في جلسة للأمم المتحدة بشأن سوريا “بان” ينتقد قمع النظام السوري لشعبه
انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استمرار النظام السوري في استخدام الطائرات والدبابات والأسلحة الثقيلة في مواجهة شعبه، وخص تحديدا أعمال القتل الجماعية.
وقال في كلمته أمام الجمعية العامة للمنظمة الدولية الثلاثاء في جلسة ناقشت الوضع في سوريا إن الحكومة السورية فشلت في حماية شعبها واحترام حقوق الإنسان، داعيا من وصفهم بطرفي الصراع هناك إلى الحوار والتخلي عن الأنشطة العسكرية.
وأضاف بان أن الصراع في سوريا اتخذ منعطفا وحشيا مع تزويد دول لطرفي الصراع بالأسلحة، مما يزيد المعاناة ويهدد “بعواقب غير مرغوب فيها مع احتدام المعارك واتساعها”.
وتساءل مون في كلمته “كم يجب أن يقتل من الناس قبل أن يقوم الرئيس السوري بشار الأسد ورفاقه بتغيير مسارهم؟ كم من الأطفال سيحضرون تشييع آبائهم وكم من الآباء سينتحبون على قبور أبنائهم قبل اتفاق كل الأطراف على إنهاء العنف والدمار”.
وانتقد استمرار النظام في سوريا باستخدام الطائرات والدبابات والأسلحة الثقيلة في مواجهة شعبه، وتناول تحديدا أعمال القتل الجماعية في مدينة داريا بريف دمشق، قائلا إن ذلك انتهاك لحقوق الإنسان وللقانون الدولي.
وحذر بان من انتقال الصراع إلى دول الجوار بقوله إن “المحركات المعقدة للصراع تبتلع المنطقة برمتها” معتبرا أن الوضع الحالي في سوريا ينهار بشكل مستمر وأن الدمار وصل إلى مستويات كارثية.
الإبراهيمي قال إن مستقبل سوريا يبنيه الشعب السوري (الفرنسية)
ووصف وضع اللاجئين السوريين بأنه كارثي، فهناك حاجات ماسة إلى الإيواء والغذاء والمساعدات الطبية، فعدد النازحين 2.5 مليون سوري بينهم 1.5 مليون داخل سوريا، وأوضح أن عدد اللاجئين المسجلين لدى هيئات الأمم المتحدة يصل إلى 225 ألفا.
مهمة الإبراهيمي
وتطرق بان إلى تعيين الأخضر الإبراهيمي مبعوثا خاصا مشتركا لسوريا، قائلا إن الإبراهيمي سيساعد الأطراف في سوريا على الوصول إلى بديل ديمقراطي تعددي.
وفي كلمته التي تلت كلمة الأمين العام أكد الإبراهيمي أنه سيتوجه إلى مصر لمقابلة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ثم إلى سوريا، مؤكدا أنه هو ونائبه ناصر القدوة لن يألوا جهدا في إحلال السلام في سوريا.
وأضاف الإبراهيمي أن مستقبل سوريا سيبنيه الشعب السوري وليس طرف آخر وكذلك دعم المجتمع الدولي وذلك الدعم سيكون ناجعا فقط إذا قامت كافة الأطراف بصب جهودها في ذلك الاتجاه.
إنجاح المساعي
من جانبه قال ممثل سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري إن بلاده وافقت على تعيين الإبراهيمي ممثلا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة والتعاون معه لإنجاح مساعيه.
وأكد أن استقالة المبعوث السابق كوفي أنان يجب أن لا تكون سببا في العدول عن خطة النقاط الست المعتمدة بقرار مجلس الأمن 2042.
الجعفري قال إن استقالة أنان يجب أن لا تلغي خطة النقاط الست (الفرنسية)
ودعا جميع “الأطراف العربية والإقليمية والدولية التي لها تأثير ونفوذ على الجماعات المسلحة لا سيما تلك الدول التي رفضت استقبال أنان ورفضت التعاون معه” إلى العمل على إنجاح مساعي الإبراهيمي.
ووصف ما تقوم به قوات النظام بأنه حماية للمواطنين السوريين وممتلكاتهم والممتلكات العامة، مضيفا أنه أصبح “واضحا للجميع ممن كانوا يترددون صدق ما دأبت الحكومة السورية على نقله إلى عناية الدول الأعضاء من وجود جماعات مسلحة تغذيها دول عربية”.
وكان ممثل قطر في الأمم المتحدة ناصر عبد العزيز النصر -الذي تترأس بلاده الدورة الحالية- قد ندد “بأعمال العنف والقتل الوحشية” وقال في كلمته الافتتاحية إن الجمعية العامة اختارت عدم البقاء صامتة أمام أعمال القتل والمذابح في سوريا، التي يجب أن تتوقف فورا.
اجتماع للمعارضة
وفي تحرك دولي آخر احتضنت برلين اجتماعا لدبلوماسيين وممثلين عن المعارضة السورية دعا فيه رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا إلى برنامج مساعدة ضخم يعين على إعادة بناء البلاد وتجنيبها الانهيار بعد سقوط نظام الأسد.
ومن جانبه شدد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله على أن يتحقق التعافي الاقتصادي والانتقال السياسي في سوريا بشكل متزامن ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الاقتصادي اللازم لسوريا بعد سقوط النظام الحالي.
كما دعا رئيس الدبلوماسية الألمانية المعارضة السورية إلى التعجيل بتوحيد صفوفها ليقنع الشعب السوري بأن هناك بديلا ذا مصداقية لتولي مهمة حكم البلاد بعد سقوط النظام الحالي.
المصدر:الجزيرة