زملاء
توفيق الحلاق : لاأفهم في السياسة !!! لكني أفهم الشعب السوري ؟
- طيب شعبنا , لطيف كعود الريحان ,ملونُ أخاذُ كالياسمين , كالجوري كالبنفسج . لاأقرض شعرا وإنما أشعر بنبض الشعب الذي رباني قي فضاء جهاته الأربع .. أنا ابن الأكراد والسريان والكلدان والقبيلة والعشيرة, أنا قبلتي في المسجد والكنيسة والصومعة وفي مقامات الأولياء وفي السلمية والسويداء وقلدون وبخعة . ولقد مارست يوما طقوس الصوفيين وحضرت يوما عرسا ويوما مأتما فما فهمت لغة الزافين والحزانى لكنني ضحكت وبكيت معهم . أن تكون سوريا فأنت كريم في فقرك شهم في ضعفك عصي على الذل في حاجتك , حر في سجنك , بطل في الزود عن عرضك وحياضك . البخل عيب , الكذب خيانة , الغش عار , هكذا هو قاموس شعبنا قبل الميلاد وبعده . جميل شعبنا كما شمسه وقمره ونجومه وبحره وأنهاره وجباله وسهوله والبادية . أليست أمنا زنوبيا من أقامت معجزتها الأخلاقية والهندسية والثقافية في البادية ؟ أليست زنوبيا من واجهت روما العملاقة فقزمتها .. أليس السوري من هزم المغول والتتار وسفاح الآستانة وعتاة الفرنجة مرة بعد مرة ؟ شعبنا رقيق مثل شقائق النعمان وهو مثلها تهلكه الأعاصير لكنه يعود للحياة في الربيع . شعبنا مثل كرمة تبدو في الشتاء حطبا لكنها ستحمل مئات العناقيد في الصيف .
- تنحنح الشاب الثلاثيني واعتدل في جلسته احتراما ربما لسني الذي تجاوز الستين وسألني : أستاذ أنا اتصلت بصديقي في حمص وهو شخص صادق مائة بالمائة وأكد لي أن الجيش الحر دخل إلى بعض المنازل وسرق محتوياتها وأن الناس خافوا وابتعدوا !! وتابع الشاب الخجول : هل تنكر أن أوربا وأمريكا واسرائيل يتآمرون على سوريا ؟ كان جوابي سؤالا : هل تصدق إن قلت لك إن صديقك يكذب ؟ أجاب : لا . قلت وأنا أصدقه مثلك ولكن أسألك : إن طرقت باب بيتك هنا في هذا البلد الغريب وواجهتك بمسدس وقدمت نفسي على أنني بوليس ثم سرقتك !! هل ستصدق أنني من الشرطة ؟ أجاب لا . وهل تصدق أن شخصا يضحي بحياته من أجل حرية وكرامة وخلاص شعبه من الفساد والعبودية يتحول إلى لص ؟ تنحنح الشاب ولم يجب !! تابعت : أنا أصدق أن العالم الغربي واسرائيل ومعظم العرب يتآمرون على سوريا فهل تصدق أنت أن روسيا والصين وايران وحزب الله يتآمرون على سوريا أيضا ؟ تنحنح الشاب ولم يجب !! قلت له سأسألك وباختصار : أنت تعيش في هذا البلد منذ سنوات وتشتاق لسوريا حدّ البكاء من الحنين : هل كنت مستعدا قبل الثورة للعودة والعيش في سوريا ؟ وبدون تردد أجاب هذه المرة : لا
- أيها المارقون : تدفعون مليار يورو شهريا لقتل الشعب الذي كان ينتظر سنوات لتزيدوا راتبه بضع مئات من الليرات . أما الصحفيون فكانوا في عهدكم يتضورون فقرا ويعيشون شقاء مرا فيما تدفعون لكلاوي ومئات المرتزقة من الصحفيين مئات آلاف الجنيهات والدولارات .. ومع ذلك تصرون على البقاء ؟ إن رحيلكم هو قرار من الشعب الثائر ولذلك يدفع الثمن دما وجراحا ونزوحا وهو سائر في درب الكفاح حتى برتاح وإلى الأبد من عصابتكم. تابعوا هذه الأخبار المروعة : أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في وقت مضى أن النظام السوري يدفع للحرب ضد شعبه مليار يورو شهريا”.
