قيادة الثورة تشترط على النظام إطلاق المعتقلين وفك الحصار وإيقاف الطلعات الجوية والسماح بزيارة السجون
أعلنت القيادة المشتركة للمجالس العسكرية والثورية في سوريا موافقتها على هدنة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي خلال فترة عيد الأضحى، بينما حذرت الأمم المتحدة من “بوسنة جديدة” وحرب طائفية شاملة في البلاد.
فقد أعلنت القيادة المشتركة للمجالس العسكرية والثورية في سوريا موافقتها على هدنة الإبراهيمي، لكنها اشترطت التزام النظام السوري بتنفيذ عدد من النقاط هي: إطلاق سراح المعتقلين خاصة النساء منهم وفك الحصار عن مدينة حمص وعدم استغلال قوات النظام الهدنة لتعزيز مواقعها وإيقاف كافة الطلعات الجوية والسماح بزيارة الموقوفين في السجون.
وقالت القيادة في بيان قرأه العميد مثقال بطيش عضو القيادة المشتركة للمجالس العسكرية والثورية في سوريا، إنه في حال خرق أي بند من بنود الهدنة فإن المجلس أو القيادة المشتركة ستكون في حل من الالتزام بالهدنة.
جاء ذلك بعد الإعلان عن أن الإبراهيمي سيتوجه إلى دمشق ضمن جولة له في المنطقة بشأن مقترحه لوقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى.
زيارة وتأييد
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي إن الإبراهيمي سيلتقي صباح السبت وزير الخارجية السوري وليد المعلم دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وتأتي المحطة السورية للإبراهيمي الموجود في عمّان الخميس، ضمن جولة في المنطقة شملت السعودية وتركيا وإيران والعراق ومصر ولبنان، وتخللها طرحه وقف إطلاق النار في سوريا خلال عيد الأضحى الذي يوافق 26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وكان الإبراهيمي اقترح هدنة خلال عيد الأضحى الحالي لتمهيد الطريق لعملية سياسية، وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحفي في أنقرة إن بلاده تؤيد هذا الاقتراح، مشيرا إلى أنه تحدث مع نظيره الإيراني بشأن المسألة.
وفي السياق ذاته نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن الرئيس محمود أحمدي نجاد قوله إن بلاده تؤيد فكرة وقف إطلاق النار في سوريا أثناء عيد الأضحى، وعبر عن اعتقاده أن إجراء انتخابات حرة هو السبيل الصحيح للمساعدة في حل الأزمة في سوريا والمستمرة منذ 19 شهرا.
وقالت الوكالة إن أحمدي نجاد طرح موضوع وقف إطلاق النار مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ونقلت عن الرئيس الإيراني قوله بعد قمة آسيوية في الكويت “الحرب بالطبع لا يمكن أن تكون حلا مناسبا، وأي جماعة تأتي إلى السلطة من خلال الحرب وتهدف للاستمرار في الحرب ليس لها مستقبل”.
تحذير أممي
في هذه الأثناء قالت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي اليوم إن الوضع في سوريا يعيد إلى الأذهان الحرب الطائفية في البوسنة، ودعت القوى العالمية إلى الاتحاد في محاولة وقف إراقة الدماء.
وقالت للصحفيين في جنيف “يجب أن تكون ذكريات ما حدث في البوسنة والهرسك حية بما يكفي لتحذرنا جميعا من خطر السماح بانزلاق سوريا إلى صراع طائفي شامل”.
وأضافت “يجب ألا يتطلب الأمر شيئا مروعا مثل سربرنيتشا ليهز العالم ويدفعه إلى اتخاذ إجراءات جادة لوقف هذا النوع من الصراع”.
ومذبحة سربرنيتشا التي وقعت في يوليو/تموز من عام 1995 هي أسوأ المذابح في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وكان أفراد هولنديون في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قد انسحبوا من منطقة أعلنتها المنظمة الدولية منطقة آمنة فتقدمت قوات صرب البوسنة وقتلت ثمانية آلاف رجل وصبي مسلم واستخدمت جرافات لوضع جثثهم في حفر.
وقالت بيلاي -وهي قاضية سابقة في جرائم الحرب في الأمم المتحدة- إن طرفي الصراع في سوريا يمكن أن يكونا قد ارتكبا جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية.
وأضافت “استخدام القوات الحكومية للأسلحة الثقيلة دون تفرقة لتدمير قطاعات كبيرة من المدن مثل حمص وحلب لا يوجد ما يبرره، وكذلك استخدام جماعات المعارضة المتطرفة للقنابل الضخمة التي تقتل وتشوه المدنيين والأهداف العسكرية”.
من جهته قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أغلو إن على الجميع مسؤولية وقف ما دعاها بالمجزرة في سوريا، معربا عن أمله في ألا تتأخر الأمم المتحدة في ذلك كما حدث في البوسنة والهرسك.
وقال أوغلو في مؤتمر بإسطنبول بعنوان “من حروب البلقان إلى سلامها” بمناسبة الذكرى المئوية لحروب البلقان “في هذه المرحلة تقع علينا جميعا مسؤولية أن نفعل كل ما بوسعنا لوقف هذه المجزرة نهائيا”.
وأضاف أن “العبء الأكبر من المسؤولية يقع على عاتق الأمم المتحدة. نأمل أن لا تتأخر الأمم المتحدة في الفعل مثلما فعلت في البوسنة والهرسك”.
المصدر:الجزيرة + وكالات