زملاءس. ن : شاهد عيان

عذرا لبنان .. نحن في وطن يتقاسم إدارته مليشيا وجيش لصوص

مع بدء كلّ انتخابات نيابية لبنانية جديدة تزداد المزايدات حول البرامج,والتعهدات التي يطلقها هؤلاء المرشحون للدخول إلى المجلس النيابي,ومع العلم لا يخفى على الشعب اللبناني بأن كلّ البرامج الإصلاحية التي يطلقها هؤلاء المرشحون ما هي سوى ذر الرماد في أعين الناخبين فقط وصولا للسلطة,ومن بعدها تكرّ السبحة من سرقات لا يشهد لها التاريخ من مثيل في البلاد.في هذا السياق نستعرض أهمّ ما يطرحه تياران منافسان للوصول إلى السلطة تحت تسميات هشّة ,و كلاهما وجهان لعملة واحدة تلعب دور الوصاية على لبنان….


فضّل حزب الله التابع للنظام الإيراني منذ بدء الإنتخابات عدم الرد على مواقف رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري,والذي بدوره يعتبر الحزب خصمه الأول,ويطالب مؤيديه في تيار المستقبل بعدم الإقتراع للوائح المنافسة له,محذراً بأن كلّ ما يفعل خلاف ذلك يشكّل طعنة حاسمة في قلب تيار المستقبل,وبل يشلّ العبور والوصول إلى الدولة ومؤسساتها,ويبقيها تحت رحمة السلاح الغير شرعي…في حين يرى مسؤول كبير في حزب الله كان من الأجدى للحريري أن يتبع في نظرته المستقبلية للنهوض بالبلاد على كافة الاصعدة من حياتية,ومعيشية,مالية واجتماعية ومالية عنواناً لمعركته الإنتخابية ، بل يجب عليه أن يعلم جمهوره واللبنانيين كافة عن كيفية القضاء على الفساد, والحد من البطالة على سبيل المثال. لا اللجوء إلى استهداف حزب الله التي أصبحت مستهجنة,ومملة إلى أبعد حدود. الكلام للمسؤول في الحزب الإيراني إلى دليل إفلاس تيار المستقبل بمحاولة منه لإتباع سياسة التعمية باللجوء إلى رفع الصوت ضدنا,ويذكر ذات المسؤول دوماً بأنه لولا الحزب لما كرّس رئيساً للحكومة بعد انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية,وخلفاً للرئيس تمام سلام,هذا ما يدركه تماما من شارك في التسوية,وهو يهاجمنا اليوم,وهو الذي سعى دوما إلى ودنا,وبل يتابع طعننا بالظهر كعادته التي اكتسبها من والده رفيق الحريري…يستدلّ من هذه الرواية التي وقعت وقائعها قبيل انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية اللبنانية.

أن الحريري وفريقه كانا يدركان جيدا بأن مجيء الأول لرئاسة الحكومة في مستهل العهد الجديد لم يكن ليحدث لو لم يحظَ على موافقة حزب الله…و هذا ما اكده الأمين العام لحزب الله نصر الله في خطاب متلفز أن مسألة تولّي الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة قابلة للنقاش,وهذا نصح مصدر مسؤول كبير في حزب الله الرئيس الحريري بأن يعمل بنصيحة السيد نصر الله التي جاءت في سياق رده على كلامه في ذكرى استشهاد والده عن رفض تيار المستقبل التحالف مع حزب الله واستغرابه هذا الطرح(والكلام لنصرالله: ما حدا طالب التحالف معكم متمنيا على صاحب هذا الطرح,وتياره بأن يهدوأ اعصابهم,و يتجنبوا الإنفعال) .
فالوعود الواهية,و الشعارات البالية التي يرفعها الحريري خلال إطلاق لائحة(بيروت الثانية) يلعب فيها على حبال المذهبية,وهذا حين ألقى كلمته في الإحتفال الذي أقيم في (بيت الوسط)للإعلان عن أعضاء لائحة تيار المستقبل للإنتخابات النيابية عن دائرة بيروت الثانية,حيث أعتبر أن المواجهة هي بين لائحة(تيار المستقبل)اللائحة الزرقاء,و بين لائحة حزب الله الإيراني مشيراً إلى أن أي صوت يبقى في منزله في السادس من أيار هو صوت يكتسبه حزب الله,وبل يحاول الحريري جاهدا بأن يظهره أن المعركة محصورة بينه وبين حزب الله الشيعي,و كأن ليس في الميدان الانتخابي بيروتيين مرشحين للإنتخابات اثبتوا وهم خارج الحكومة ولاءهم التام لبيروت وأهلها مما قدموا من خدمات على مدى سنوات طوال,فكيف لو سنحت لهم الفرصة الدخول إلى المجلس النيابي!

جلّ مل يفعله الحريري إظهار عدائه لحزب الله تلبية لأوامر يتلقاها من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان,وبل يتناسى ما صرّح به لمجلة(باري ماتش) قبل أشهر قليلة حين دافع عن سلاح حزب الله بالقول:علينا أن نميّز في لبنان أن لحزب الله دور أساسي سياسي صحيح لديه أسلحة,ولكنه لا يستخدمها على الأراضي اللبنانية ضارباَ بعرض الحائط بدماء شهداء أهل بيروت التي لا يزال عبقها يفوح حتى الساعة منذ السابع من آيار 2006,ولم يقم اعتبارا لأهالي العاصمة الذين عاشوا الرعب بسبب هذا السلاح….

