داود البصري: دولة المخابرات السورية وإغتيال البراءة.. !؟ … الحرية لطلّ دوسر الملوحي !
ليس جديدا بالمرة أن تتواتر الأنباء من عاصمة الأمويين عن جريمة جديدة إقترفتها أجهزة الأمن و المخابرات السورية ضد الشعب السوري الصابر !؟ ، كما أنه لم يعد مستغربا بالمرة أن يستمر نظام دمشق في لعبته القديمة الإستبدادية التي تجاوزها الزمن في إرهاب وترويع الآمنين وفرض منطق الوصاية الإستخبارية على ضمائر الناس وما يفكرون به!، و إستمرار الإعتقالات و المداهمات و الحجر على الرأي الآخر في عالم الحدود المفتوحة ليس مجرد حالة متخلفة أبدع نظام البعث السوري في إستمراريتها و تقنين أدواتها بل أنه فضيحة مدوية في زمن التغيير الكبير وزمن سقوط الإستبداد و تهاوي أنظمة الذل و العار و الموت و الدمار و الدكتاتورية ، لقد صم النظام الإستخباري السوري آذانه و عميت عيونه عن سماع و رؤية هدير الإستنكارات الدولية و العربية و أصحاب الضمائر الإنسانية الحرة لجرائمه في ملاحقة الأحرار و إضطهاد أهل الرأي الآخر و إعتقال الشيوخ المسنين كما حصل مع شيخ الأحرار السوريين المحامي هيثم المالح فك الله اسره ، بل و تطاولت أجهزة النظام الإرهابية لتطال الأطفال و الشباب البسيط لتمارس عليهم آلة القمع الإستخبارية الإرهابية ساديتها الرهيبة المعروفة و المجربة ؟ فإضافة لإختطاف و تغييب الشابة آيات عصام أحمد و إختفاء آثارها بعد إختطافها من قبل جهاز الأمن السياسي السوري عبر تلفيق تهمة إرهابية مفبركة ، أضاف نظام دمشق لفضائحه المستهترة بالحق الأدنى من حقوق الإنسان جريمة إعتقال و تعذيب و لربما قتل شابة سورية مثقفة عمرها من عمر الزهور و هي نتاج جيل الإنفتاح و التحرر الفكري الذي بشر به النظام الحاكم نفسه ذات يوم قبل أن ينقلب على أعقابه و يعود لطبيعته القمعية و الإستئصالية ، إنها جريمة خطف و إعتقال المدونة السورية الشابة إبنة مدينة حمص المجاهدة طل دوسر الملوحي التي إعتقلتها مخابرات النظام القمعية يوم 27 ديسمبر من العام الماضي على خلفية نشرها في مدونتها لقصيدة شعرية كانت تنتصر لمعاناة شعب غزة تحت الحصار الإسرائيلي الظالم المتوحش و لم تكن في تلك القصيدة أية إشارة للتعريض بالنظام السياسي القائم في دمشق ، فهي شاعرة شابة محدودة المعارف و النشاطات السياسية إذ أنها من مواليد الرابع من نوفمبر عام 1991 ؟ أي أن عمرها عند رحيل مؤسس السلالة الحاكمة في الشام كان لا يتجاوز الثمانية أعوام و نيف! و لا علاقة لها تبعا لذلك بكل أطياف المعارضة الوطنية السورية بقدر تمرد روحها الشابة و تطلعها الواضح لنصرة قضايا الشعوب النظلومة و بشكل حضاري بعيد عن ممارسة العنف أو الدعوة إليه ، وبصرف النظر عن أية إعتبارات و مبررات قد يسوقها أذناب النظام القمعي و المدافعين عنه فإن خوف نظام سياسي بجيشه و فيالقه الإستخبارية و جنرالاته المزيفين الرعاديد من حفنة أبيات شعرية أو سطور من الرأي الذي لا يعجب قائد الحظيرة هو تعبير عن حالة كاملة من الإفلاس القيمي و السياسي و الحضاري لنظام ما قام و لا أستمر إلا على العنف و الدماء و تقطيع الأوصال و تحويل الشام العظيمة لمسلخ و معتقل كبير يمارس فيه القتلة ساديتهم المريضة ، و العجيب أن النظام وهو يبدع في ملاحقة الأبرياء و التعدي على هيبة الشيوخ و براءة الطفولة يقف كالأبله و المخابرات الصهيونية تضرب ضرباتها في عمق النظام الإستخباري السوري ، فمن قتل علني للإرهابي عماد مغنية على بوابة جهاز المخابرات إلى قتل في شواطيء اللاذقية للمسؤول السوري عن الملف النووي و كذلك لمقتل نائب مدير الإستخبارات الروسية الغامض و فشل النظام في التوصل لفك ألغاز الإختراقات الإسرائيلية تبدو الصورة مثيرة للسخرية التامة !! ، فالنظام العاجز و المخترق حتى الثمالة لا يمارس فحولته الإرهابية إلا على أجساد الضعفاء من أبناء الشعب السوري الذين لا حول لهم و لاقوة و الذين تنظر القوى الدولية المنافقة لمعاناتهم في ظل حالة مريعة من عدم الإهتمام و المبالاة بما يجري ، فقضية حقوق الإنسان ليست سوى واجهات و يافطات منافقة تستعمل للإستهلاك السياسي و كوسيلة من وسائل الضغط فقط لا غير!، لقد راجت أنباء غير مؤكدة عن مصرع الشابة ( طل الملوحي ) تحت التعذيب وهو أمر غير مستغرب و لا مستبعد في ظل نظام إرهابي لا يمتلك من وسائل الحياة سوى التفنن في التعذيب عبر إستعمال عناصره الريفية الغبية في قتل الشعب و التسلط عليه ، لقد فشلت كل جهود الضغط المحلية في كشف النقاب عن مصير الشابة طل الملوحي و عن مصير الشابة آيات عصام أحمد و غيرهما الآلاف من أحرار أشقائنا في الشام الذين يأنون منذ ما يقارب النصف قرن تحت ضغط آلة نظام البعث الطائفي الوراثي الإستخباري المتخلف ، لم يعد للسكوت من معنى و الرأي العام الدولي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بتفعيل آليات ملاحقة القتلة و المستبدين و محاسبتهم أمام المحاكم الدولية أو الوطنية فلا معنى للسيادة الوطنية أمام إضطهاد الإنسان و تغييبه وإخفائه قسريا دون ذنب و لا جريرة ، و النظام السوري الفاشل المعتمد على عطايا الغرب و صدقات و رشوات نظام طهران العنصري القمعي مطالب بكشف مصير ضحاياه و الإفراج عن المظلومين فورا و محاسبة رؤوس النظام القمعي إن كانوا صادقين و جادين فعلا في نواياهم الإصلاحية ، ليقف كل الأحرار في العالم العربي و العالم وقفة واحدة ضد نظام القمع و إغتيال الطفولة و ملاحقة الأحرار و لتكن صرخة واحدة مدوية.. لا للظلم و التعدي على الحرمات ، ويبدو أن حكام دمشق لم يتعظوا بمصير صديقهم نظام البعث العراقي ، خصوصا و أن مزبلة التاريخ ما زالت فوهتها واسعة و مفتوحة وهي تصرخ : هل من مزيد…؟
الحرية و أكاليل الغار و المجد للشهيدة الحية طل الملوحي و لكل رفاق دربها من أحرار الشام الذين سيسطرون بدمائهم النقية و الزكية أسطورة الحرية التي ستنتزع لا محالة من عيون الطغاة و من رقابهم الطويلة…..!.
ولا عزاء للقتلة ، فالظلم مرتعه وخيم ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..
داود البصري – أوسلو
dawoodalbasri@hotmail.com