تحت عنوان “اليوم التالي” قدمت مجموعة تضم نحو 45 معارضا سوريا في برلين خطة بعد سلسلة لقاءات قاموا بها برعاية المعهد الأميركي للسلام بالتعاون مع المؤسسة الألمانية للعلوم والسياسة لدراسة فترة ما بعد سقوط نظام الأسد.
أشاد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله بالخطة التي أعلنها معارضون سوريون في ألمانيا اليوم الثلاثاء 28 أغسطس/آب حول فترة ما بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد. ووصف الوزير الألماني الخطة التي حملت اسم “اليوم التالي” لرسم معالم المرحلة الانتقالية بعد الأسد بأنها “إشارة مشجعة للغاية”. وقال فيسترفيله إن ما جاء في الخطة يعد “أفكارا مهمة لبداية ديمقراطية جديدة”. في الوقت نفسه دعا فيسترفيله جميع طوائف المعارضة السورية إلى الانضواء تحت سقف الديمقراطية والتعددية الدينية.
وكانت مجموعة المعارضين التي تضم نحو 45 شخصا طرحت اليوم رسميا خطتها بعد مشاورات استمرت على مدار ستة أشهر وشارك فيها ضباط كبار سابقون وخبراء اقتصاد وقانونيون وممثلون عن مختلف أطياف المجتمع السوري.
وتتضمن الخطة سرعة إنشاء جمعية لوضع الدستور بالإضافة إلى إغلاق جميع السجون السرية، كما جاء في الخطة “بدلاً من دولة يحكمها أفراد حكما تعسفيا، يجب أن يصبح في سوريا دولة قانون”.
وبحسب المشاركين في المشروع الذي أطلقه المعهد الأميركي للسلام بالتعاون مع المؤسسة الألمانية للعلوم والسياسة، يتعلق الأمر بـ”إعادة ثقة السوريين بمؤسسات الدولة”. وتطالب مجموعة العمل أيضا بدولة سورية لها “نظام سياسي ديمقراطي” للسماح لاحقا بإجراء “انتخابات حرة وعادلة” تحترم التعددية في وقت لا يزال حزب البعث يسيطر على المشهد السياسي في سوريا.
وكتب معدو المشروع: “نأمل في أن يقترح المشروع قاعدة لمباحثات ينظم حولها نقاش” وأعربوا عن الأمل في “إعطاء دفع لقضية الشعب السوري لتحقيق المستقبل الديمقراطي الذي يناضل من أجله اليوم”.
وكان عمرو العظم المعارض السوري في المنفى طالب المجتمع الدولي في مؤتمر صحفي عقب انتهاء المؤتمر بإمداد المعارضين السوريين بأسلحة ثقيلة وبتدخل عسكري لإنشاء منطقة حظر جوي وقال “نحن في حاجة إلى وسائل لمنع النظام السوري من قتل شعبه”. في المقابل قال فيسترفيله إن التدخل العسكري في سورية أمر “ينطوي على مخاطرة كبيرة لذا فمن المهم أن نتعامل مع مثل هذه المطالب بذكاء وتروي”.
الجيش السوري الحر
وكانت الحكومة الألمانية رفضت انتقادات موجهة لها بسبب انعقاد هذا اللقاء. وفي ردها على سؤال من حزب اليسار المعارض حول هذا الأمر قالت الخارجية الألمانية أمس الاثنين إن الحكومة الألمانية غير مشاركة في هذا اللقاء لا بالتمويل ولا باختيار المشاركين فيه. وانتقد حزب اليسار مشاركة ممثلين عن الجيش السوري الحر في هذا اللقاء إذ أنه ينسب إليه أيضا المسؤولية عن قتل العديد من الأشخاص في سوريا.
وتشهد سوريا حركة احتجاج منذ آذار/ مارس 2011 تحولت إلى نزاع مسلح بين نظام بشار الأسد والمنشقين في الجيش السوري الحر يتركز خصوصا في ريف دمشق وحلب ثاني مدن البلاد. وأدى قمع حركة الاحتجاج إلى مقتل أكثر من 25 ألف شخص بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ع.خ/ س.ك. (د.ب.ا، أ.ف.ب) DW