العفو الدولية تطالب بوقف “الإعدامات التعسفية” في سوريا
فيما تشد “معركة الحسم” بين الطرفين في حلب، طالبت منظمة العفو الدولية الجيش السوري والمقاتلين المعارضين بوقف “الإعدامات التعسفية”. من ناحيته دعا الأمين العام للأمم المتحدة العالم للتحرك لمنع “المجزرة” في سوريا.
دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء (25 يوليو/ حزيران 2012) المجتمع الدولي للتحرك من أجل وقف “المجزرة” في سوريا، وقال في خطاب أمام البرلمان في البوسنة إحدى بلدان البلقان التي شهدت إبادة في سريبرينتسا في 1955: “أوجه نداء من قلب البوسنة والهرسك إلى العالم أجمع: لا تماطلوا، اتحدوا، تحركوا. تحركوا الآن لوقف المجزرة في سوريا”.
من جانبها دعت منظمة العفو الدولية الأربعاء الجيش السوري النظامي والمقاتلين المعارضين في سوريا بوقف “الإعدامات التعسفية”. وتحدثت المنظمة الحقوقية في بيان عن “معلومات مفادها أن القوات الحكومية ومجموعات المعارضة المسلحة تقوم بشكل متعمد وغير قانوني بتصفية” المعتقلين لديها، داعية “كل الأطراف إلى التزام القانون الإنساني الدولي”. وأضافت أنه تم العثور على جثث 19 رجلا غير مسلحين وطفل في حي المزة في دمشق، لافتة إلى أن هؤلاء “قتلوا، وفق ناشطين، بيد القوات الحكومية التي اتهمتهم بمساعدة المعارضين”. ونقلت المنظمة في بيانها عن ناشطين أن بعض هؤلاء الضحايا كانوا مقيدي الأيدي خلف ظهورهم وتحمل جثثهم آثار تعذيب، موضحة أنها لا تستطيع تأكيد هذه المعلومات في شكل مباشر.
وتابعت منظمة العفو أنها جمعت خلال أشهر أدلة على أن “القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها ارتكبت عمليات إعدام غير قانونية”. وقالت آن هاريسون مساعدة مدير المنظمة المكلفة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إن “عددا كبيرا من الأشخاص، وخصوصا من الرجال والفتيان لم يشارك معظمهم في القتال، تم إعدامهم تعسفيا من جانب القوات الحكومية والشبيحة” في شمال سوريا. وأشارت المنظمة إلى أنها تتحقق أيضا من معلومات تتحدث عن ضلوع معارضين مسلحين في “إعدام أشخاص اعتقلوا من صفوف قوات الأمن”. وأضافت هاريسون “في النزاعات المسلحة، على كل الأطراف وبينهم مجموعات المعارضة المسلحة أن يحترموا قواعد القانون الإنساني الدولي”، مؤكدة أن “الانتهاكات الخطيرة لهذا القانون تعتبر جرائم حرب”.
موسكو تدين تهديد دمشق باستخدام الكيماوي
دوليا قالت وزارة الخارجية الروسية إن روسيا أبلغت الحكومة السورية بوضوح أن التهديد باستخدام الأسلحة الكيماوية غير مقبول موجهة بذلك أشد إدانة للتحذير الذي أطلقه مسؤول سوري قبل يومين. وقالت الوزارة إن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية عقد اجتماعا مع سفير سوريا في موسكو عرض خلاله “بشكل شديد الوضوح موقف روسيا بشأن عدم قبول أي تهديدات باستخدام أسلحة كيماوية”. وكان جهاد مقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية قد اعترف يوم الاثنين بامتلاك بلاده أسلحة كيماوية وقال إنها لن تستخدمها إلا إذا “تعرضت سوريا لعدوان خارجي”، وهو الأمر الذي لقي إدانات وتحذيرات دولية واسعة.
من ناحية أخرى دان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء موقف الولايات المتحدة من المعارضة السورية معتبرا أنه “تبرير للإرهاب”، واتهم واشنطن بعدم إدانة الاعتداء الذي أودى بحياة أربعة مسؤولين أمنيين في دمشق في 18 تموز/يوليو. كما شكك الوزير الروسي في أن يكون الجيش السوري الحر هو من سيطر على المعابر الحدودية بين سوريا وبعض جاراتها، “وإنما هي جماعات ذات صلة مباشرة بالقاعدة.”
معركة الحسم في حلب
ميدانيا يتواصل القتال في مناطق عدة من سوريا وخصوصا في حلب، وسط معلومات عن وصول تعزيزات عسكرية مرسلة إلى القوات النظامية، وأعداد من المقاتلين لينضموا إلى المعارضين الذين يخوضون مواجهات عنيفة مع قوات النظام منذ ستة أيام، من اجل خوض ما وصفته مصادر متطابقة الأربعاء ب”المعركة الحاسمة”.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن “الثوار يعززون مواقعهم بالتأكيد، وسبق لهم أن أعلنوا أن معركة حلب هي معركة حسم وتحرير”، مضيفا “هي كذلك معركة مصيرية بالنسبة إلى النظام”.
من ناحيتها نقلت وكالة الأنباء الألمانية ( د ب أ) عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان قوله بأن مناطق في العاصمة السورية تعرضت اليوم الأربعاء لقصف بالمروحيات، وذلك بالتزامن مع اشتباكات شهدتها مناطق في حلب وغيرها من المحافظات. يشار إلى أنه لم يتم التأكد من هذه المعلومات من مصادر مستقلة.