الراهب بولو دوليليو مخاطباً ” الإبراهيمي ” لا نريدك خادماً لوقف إطلاق النار بل شاهداً للحق
أنا اخشى أن هذا الشخص كما كوفي عنان لم يفهم أن السوريين ليس عندهم إمكانية العودة الى الوراء, فقد اخذوا طريق التحرير و اسمه الديقراطية, ليس لديهم رغبة أن يخضعوا لأحد, يعرفون أنفسهم في تعدد عميق وثمين.
ليست سوريا سني أم علوي فحسب, و حتى السنة ليست جهة واحدة هناك الاخواني والسلفي هناك علماني وتكفيري هناك وهابي وصوفي بالأضافة لمذاهب أخرى, و هناك سنة خاضع للنظام ايضا, و إذا اختلفت الكميات الأمر لا يختلف نوعيا لدى الانتمائات الأخرى من مسيحين وعلوين وإسماعليين وغيرهم ناهيك عن الأكراد و الأرمن والشركس عندما نقول ديقراطية نقول أيضا محاربة الفساد و الشفافية والمجتمع المتضامن.
ضحينا بالكثير والكثير تتهمنا الأمم المتحدة أننا اخترنا الحل العسكري, و تخرج من سوريا جماعة عنان و هي مازالت تساوي بين الجلاد والضحية, يعتقد هؤلاء أنهم ينجحون في مهممتهم إذا استطاعوا إيقاف القتال على الأرض لكي يعود الرأي العام العالمي إلى النوم المرتاح في الليل و إلى المتاجرة الرابحة في النهار.
أحلى ما فيك أيها الأخضر الإبراهيمي اسمك وكنيتك: فلن تجد أكثر خضرة من شباب سوريا, و إبراهيم أبونا لأنه لم يتاجر بالمبادئ. لا نريدك خادماً لوقف إطلاق النار بل شاهداً للحق.
إذا اتفق المجتمع العالمي على إرجاع الحق للشعب السوري فأهلا وسهلا بعملك أما ما عدا ذلك فنقول لك يمكنك حزم متاعك من الأن فقد دفعنا الثمن كاملا بأهمال المجتمع العالمي أو بالمشاركة الاجرامية من قبل البعض فلا عودة إلى الوراء فدماء شهداؤنا و ألام معتقلينا تلزمنا التزاما لا عودة عنه في متابعة طريق ثورتنا.
إن وقف إطلاق النار ممكن من الباب الهدنة في سبيل استرداد الحقوق كاملة . إننا نريد المصالحة و نريدك أيها الابراهيمي خادما للمصالحة بين جميع السوريين في سوريا كلها فهلم. المصالحة تتحقق في بلد ديمقراطي ناضج في تعدديته و توافقيته الجامعة لكل أطيافه. لا سلم و لا سلام دون استرداد الحقوق.
الراهب بولو دوليليو