القوات السورية تطلق النار على مشيعين بعد جنازة ضخمة في درعا
قال شاهدا عيان يوم السبت ان قوات الامن السورية فتحت النار على مشيعين بالقرب من المسجد العمري في مدينة درعا في جنوب البلاد عقب جنازة ضخمة للقتلى من المحتجين المؤيدين للديمقراطية.
وأضافا أن قوات الامن استخدمت الذخيرة الحية وقنابل الغاز لتفريق الاف السوريين الذين كانوا يرددون هتافات مطالبة بالحرية بعدما تجمعوا بالقرب من المسجد الواقع في الحي القديم من المدينة القريبة من الحدود مع الاردن.
وقتل عشرات الاشخاص في موجة احتجاجات في انحاء سوريا على حكم الرئيس بشار الاسد.
وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا يوم السبت ان قوات الامن السورية قتلت 37 شخصا على الاقل خلال احتجاجات يوم الجمعة في ارجاء سوريا متهمة الحكومة بارتكاب ما يمكن وصفه بجريمة ضد الانسانية.
وقالت المنظمة ان ما يحدث في سوريا هو انتهاك واضح لحقوق الانسان.
وأضافت ان القوات اطلقت النار عشوائيا على المحتجين وقتلت واصابت العشرات منهم.
وقال التلفزيون الحكومي ان جماعات مسلحة قتلت 19 شرطيا واصابت 75 اخرين في المدينة.
وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء يوم السبت ان وزارة الداخلية حذرت من انها لن تتهاون ازاء خرق القانون وستتصدى “للموتورين والمجرمين”.
وقال شاهد في درعا انه رأى محتجين ينقلون اربعة شبان على الاقل الى عيادة قريبة بعد اصابتهم بنيران القناصة.
ويقول سكان ان الناس يتجنبون نقل الكثير من المصابين الى المستشفيات الحكومية خشية تعرض هؤلاء الجرحى للاعتقال على ايدي قوات الامن التي ترابط في المستشفيات في زي مدني.
وهزت سوريا مظاهرات شعبية استلهمت انتفاضتين عربيتين في تونس ومصر للمطالبة بمزيد من الحريات.
ورد الاسد بمزيج من القوة ضد المحتجين ومبادرات تجاه الاصلاح السياسي الى جانب ترضيات للمسلمين المحافظين منها اغلاق صالة القمار الوحيدة في سوريا.
وقال سكان ان قوات الامن السورية استخدمت الذخيرة الحية في الساعات الاولى من يوم السبت لفض احتجاجات مطالبة بالديمقراطية شارك فيها المئات في منطقة سنية في اللاذقية مما اسفر عن اصابة العشرات ويحتمل سقوط قتلى.
ورأى شاهد شاحنات مياه تزيل الدماء من الشوارع قرب المدرسة التخصصية في حي الصليبة.
وقال ساكن “لا يمكن السير لمسافة خطوتين في الشارع دون التعرض لخطر الاعتقال..من الصعب ان تعرف اذا كان هناك قتلى ولكننا نسمع نيران عنيفة لاسلحة من طراز ايه كيه 47.”
وأدانت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون العنف وحثت سوريا على تطبيق “اصلاحات سياسية ذات مغزى”.
وأحد المطالب الرئيسية للمحتجين في سوريا هو الغاء قانون الطوارئ. وامر الرئيس السوري بتشكيل لجنة لدراسة استبداله بتشريع لمكافحة الارهاب لكن المنتقدين يقولون ان مثل هذا التشريع سيحتفظ للدولة بأغلب السلطات المكفولة لها في قانون الطوارئ.
وعمت سوريا يوم الجمعة مظاهرات من اللاذقية في الغرب الى البوكمال في الشرق مع دخول المظاهرات اسبوعها الرابع. لكن الهدوء عم معظم المدن يوم السبت.
وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان ان 30 شخصا قتلوا يوم الجمعة في درعا محور الاحتجاجات وثلاثة في حمص واربعة اخرون في ضاحيتي حرستا ودوما بدمشق.
وتولى حزب البعث السلطة في انقلاب 1963 وحظر جميع المعارضة وفرض حالة الطواريء التي لا تزال سارية حتى الان.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم لسفراء الدول المعتمدين لدى دمشق ان “عناصر مخربة استطاعت فيما ظهر من الاحداث الاندساس بين صفوف المتظاهرين وقامت باطلاق النار على المتظاهرين ورجال الامن معا وذلك بهدف الجر للعنف واحداث الفوضى الامر الذي أدى الى خسائر مادية وبشرية.”
وقال الاسد وهو من الطائفة العلوية التي تمثل 10 في المئة من عدد سكان سوريا ان الاحتجاجات تخدم مؤامرة خارجية لزرع الفتنة الطائفية بالبلاد.
واتهمت وزارة الداخلية “بعض الموتورين والدخلاء…المدفوعين من قبل جهات خارجية معروفة” باطلاق النار على المتظاهرين بهدف احداث شرخ بين المواطنين ورجال الامن.
وقالت في بيان ان هؤلاء الاشخاص “اندسوا بين صفوف المتظاهرين …لزرع الفتنة بين المواطنين ورجال الامن. لم يعد هناك مجال للتهاون أو التسامح لتطبيق القانون والحفاظ على أمن الوطن…لن نسمح …بالتخريب وزرع الفتنة وزعزعة الوحدة الوطنية.”
وأضافت في البيان “ان السلطات السورية حفاظا على أمن الوطن والمواطنين وعلى المؤسسات الحكومية والخدمية ستعمل على التصدي لهؤلاء ومن يقف خلفهم وفق أحكام القانون.”
عمان (رويترز)