وفي لندن – – ذكرت صحيفة “ذي تايمز” البريطانية في عددها الصادر اليوم ان جورج غالاواي، عضو البرلمان البريطاني عن حزب “الاحترام” سيحصل على حوالي 80.000 جنيه استرليني سنويا من قناة تلفزونية لبنانية تتهم بأن لها علاقات مع سوريا وإيران.وكان غالاوي بدأ اخيرا في الظهور على قناة “الميادين” الناطقة بالعربية، وذكرت شخصية في القطاع الصناعي أنها “مدعومة من إيران، ومن أحد ابناء أخوال الأسد رئيس سوريا”. ورفضت القناة الإفصاح عن هوية داعميها، ويوجد في إدارة قناة “الميادين” عدة شخصيات لها علاقات مع سوريا. ورئيس قسم الأخبار فيها متزوج من مستشارة سابقة لاتصالات بشار الأسد، كما أن المدير العام كان سابقا مديرا لقناة “المنار” المنتمية لميليشيا “حزب الله” الموالي لسوريا. - قبل أن يستصرخ الثوار الليبيون العرب كان العرب قد اجتمعوا وقرروا التدخل واستجابوا لحلفائهم الغربيين فأصدروا قرارا بشبه اجماع من الجامعة العربية يطالبون فيه مجلس الأمن بالتدخل العسكري . بل وتدخلوا عسكريا , ليبيا بعيدة , وهم يكرهون القذافي وسخيته منهم . بالنسبة لسوريا كان موقفهم سلبيا منذ البداية وحتى الآن ولم ولن تجدي نداءات واستغاثات الثكالى واليتامى والمشردين والجائعين في تحريك ضمائرهم . كراسي عروشهم تساوي 200 مليون شهيد عربي ومسلم !! إن كنت سوريا فأنت حر وهم لايطيقون الأحرار ؟؟ لأن الحرية مرض معد سريع الانتشار ولابد من قتله في أرضه . توقفوا أيها السوريون عن المناشدة . الدين لا يحرك سلاطين المال والعبيد .
- كان أملي كبيرا في إنشاء قناة فضائية سورية تستطيع رصد سوريا الثورة بكل مكوناتها وثوارها وعباقرتها ومبدعيها ..تلقيت وعودا من بعض أغنياء المعارضة لكنهم قالوا ولم يفعلوا ؟ قلت : حسنا لنبدأ بقناة تلفزيونية على الانترنيت تكلف القليل ونتطوع زوجتي وابني وابنتي وأنا للعمل فيها دون مقابل وعرضت المشروع على أكثر من معارض ثري فكان أن أحدهم يريد دراسة دقيقة للمشروع على المدى القريب والبعيد ومايمكن أن يحقق من ربح !! وآخر سمع ووعد ولم يرد !! وثالث تحمس ثم تراجع !! يعرفون جميعهم أني خلفت بيتي في سوريا والذي لاأملك سواه وأنني بلا أي مورد .. وما أنوي فعله هو لخدمة البلد وأهل البلد .. وأعلم أنهم يبذرون بعض مالهم على الرحلات الترفيهية فيما تكلف القناة نفس تكلفة رحلة واحدة ؟؟ لست حزينا بل زادني موقفهم إصرارا على المضي في مشروعي لأنني أعتقد أن الثورة ليست على النظام فحسب وإنما على كل المنفاقين والوصوليين والانتهازيين الذين يحاولون استغلال ثورة الشعب البطل ليجدوا لهم مكانا في الدولة القادمة . سنبدأ بداية متواضعة قريبا جدا ببث برنامجين على القناة واسمها : السالب والموجب .
- توفيق الحلاق : إعلامي سوري مخضرم ، من ابرز برامجه في التلفزيون السوري ” السالب والموجب ” ، وهو حالياً ناشط اعلامي في الثورة السورية ، المحرر