توفيق الحلاق .. سيدة متروكة أمام القبر لتجري مقابلة
تابعت قبل قليل وعلى غير العادة مذيعة قناة الدنيا وهي تجري مقابلة مع سيدة قالت إنها تجريها معها قبل أن تفارق الحياة ؟؟؟
اللقاء تم في إحدى مقابر داريا . السيدة متروكة أمام القبر لا إسعاف ولامحاولة لانقاذها .. هي تركت لتجري مقابلة ثم تفارق الحياة بعدها ؟؟ طفلة بجانب طفلة أخرى ميتة .. تسألها المذيعة : من هذه ؟ تجيب الطفلة : لاأعرف .. لاأحد من المسعفين حول المذيعة ؟؟ هي وحدها مؤقتا لتجري المقابلات قبل موت الطفلة , رجال الجيش العربي السوري بكامل أسلحتهم يحملون جثث الشهداء ويضعونها في سيارات سوزوكي ؟؟ لايوجد في دولة الأمن والأمان سيارة اسعاف ولاأطباء ولاممرضين .. تجري المذيعة مقابلات مع أشخاص تقول أنهم من داريا ونساء أيضا وكلهم يقولون إنهم كانوا في الملاجئ بناء على أوامر من مسلحين ؟ لماذا الملاجئ إذا كان المسلحون هم من سيقتلونهم بعد قليل ؟ سيد تقدمه مذيعة الجزيرة وتعرفنا إليه .. الدكتور فلان أخصائي في السلوك الانساني العنيف : يجيب : هناك طرفان في الصراع ويجب عليهما التوقف عن العنف .. في كل المشهد
لاحديث عن الطائرات التي ترصدها أجهزة الدول المجاورة والأقمار الصناعية وبالتأكيد عيون وآذان السوريين والتي تحرق البشر والحجر ؟؟ مسرحية هزلية سوداء أبطالها ممثلون فاشلون وجمهورها قطيع من الخرفان والغنم !! على الطرف الآخر شعب طيب متحضر خبر حكامه منذ خمسين عاما ويعرف نذالتهم وخستهم وله معهم حكايات مأساوية طوال هذه السنوات ويدرك أن استمرار حكمهم يعني أن بسجد لهم آناء الليل وأطراف النهار وأن ينسى أحبته عندما يعتقلون ويحتفل بقتل أبنائه باعتبارهم شهداء النظام الممانع ويمضي أيامه ولياليه في الكد ليقدر على شراء الخبز والغاز والمازوت وبعض الزيت والشاي والسكر وأن يحتفل ويصفق لمبايعة الرئيس كل سبع سنوات وأن يخرج في مسيرات التأييد للبطل المفدى الذي اختاره وأرسله الله ليحكم سوريا والعالم مبتسما لاتهزه الأعاصير ولا أشلاء الأطفال والنساء والبيوت المدمرة حتى لو شاهدها من شرفة قصره .. على الطرف الآخر شعب قتل الخوف وأراد الحرية ودفع ويدفع ثمنها كل لحظة …. يبكي ويصرخ ويتأوه مثل كل إنسان مفجوع بفقدان أحبته وبيته , لكنه ينهض في اليوم التالي ليشيع أحبته وقد زين جثامينهم بالزهور , ثم يتابع نضاله .. تماما كما كان يفعل أجداده يسلم العلم شهيد إلى مشروع شهيد وتبقى الراية مرفوعة .. راية لايمكن أن يسقطوها بعد أن ذاقوا مرارة الذل والعبودية والخسة والنذالة وبعد أن ذاقوا أيضا طعم الحرية .