صلاح كَرميان: الاهتمام بالمراكز البحثية والعلاجية يسهم في خلق بيئة نفسية سليمة
علم النفس واحد من العلوم القريبة للفنون والآداب لما له من دور في الكشف عن محددات الشخصية الإنسانية عموما، وشخصية المبدع على وجه الخصوص.
كما يسهم علم النفس في خلق بيئة سليمة من خلال بحث العديد من الظواهر الثقافية والاجتماعية. ومن المختصين في هذا الحقل العلمي المميز الدكتور صلاح كَرميان الذي له إلى جانب ذلك اهتمامات ثقافية ونشاط سياسي وإنساني داخل العراق وخارجه، إذ ترشح ضمن قائمة المستقلين للانتخابات البرلمانية في كردستان، وبادر إلى تأسيس المركز الثقافي الكردي في استراليا- حيث يقيم حاليا-، كما ساهم في تأسيس مركز حلبجة لمناهضة أنفلة وإبادة الشعب الكردي.
ولد صلاح كَرميان في كركوك عام 1955. حصل على شهادة جامعية في الإدارة وتقنية المعلومات، وشهادة ماجستير آداب تخصص بعلم التعقيدية والفوضى والإبداع، وشهادة دكتوراه في فلسفة علم النفس. يكتب باللغتين العربية والكردية، وله إلمام بالإنكليزية والتركية والفارسية، وهو عضو نقابة صحفيي كردستان و منظمة ائتلاف السلم والحرية.
يقول صلاح كَرميان إن الشخصية المبدعة تمتاز بالموهبة والذكاء، وكذلك لها الحساسية العالية في التأثر بالبيئة الاجتماعية والثقافية لاختيار حقل إبداعي تحقق عبره طموحاتها وتطلعاتها وصولا إلى تحقيق الذات، مثلما أن للعوامل الوراثية والمكتسبة تأثير في تكوين الشخصية الإنسانية بشكل عام.
كما أن تحديد سمات الشخصية في مجتمع ما، ومنها الشخصية العراقية، ترتبط بعوامل منها الجنس والجغرافية والتاريخ. وأشار إلى أن هناك جملة من العوامل تقف وراء بروز ظاهرة العنف في المجتمعات، مؤكدا أهمية إيلاء المزيد من الرعاية والاهتمام بالمراكز البحثية والعلاجية لخلق بيئة نفسية سليمة.
يمارس الدكتور صلاح كَرميان نشاطا ثقافيا في بلاد المهجر بعد أن دفعته الظروف إلى مغادرة العراق منذ الثمانينات، قائلا إن المشروع الثقافي لم يرق إلى مستوى تطلعات الأدباء العراقيين منذ سنوات طويلة، إلا أنه يتفق مع الكثيرين بأن مساحة الحرية المتاحة في إقليم كردستان أسهمت في التأسيس لنهوض ثقافي ملحوظ.