في مواجهة فشل المجتمع الدولي وعجز الحكومات وشلل اي ارادة دولية في القيام بمسؤولياتها الاخلاقية والسياسية تجاه الشعب السوري، وذلك نتيجة تضارب المصالح القومية أو الدولية أو الاثنين، لم يبق امامنا إلا تعبئة الرأي العام العربي والعالمي للضغط على الدول والحكومات وتعرية نظام الارهاب المنظم لسلطة المافيا السورية. وهذا هو المنشود من إعلان يوم 20 من اكتوبر تشرين الأول يوما للتضامن مع الشعب السوري.
السوريون جميعا، اينما وجدوا، بما في ذلك في مخيمات اللجوء، مدعوين للمساهمة بل لأخذ المبادرة في إنجاح هذا اليوم من خلال تنظيم كل انواع المسيرات الشعبية واللقاءات والتجمعات والمهرجانات والعروض بالتعاون مع المنظمات المحلية. والمطلوب أن نعرض للعالم معاناة الشعب السوري الطويلة وكفاحه من أجل استعادة حقوقه وانتزاع حريته المقدسة، وأن نعزل كليا أولئك الذين لا يزالون يشككون بحقيقة ثورة الحرية والكرامة السورية أو مترددين في تقديم الدعم اللازم لها أينما وجدوا.
لا ينبغي أن ننتظر يوم عشرين من الشهر. يجب أن نبدأ منذ الآن. وحبذا لو امكن تشكيل فريق لإحياء هذا اليوم في كل عاصمة وقطر لبلورة برنامج النشاطات والتنسيق مع فرق البلدان الأخرى للاستفادة أيضا من أفكارها. المهم ان نعمل جميعا ليكون هذا اليوم علامة فارقة في كسب الرأي العام لصالح قضية الشعب السوري المكافح، وتكريم أرواح الضحايا والشهداء الذين سقطوا ويسقطون كل يوم، فداء للشعب ودفاعا عن حقوقه وحرياته. وحتى يدرك الجميع مدى تقصير حكومات العالم جميعا في احترام القيم والمباديء السامية للأمم المتحدة التي تؤكد على حماية الشعوب والمدنيين في مواجهة جرائم الابادة والحرب ضد الانسانية. ولا يدافع السوريون عن حقوقهم في كفاحهم البطولي اليوم وإنما أيضا عن هذه القيم والمباديء السامية، أي عن حقوق الشعوب التي تتعرض أو يمكن ان تتعرض لمثل هذه الجرائم في العالم أجمع. يوم التضامن هذا هو مهمة لجميع السوريين المقيمين في الخارج وهو واجب على جميع المنظمات والجمعيات والشخصيات التي تؤمن بقيم الثورة الديمقراطية، الأخلاقية والسياسية والفكرية.
