد ، لم أَبرحَ عُمر الفتّية آنذاك ، لي أهل بالطبع ، أب مشلول وأم تعيش على ذكراي ، على تلك الأرض هاج البعث أميناً لحزب لوثت بيارقه مدارس بلادي ، سيجيب أحفادي ، لننتظر يوم يردد فيه أطفال المدارس عاشــت سوريا نظيفة من الفساد والإستبداد ،نظيفة من أمة العبث .

أحمدسليمان : نّشر في الحوار المتمدن / ونشطاء الرأي : 22 يونيو، 2010 @ 01:00

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق