زملاء

حكاية طلّ الملوحي.. الأسيرة الحرّة في الوطن السجين

حكاية طلّ الملوحي.. الأسيرة الحرّة في الوطن السجين

– طلّ الملوحي بنت دوسر خالد الملوحي، من مواليد حمص 4/1/1991.. وهي حفيدة لأستاذ في الأدب العربي، وحفيدة لعضو مجلس الشعب السوري وعضو مجلس الأمانة الاتحادي والذي كان وزيراً في عهد الرئيس حافظ الأسد. وطلّ من عائلة معروفة بحسّها وانتمائها للوطن، وحبّها للعلم والأدب والشعر.. والعائلة معروفة في المجتمع الحمصي خاصةً، والسوري عامةً، بأخلاقها العالية وتعاملها الطيب مع الناس وعلاقاتها الاجتماعية الراقية، وبمدّ يد العون إلى الناس كافة عند الحاجة.

– درست طلّ في مدارس حمص الحكومية، ولم تتعرّض لأي مشكلة أثناء دراستها. كلّ ما عُرف عنها هو حبّها للقراءة والمطالعة أكثر من كتب المدرسة وواجباتها المدرسية، وما هو مؤكّد أنها لم تتعرّض لأي مشكلة أمنية حينها.

– بسبب بعض المشاكل العائلية الخاصة، فكّرت العائلة أخذ قسط من الراحة لفترة، وبسبب سنّ الأب كان من غير الممكن قبوله للعمل في أي دولة خليجية، فقرّروا الذهاب إلى مصر كونها بلد قريبة وجميلة ومن الممكن للأب العمل فيها بشكل حر بوجود المال الذي كان بحوزته بعد أن جمعه من تعويض العمل نتيجة تقاعد زوجته، وبيع محل صغير امتلكه، كذلك بيع سيارته.

– كانت طلّ تكتب ببراءة الأطفال، وعندما سافرت إلى مصر كان عمرها في ذلك الحين لم يتجاوز الخامسة عشر عاماً ونصف، و كتبت في ذلك الوقت رسائل إلى الإنسان في العالم.

http://latterstal.blogspot.com/

– كانت ترسل كتاباتها إلى العديد من المواقع دون أن تعرف شيئاً عن بعضها، كما كانت ترسلها إلى إيميلات لا تعرف أصحابها، جمعتها من مواقع عدّة، وكان هدفها أن تُعرف وتُقرأ.. كانت تفعل كل ذلك بشكل طفولي واندفاع عفوي..

– كانت لها مدونة باسم “ريد روز”، تضمّ خواطر عن الحضارات واللغة، وعن بعض المفاهيم التي تدعو إلى العدالة والتسامح الديني والمحبة بين الجميع، وفي هذا الإطار كتبت طلّ رسالة إلى بابا الفاتيكان تؤيد فيها دعوته للتسامح الديني والحوار.. كما ضمّت مدونتها خواطر متنوعة عن بعض العلماء والمفكّرين كمحمد عبدو وتولستوي..

– في آخر الشهر التاسع من عام 2006، غادرت الأسرة إلى مصر، حيث بدا الأب عملاً تجارياً (محل كمبيوتر وانترنت واكسسوارات كمبيوتر)، بعد أن حصل على إجازة بدون مرتب من عمله في سوريا.. وتابع الأولاد دراستهم في مدارس القاهرة بشكل عادي.

– طلّ فتاة حساسة جداً.. وأي ضغط عليها يسبّب لها آلاماً في المعدة والرأس وشعوراً بالإقياء.

– واصلت طلّ نشر كتاباتها في مدوناتها الثلاثة، وكانت كتاباتها ترتكز على قضايا الإنسان، وقضية فلسطين، ومعاناة الشعوب والكوارث الإنسانية.

مدونات طل:

http://latterstal.blogspot.com/

http://palestinianvillages.blogspot.com/

http://talmallohi.blogspot.com/

– الكثير من الناس كانوا يعلّقون على كتاباتها، فتُسَرّ وتردّ عليهم بكل مودة وفرح وحب من غير أن تعرف خلفية أي منهم أو انتمائه.

– رفضت طلّ العمل مع أي قناة تلفزيونية، خاصة قناة “زنوبيا”.. ولم تقابل ثائر الناشف شخصياً، حسب معرفتنا، وإنما كان هناك بعض التواصل عن طريق الانترنت والموبايل.

– من طبيعة طلّ أنها تتحدّث مع الجميع دون تحفّظ.. ترغب على الدوام في التعرّف على الأشخاص بدون أي خلفية.. فهي لا تهتمّ لمعتقد الشخص من أي ناحية من النواحي، وإنما تريد أن تعرف كيف يفكر وماذا يريد في حياته.. وهو نوع طبيعي من الفضول في هذه السنّ.- لم تشارك طلّ في أي نشاطات سياسية أو تظاهرات في مصر، وإنما كانت لها مواقف حازمة ضد حصار غزة من قبل العدو الإسرائيلي ومصر.. فكتبت عن ذلك شعراً ومقالات وشاركت في مظاهرة وحيدة تتعلّق بهذه القضية.

– لم تنتسب طلّ لأي حزب أو منظّمة، وكانت تقول دائماً أنها لا تريد أن تُحسَب على أحد، وإنما تريد أن تفهم ما حولها وتدعو إلى الخير بين الناس وأن يسود السلام والعدل في العالم بأسره.

– في أواخر أيار عام 2008، عادت طلّ إلى سوريا، وقدّمت امتحان الشهادة الثانوية في دمشق، وقد تمّ التحقيق معها ضمن المدرسة حول كتاباتها ومدوناتها.

– عادت طلّ بعدها إلى مصر بشكل طبيعي دون أن يعترضها أو يزعجها أحد.

– من ال2008 إلى ال2009 درست طلّ اللغة الإسبانية في معهد سرفانتيس، وأحضرت معها أوراق نقلها إلى فرعه في سوريا كي تتابع دراستها في نفس المعهد في دمشق، ولكنها مُنِعت من ذلك. وقد كانت أمنيتها كما قال لها أحد مدرّسيها هناك: “لو تفوّقتِ بإمكانك متابعة دراستك في إسبانيا لتصبحي بعدها مدرّسة في نفس المعهد أو لتدرسي في أي جامعة في الخارج”.

– في ال2009، كتبت طلّ مقالة عن أوباما بخصوص طرحه أفكاراً جيدة ومشجّعة للمسلمين وللسلام العالمي ولإعادة الحقوق العربية، فطالبته بالسعي لتحقيق ذلك. وطالبتْ بإزالة ترسانة إسرائيل النووية معتبرةً أنه لو تمّ ذلك لن يفكّر أحد في المنطقة في حيازة النووي، وأنه طالما سلاح إسرائيل النووي موجود فمن حق دول المنطقة امتلاكه دفاعاً عن نفسها.. وانتقدت طلّ الاتحاد من أجل المتوسط.. وعملت فترة وجيزة مع قناة “الجزيرة الوثائقية” باندفاع وحبّ ضمن عمل إبداعي.

– أرسلت السفارة السورية في طلبها بين شباط وآذار 2009، حيث اجتمعت بالسفير السوري ثم بسامر ربوع بصفته مستشاراً للسفير حسبما قُدِّم لها.. سُئِلَت عن المعارضة السورية وعن الأسماء التي ترسل لها كتاباتها على الانترنت. كانت إجاباتها واضحة بأنها لا تنتمي لأحد على الإطلاق، وأن الأشخاص الذين ترسل لهم لا تعرف أغلبهم، وإنما هي عناوين بريدية على الانترنت ترسل لهم لمعرفة رأيهم فيما كتبت.

– كان سامر ربوع على تواصل معها طيلة تلك الفترة وحتى عودتها إلى سوريا، وكان يحدّثها عن تطمينات منه بأن “بلدها ستحتضنها وسيكون لها مستقبل مميز، وأنه لن يزعجها أحد”.. وهذا ما أكّده لها السفير السوري أيضاً.

– قرّر الأب العودة إلى سوريا لاستكمال سنوات التقاعد المتبقية له، خاصةً أن أرباح عمله لم تستمرّ كما بدأت، فشجّع سامر ربوع طلّ على العودة إلى البلد.

– بعد عودتها تمّ استدعاؤها من قِبَل فرع الأمن الخارجي بدمشق عدة مرّات.. وقبل اعتقالها تمّ استدعاؤها هي ووالدها، وفي آخر الاستدعاء أخبروهما أن الأمور توقّفت عند هذا الحدّ.

– عادت طلّ تمارس حياتها الطبيعية، وعادت لدراستها مرة أخرى، إلى أن تم استدعاؤها في 27/12/2009، فأوصلتها والدتها إلى البولمان.. ويومها تمّ اعتقال طلّ الملوحي في نفس الفرع، فرع رقم 279. وفي نفس اليوم مساءً جاء ضابط من فرع أمن الدولة في حمص وأخذ حاسوبها وكل الأقراص المدمجة الموجودة لديها، إضافة إلى بعض المتعلّقات والكتب الخاصة بها.

– راجعت الوالدة “عهد الملوحي” فرع الأمن الخارجي، وتمّ تطمينها من قِبَل رئيس الفرع أن الأمر لا يتعدّى كونه استكمالاً لملفّ طل، وأنه سيُطلق سراحها خلال أيام.

– تكرّرت مراجعات الأم، ثم علمت أن طلّ أُحيلت إلى فرع التحقيق.

– عندما قابلت الأم رئيس فرع التحقيق في الشهر الخامس، وسألته عن صحة ابنتها قائلةً أن طلّ تشكو من معدتها عادةً، أخبرها رئيس الفرع أنها مرضت فعلاً وأنهم قاموا بما يلزم، وأن أمورها وصحتها بخير.
– دائماً كانوا يكررون أن أمور طلّ جيدة.. وسمحوا للأم بجلب الأغراض التي تحتاجها طلّ.

– بعد فترة استطاعت الأم مقابلة ضابط كبير في الفرع، فطمأنها وأخبرها بأن طلّ بخير وأنها ستكون بين أحضانها قبل شهر رمضان المبارك 2010.

– خلال هذه الفترة، أرسلت الأم ثلاث مرات بعض الحاجيات لطلّ.. مرّتين عن طريق فرع أمن الدولة بحمص، ومرة عن طريق فرع دمشق مباشرةً. وهي لا تعلم إن وصلت هذه الحاجيات لطلّ، ولا تعرف أين أصبحت طلّ، ولا ماذا يحدث لها.

– أرسلت الأم عهد الملوحي الرسائل إلى كافة المسؤولين في البلد أكثر من مرة.. وطرقت كل الأبواب، دون أي ردّ..

– في إحدى المرات وهي خارجة من أمن الدولة متعبة وقلقة إلى حدّ أنها لا ترى طريقها، صدمتها سيارة أقعدتها مدة شهرين بالجبس طريحة الفراش.

– بعد ذلك بدأت المنظمات الحقوقية والإنسانية بالنشر عن اعتقال طلّ الملوحي، وبالمطالبة بالإفراج الفوري عنها.

– تلقّت الأسرة اتصالاً من لبنان من سيدة قالت أنها سجينة لبنانية كانت معتقلة مع طلّ، وأخبرتهم أن طلّ بخير.

– أرسلت الوالدة رسالتًين إلى الرئيس السوري تناشده التدخّل من أجل الإفراج عن ابنتها، ولكن دون أن تحصل على أي ردّ.

– بعض المواقع السورية الغير محظورة داخل البلد كانت تمرّر أخباراً لا تليق بمهنة الإعلام.. وعملت على محاصرة فتاة صغيرة بطريقة مزرية بحيث أصبحت تلك المواقع محطّ سخرية بين المواقع الالكترونية في العالم.

– تابعت، وما تزال تتابع كافة المنظمات السورية والعالمية الحقوقية والإنسانية قضيّة طلّ الملوحي، أصغر معتقلة حرية رأي في العالم.. تابعتها بكلّ اهتمام وطالبت مراراً الإفراج الفوري عنها.

– بتاريخ 30/9/2010، اُرسل في طلب الوالد والوالدة لرؤية ابنتهم في سجن دوما.. وهذا ما حصل بالفعل، وبحسب قولهم طلّ بخير وصحة جيدة.. كما تمّ إخبار الوالدين أنها ستُحال إلى المحكمة قريباً.
– كان إيمان الأهل كبير بأن طلّ بخير.. وأنه مجرّد تحقيق وينتهي.. وبقيت ثقتهم كبيرة ببلدهم..

– رفض مدير سجن دوما مراراً وتكراراً إدخال حتى الألبسة إلى الفتاة، علماً أن طلّ أخبرت أهلها أنه تمّ نقلها من فرع الأمن دون أي متعلّقات شخصية معها. وعندما تمّ اعتقال طلّ كانت بملابسها الصيفية ومازالت حيث رفض رئيس السجن مقابلة والدتها لمحاولة إقناعه بإيصال الملابس لها.

– أُحيلت طل الملوحي مؤخّراً في شهر تشرين الثاني 2010 إلى محكمة أمن الدولة العليا بتهمة التخابر مع دولة أجنبية.. أرادوا من هذه التهمة تهديد وترهيب كل المتعاطفين معها والعاملين من أجل الوصول إلى حريتها لإبعادهم عن قضيتها، ولتثبيت التهم الملفّقة إليها.

– ومازالت الأسرة تحاول توكيل محامين عن طلّ، ولكنهم لم يفلحوا بذلك حتى الآن، حيث أنهم في محكمة أمن الدولة لا يوافقون على التوكيل قبل صدور القرار الاتهامي من القاضي الذي قام باستجواب طلّ في شهر تشرين الثاني 2010.

– حاولت الأم بعد استجواب طلّ أن تحصل على إذن بالزيارة لها من قِبَل المحكمة، لكنهم رفضوا قائلين أنهم لا علاقة لهم بهذا الموضوع، وأن زيارتها بحاجة إلى موافقة أمنية.. حاولت والدتها مقابلة المسؤولين الأمنيين فمُنعت من ذلك.

– مازالت طل في زنزانة انفرادية منذ وصولها إلى سجن دوما.. وهي محرومة من كافة الحقوق الممكنة لأي معتقل.. علماً بأن الإجراءات لدى محكمة أمن الدولة والصلاحيات لقاضي النيابة تجمع ما بين الادعاء والتحقيق والاتهام!!! ولا يجوز الطعن بهذه القرارت.. وهذا مخالف لحق الدفاع المنصوص عنه في الدستور السوري.

– لقد مر عام على اعتقال طلّ.. أسيرة حرة.. ووطن سجين!

4/12/2010

الحملة الرسمية لحرية صبيّتنا طلّ الملوحي

صفحة الحملة الرسمية لحرية صبيّتنا طل الملوحي على الفيسبوك
صفحة الحملة على تويتر
مدوّنة الحملة
رابط ديليشيز الخاص بالحملة
بريد الحملة الالكتروني:
freetal.syria@gmail.com

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق