ســـــمير ذكــرى : يجــــب أن يعتـــذروا
عندما تكون عند نسبة كبيرة من الشعب السوري هذه الرغبة الملحة الى هذه الدرجة من الشراسة في التغلب على النظام و محاسبته منذ تلك البداية السلمية التي يفتخر بها الجميع و لا يزال هناك من لا تزال تدغدغ أحلامه…حتى هذه اللحظة الشديدة المأساوية من الالتحام المفترس مع خصم لاحدود و لا قوانين و لا أعراف و لا تقاليد و لا قيم تنظم شروط الصراع معه أو تحدد هوامشه كما في الحروب بين كل الشعوب حتى في الحروب العالمية،ليافجأ هذا الشعب أن خصمه يمتلك كارت بلانش،رخصة مفتوحة عالمية بضرورة التغلب على خصمه من الشعب السوري حتى لو أدى ذلك الى اجنثاث هذا الخصم!.حتى انخلق احساس يكاد يلامس حد القناعة عند كل أطراف الشعب السوري حتى تلك المؤيدة للنظام بأن للصراع طابع أسطوري و كأنه مع الغول أو العنقاء:قناعة عند الجانب الشعبي من الصراع بأن المؤامرة الكونية عليه و ليست على النظام!.
لقد قضينا عمرنا في العقود الأخيرة من تاريخ سورية الحالي و نحن نقرأ لكتاب و صحفيين و مفكرين من مثل(مع حفظ الألقاب):جلال صادق العظم-ميشيل كيلو-برهان غليون-ياسين الحاج صالح-جمال باروت-عبدالرزاق عيد-أكرم البني-حازم نهار…و يجوز أن لدى غيري أسماء أخرى.انني و في كل ما قرأت لهؤلاء السادة و الذين كنت و لا أزال أكن لهم كل احترام،و الذين يحسبون على المعارضة،أي جانب الخصم المتصارع مع النظام الآن،لم أقرأ ما يستشرف احتمال الوصول الى ما وصلنا اليه و أخطأوا في فهم و تقدير:
_الى اي مدى من العنف المفترس يمكن أن يصل النظام في الهجوم للدفاع عن نفسه.
_الى أي مدى يمكن أن يصل النظام الرأسمالي العالمي المتغول في عدائه لثورة شعبية قد تشكل المحرض و القدوة لشعوبه المنهوبة و المستغلة الى درجة الانسحاق كما الحال الآن،و يعطي لحليفه و هو النظام و ليس الشعب السوري،الرخصة المفتوحة حتى الالحاح،لسحق الشعب السوري.و لقد ظهر ذلك في فشل كل معارضة الخارج في اغواء دولة واحدة للوقوف مع الجانب الشعبي من الصراع و لن اذكر أميريكا أو أوروبا بل من مثل الفاتيكان أو السعوددية!.
أنني كلي أمل أن سوريا ستقوم من مأساتها حرة ديمقراطية…
أيها السادة الكتاب و المفكرون كان يمكن للصراع أن يأخذ أشكالا أخرى توفر على سوريا كل هذه التضحيات البشرية و الخراب،لكنكم فشلتم في تحليلكم و رؤيتكم و استشرافكم لما هو آت!.
على الأقل يجب أن تعتذروا!.
سمير ذكرى : سيناريست ومخرج سينمائي