السؤال يكمن هنا لماذا يتذكّر الحريري اليوم بأنه يجب على اللبنانيين البيروتيين التصويت لحملية قرار بيروت من الإستيلاء عليه من قبل حزب الله الإيراني,بعدما خسرت بيروت قرارها بسبب سياسة الرضوخ التي اتبعها تبعا للاوامر السعودية التي تملي عليه ما يجب القيام به.عن أي قرار يتحدّث الحريري, وهل باستطاعة البيروتيين فعلا أن يحددوا مصيرهم منذ أن اعتلى,ومن معه كرسي الحكم.

استراتيجية الحريري السياسية كما يقول تستند على ثلاث نقاط:ضمان الشيخوخة,والأمان,والإستقرار,تحريك الإقتصاد لإيجاد فرص العمل للشباب,ومواجهة تداعيات النزوح السوري…فعن أي أمن تتحدث يا سعد الحريري في ظل فوضى السلاح الذي ينتشر في لبنان؟ و ماذا عن جرائم القتل بالجملة التي حصدت منذ عام 2017 ؟ سجلت تقارير القوى الأمنية 124 ضحية لليوم ،ماذا أيضا عن السرقات و حالات الإغتصاب,وعمليات النصب والاحتيال التي نسمع عنها بشكل يومي ؟ .

لنسأل أنفسنا من من البيروتيين فعلا يشعر بالأمان والاستقرار سواء على الصعيد النفسي أو الإجتماعي,أو الأمني حتى.اليوم بالذات يتذكّر الحريري الأن العاطلين عن العمل من الشباب اللبناني,والذين يحاربون بشراسة للحصول على فرصة تمكنهم من الخروج من حالة اليأس التي أصابتهم بسبب تقاعسه. فبعد أن ارتفعت نسبة البطالة في لبنان إلى 60 في المائة واقتصرت الوظائف على من لديهم وساطة,فجاة استيقظ الحريري على وضع الناخبين كيف لا وهو اليوم بحاجة لأصواتهم!ألم يخجل الحريري من إطلاق اسم(المستقبل لبروت)على لائحته واعداً أهلها بالازدهار الاقتصادي…هل بإمكان الحريري أن يعلمنا كم عدد المؤتمرات الدولية التي عقدها لدعم لبنان,و كم من ملايين الدولارات حصل عليها ومن معه؟و ماذا وصل منها إلى أهالي بيروت؟ من أخبره هذا أن البيروتيين يعولون على جمع المال من المؤتمرات ,وبل أنهم يعلمون سلفا أنها ستذهب إلى جيوب المسؤولين…

يبدو غاب عن بال الحريري (الإبن) اللعب على وجدان أهل بيروت,و ما يعنيه لهم الشهيد رفيق الحريري,وبل بوقاحة كل المرشحين من خارج لائحته مزايدين طالبا تسمية شخصا واحدا عمّر طريقاً,أو افتتح طريقا,أو بنى مدرسة,
أو افتتح مستشفى غير رفيق الحريري,فمن قال لسعد الحريري أن أهل بيروت ينكرون انجازات أبيه,ومع أن أبيه استفاد ماديا أيضا من تلك المشاريع كافة…

السؤال يبقى هنا ماذا قدّمت أنت يا سعد الحريري إلى بيروت منذ العام 2005 إلى الآن,وكيف للمرشحين من خارج لائحته أن يكونوا مزايدين,وهم لم يكونوا يوما في السلطة!
وكما أن التقديمات والإنجازات لبيروت ليست منّية منه,ولا من أحد بل هي واجب و مسؤولية من في الحكم…بكل بساطة لائحة الحريري تابعة للسعودية,ولائحة حزب الله تابعة لإيران…

في النهاية لم يعد يخفى على البيروتيين حقيقة من حكموا باسمهم طوال هذه السنين هم مجرد سارقين و مختلسين…
ما نحتاجه اليوم ثورة حقيقية جارفة كتسونامي تجتاح عقول هؤلاء المرشحين المنافقين السارقين لأحلام الشعب.بئس وطن نعيش فيه في ظل ساسة دهاة يخزنون أموالهم من سرقات تحدث تحت شعارات التنمية والإعمار بدءا من الرأس في السلطة,إلى أدنى مسؤول نائب مشبوه وسارق بامتياز لحلم موعود لن يحدث يوما في لبنان…
عن أيّ تغيير يتكلّم هؤلاء,وعن أي أمل لايجاد وطن مفعم بالأمل.حضرتكم يا سادة إذا جاز تسميتكم بالسادة أنتم اللصوص وقاطعي الطرق,وسارقو أموال الشعب اللبناني…حقا ما نحتاجه في القريب العاجل ثورة تحرق هذا الجسد السياسي الهرم,أو بالأحرى أفضل أن نحتاج لوصاية علينا من دولة أخرى لتحكمنا,وهذا ما يحدث بالفعل تماما, فحزب الله هو الحاكم بأمره في لبنان,وهو التابع للنظام الإيراني ,ومن جانب آخر نحن تحت وصاية المملكة العربية السعودية,وممثلها الشرعي في لبنان سعد الحريري…
أهلا بكم في لبنان الخاضع لوصاية هشة تجتاحه من كل ميل وصوب…
س.ن
شاهد عيان

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق