إدانات دولية لتلويح دمشق باستخدام الأسلحة الكيماوية
بعد تهديد دمشق باستخدام الأسلحة الكيماوية “إذا تعرضت لعدوان خارجي” توالت الإدانات الدولية والأممية لسوريا وسط قلق من احتمال اللجوء إلى هذه الأسلحة فعلا. وبوتين يعلن عن خطة تسوية للأزمة السورية مجددا موقف بلاده المعروف.
حذرت الولايات المتحدة الاثنين (23 يوليو/ حزيران) النظام السوري حتى “من التفكير ولو لثانية واحدة” باستخدام أسلحته الكيميائية، واصفة هذا الاحتمال بأنه “غير مقبول”. جاء ذلك رداء على إعلان دمشق أنها قد تستخدم السلاح الكيميائي في حال تعرضها لتدخل عسكري أجنبي.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل “عندما يقوم مسؤولون سوريون بالتطرق أمام الصحافيين إلى الأسلحة الكيميائية فالأمر يثير القلق”، مضيفا “نعارض بشدة أي تفكير قد يصل إلى تبرير استخدام هذه الأسلحة من قبل النظام السوري”.
من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون عن شعوره بالقلق من احتمال أن تستخدم سوريا أسلحتها الكيماوية. وقال بان للصحفيين خلال زيارة لصربيا “إذا استخدم أحد في سوريا أسلحة للدمار الشامل فسيكون ذلك أمرا يستحق الإدانة”. من جانبهم قال وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد “قلق بشدة” إزاء الأسلحة الكيماوية، على الرغم من أن مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون قالت إنه ليس هناك حاليا “شعور بالقلق إزاء احتمال إخراج أو تحريك هذه الأسلحة”.
كما انتقدت بريطانيا وألمانيا تلك التهديدات السورية. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إن تهديد سوريا باستخدام السلاح الكيماوي ضد التدخل الأجنبي “غير مقبول” و”تحت أي ظرف”، معتبرا، في حديث للصحفيين خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أن “هذا نموذج لما يتوهمه هذا النظام (السوري) من أنهم ضحايا عدوان خارجي”.
أما نظيره وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله فقد أدان “بشدة” التهديدات السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية، واصفا تلك التهديدات بالأمر “المشين” وبأنها تكشف مرة أخرى عن “طريقة التفكير اللاإنسانية” للنظام السوري. وطالب فيسترفيله جميع الأطراف في سوريا بتحمل مسؤوليتها في تأمين كل الأسلحة الكيماوية.
وأقرت سوريا للمرة الأولى اليوم بحيازة أسلحة كيماوية وبيولوجية، وقال بيان صادر عن الخارجية تلاه الناطق باسمها جهاد مقدسي في مؤتمر صحفي الاثنين إن بلاده لن تستخدم “أي سلاح كيماوي أو جرثومي” خلال الأزمة الحالية “مهما كانت التطورات لهذه الأزمة في الداخل السوري”، مضيفا أن “هذه الأسلحة على اختلاف أنواعها مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وبإشرافها المباشر، ولن تستخدم أبدا إلا في حال تعرضت سوريا لعدوان خارجي”. وما لبثت الخارجية السورية أن وزعت بيانا جديدا على وسائل الإعلام أدخلت فيه تعديلات على البيان السابق. وجاء فيه “إن أي سلاح كيميائي أو جرثومي لم ولن يتم استخدامه أبدا خلال الأزمة في سوريا مهما كانت التطورات في الداخل السوري، وان هذه الأسلحة على مختلف أنواعها -إن وجدت- فمن الطبيعي أن تكون مخزنة ومؤمنة من القوات المسلحة السورية”.
بوتين يطرح خطة تسوية
في هذا الأثناء، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين عن خطة لتسوية سلمية للنزاع في سوريا، محذرا مجددا من حرب أهلية في سوريا. وقال بوتين في اجتماع مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي في مدينة سوتشي الروسية :”نعتقد أن مسار العمل يجب أن يكون على النحو الأتي: إنهاء العنف وإجراء مفاوضات والبحث عن حل ووضع أساس دستوري لمجتمع المستقبل وعندئذ فقط يتم إجراء تغييرات هيكلية وليس العكس. المسلك الآخر لن يكون غير الفوضى”. وتابع :”موقفنا معروف جيدا وهو أن الشيء الأول الذي يجب عمله هو ضمان وقف العنف من جانب الحكومة والمعارضة المسلحة والدخول في مفاوضات”. فيما من جانبه ، قال مونتي إن خيارا عمليا لسوريا من وجهة نظره هو السيناريو اللبناني الذي طبق بعد اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري عام 2005، موضحا أن ذلك يعني “تشكيل حكومة انتقالية لضم جميع أطياف المجتمع السوري”.
ميدانيا، ضاقت رقعة الاشتباكات في دمشق بين الجيش النظامي ومقاتلين معارضين الاثنين لتتركز في القدم (جنوب العاصمة) وكفرسوسة (غرب) بينما تتواصل عمليات القصف والاشتباكات في حلب وحمص خصوصا، ما أدى إلى سقوط 52 قتيلا في محافظات حلب وحمص وريف دمشق ودرعا ، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.