أحمد سـليمان : ” تركمان ســوريا ” لن يكونوا أجندة خارجية أو سواها
تطالعنا بين الحين والآخر بعض عناوين وتصريحات لا تضع في حساباتها بأنه يوجد من يعارضها ، لا بل هناك ايضاً من عين نفسه متحدثاً أو وكيلاً وربما دعي بمسمى حزبي غير معروف ، أقول ذلك ولتوي قرأت ما لا يتقبله عقل بشري .،
يوجد اشخاص يطلقون على اسمهم تحمعاً أو منظمة أو تياراً ، اي انهم منظمة سياسية ، اللافت بالأمر حين يطلقون مجموعة احزاب تعمل بإسم تجمع واحد – بالطبع كل هذه الأحزاب غير موجودة فعلياً إلا بمخيلة من يخترعها على الشبكات الإجتماعية ، وانصارها ربما يمتلكون مجموعة حسابات بأسماء مزورة بالتالي نكون أمام شخص متفذلك جاهل ينشئ عشرات الأحزاب وينتج مئات المواطنين .،، ربما اغوته فكرة الزعامة بدون النظر الى تبعات القضية كونها قائمة على انقاض شعب يُقتل منه يومياً بالمئات ، أمثال هؤلاء غير عابئين ان الطريق لبناء حزب أو رابطة يجب ان يكلل بمواطنين لا منافقين أو تجار أزمات ومآسٍ .
كوني أحد دعاة حقوق الإنسان وأعمل في سبيل نشر قيم العدالة والديمقراطية والسلم الإجتماعي والأهلي،اليوم ، وجدت نفسي مرغماً للإشارة الى انني من ابناء القومية “التركمانية” لأسباب عدة شرحت بعضها أعلاه وهنا سأشير الى أبرزها : محاولة البعض بزجنا في أنشطة مُلتبسة ( تجعل منا مكون دخيل يتم استخدامنا كورقة خارجية )، انا شخصيا الى جانب كثيرين من ” تركمان ســوريا” نتشارك في الثورة السورية منذ ماقبل انطلاقتها وكان لي دور مهم بمطالبة بشار أسد بالتنحي منذ العام 2006 عبر مانفيستو اســـــتقل راجع هنا
كانت الأنشطة بدون اي تمايز وتحت مسمى ( ســــوريا لكل السوريين ) هذه اخلاقنا وتربيتنا و وطنيتنا … وكوني اعتز بهويتي السورية ، أنقل تصريحاً للسيد فاتح جاموس إذ يحاول من خلال تصريحه توريط ابناء قوميتي ” التركمان ” بدور أكبر منهم وزجهم بمسمى خطير لا أساس له من الصحة ، هنا تصريحه ” “الحكومة التركية بدأت تستغل وجود الأقلية التركمانية في سورية إلى جانب العديد من الجماعات المسلحة في تلكلخ وجبل الزاوية، والجماعات التركمانية في شمال وشمال غرب اللاذقية”. السيد فاتح جاموس هو سجين سياسي سابق ( 17عام ) على ذمة حزب يساري ونحن نقدر نضالات وتضحيات هذا الحزب ولكن اليوم السيد فاتح جاموس بكل اسف يلعب دوراً سياسياً غير مقبول و من المعيب حين يطلق تصريحات لا أساس لها بل انه يشــــوه بشكل متعمد القيم الوطنية والديمقراطية التي يناضل من أجلها ” التركمان ” ويؤسفنا القول إنه يعزز رؤية نطام دموي يقتل شعبنا بكل مكوناته .
اما قبل ، وبالنظر الى تشعب الأزمة السورية في وقت يبدو لنا ان كل العالم متورط بإطالة عمر الأزمة ، وفق اجندات سياسية واقتصادية ، ما جعل الموقف الشعبي متفق على اسقاط كل القيم الزائفة ومكونها الأساس المتمثل بنظام ” أســـــد ” الذي فقد شرعيته القانوية والأخلاقية ،
اننا والحال هذه وفق منعطفات كثيرة اثارت حفيظة السوريين عامة ومنهم ” التركمان” خصوصاً تلك المتمثلة ببروز مواقف بعض السياسيين الذين كنا نعتقد بأنهم من عتاة المعارضة ، وقد شكلوا فيما بعد عبئاً فعلياً على شعبنا السوري وثورته ، فضلاً عن كونهم ساهموا بشكل فظيع بتشـــردم المعارضة وجعلها تمارس خطاب منفرد استغلته الدول الغربية كذريعة سلبية أرخت بضلالها على غياب الحلول الإغاثية وتأجيج الصراع في حلبات ادت الى المساهمة بقتل شعبنا . ،
وهنا لا بد من التأكيد الى اننا كمكون قومي متلاحمون بسوريا ،كذلك نشعر بعمق إن سوريا المستقبل ستكون وطناً نهائياً ، كاملاً غير مُجزأ ، هذه رؤية و حقيقة كل من يعيش ضمن أراضيها ، كما نؤكد إلى انه منذ جلاء فرنسا عن سوريا وما سمي مجازاً بـــــ الإستقلال وبدء الصراع على الحكم في سوريا ما تبين لنا ان الإستقلال الفعلي لم يتحقق بعد، إذ لم يعيش السوريين تجربة الدولة التي تحترم مواطنيها ، وقد وصلت عائلة الأسد الى السلطة ولكن كانت نذير بؤس أخلاقي الى جانب عقل تسلطي اعمى ، مذ حينها عاشت سوريا بكل مكوناتها ما يمكننا تسميته احتلالاً للسلطة واغتصاباً لحقوق مواطنيها .
لا تهمنا اي اجندة سياسية أو حزبية أو دينية مالم تضع بالإعتبار مبدأ “ســـــــــوريا فوق الجميع “، ولن نسمح لأي كان تمرير خطاب يسعى لتحويلنا الى كنتونات اتنية ، ذلك ان ثورتنا ستعري كل الإنتهازيين الذين يتاجرون بدماء شعبنا ، خصوصاً اولئك الذين يتسولون بإسم مآسينا و أوجاعنا، فيما هم يساهمون بتخريب وطننا السوري وقتلنا بمسميات مختلفة .
لهذه الإعتبارات وسواها نؤكد بأن سوريا لن تكون مسرحاً لمن يسعى حرباً بالوكالة ، وكل من يعمل لضخ سموم متطرفه هو بندقية قذرة برسم الإيجار ، بالتالي فهو كمن يفتح باب جحيم يصعب اغلاقه