تحذيرغربي للطغمة الإرهابية في سوريا
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن إن أي استخدام للأسلحة الكيماوية من جانب الحكومة السورية سيقابل برد فعل دولي فوري.
وقال راسموسن أيضا في تصريح للصحفيين اليوم إن الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيماوية سيكون غير مقبول تماما بالنسبة للمجتمع الدولي أجمع.
على خط مواز حذرت الولايات المتحدة وأوروبا النظام السوري من عواقب استخدام الأسلحة الكيماوية، وذلك في وقت قال فيه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن الانتقال السياسي للسلطة في سوريا أصبح أكثر حتمية.
جاء ذلك بعد تحذير هو الأقوى من نوعه حتى الآن صدر عن الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي قال إن استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية ضد شعبه يشكل “خطأ جسيما” ستكون له “عواقب”.
وصرح أوباما في واشنطن أمس الاثنين أمام تجمع لخبراء في الانتشار النووي “اليوم أود أن أقول بكل وضوح للأسد والذين يطيعون أوامره إن العالم أجمع يراقبكم. إن اللجوء إلى أسلحة كيماوية غير مقبول وسيكون غير مقبول بتاتا”.
وأضاف أوباما “إذا ارتكبتم الخطأ الجسيم باستخدام هذه الأسلحة، فستكون هناك عواقب وستحاسبون عليها. لا يمكننا أن نسمح بأن يغرق القرن الحادي والعشرون في السواد بسبب أسوأ أسلحة القرن”.
وقال أيضا “سنواصل دعم التطلعات المشروعة للسوريين وسنتعاون مع المعارضة وسنقدم لها المساعدة الإنسانية وسنعمل على عملية انتقالية نحو سوريا محررة من نظام الأسد”.
بدورها, نفت الحكومة السورية عزمها استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبها, وذلك ردا على التحذيرات الأميركية ومواقف حلف الناتو من عواقب ذلك.
وقال التلفزيون الرسمي السوري ووزارة الخارجية إن سوريا أكدت مرارا للأميركيين وللروس وللأمانة العامة للأمم المتحدة أنها “لن تستخدم الأسلحة الكيماوية -إن وجدت- تحت أي ظرف كان”.
وكانت تقارير إعلامية أميركية قد نقلت عن مسؤولين أوروبيين وأميركيين قولهم إنه تم نقل الأسلحة الكيماوية السورية، وإنه ربما يتم إعدادها للاستخدام ردا على المكاسب الكبيرة التي حققها المعارضون المسلحون في القتال للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
يأتي ذلك وسط مؤشرات على تضعضع وضع النظام السوري، دفع الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين إلى تقليص عمل بعثته في دمشق إلى أقل مستوى بسبب تدهور الوضع الأمني هناك، حسب ما قالته الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية كاترين أشتون.
كما علقت الأمم المتحدة عملياتها في سوريا بسبب ما سمته “تنامي الخطر” فيها، وقال المتحدث باسمها مارتن نيسركي إن المنظمة الدولية علقت الاثنين عملياتها في سوريا إلى إشعار آخر، وبدأت سحب موظفيها غير الضروريين بسبب التصاعد المتزايد للخطر هناك.
المقدسي بلندن
من ناحية ثانية، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن المتحدث باسم الخارجية السورية المنشق عن النظام الدكتور جهاد المقدسي وصل إلى لندن أمس.
وكان المرصد قال أمس إن المقدسي قدم استقالته من منصبه وغادر إلى لندن عبر مطار بيروت بعد تعرضه لضغوط من قبل بعض المحيطين بالرئيس بشار الأسد.
وكانت وسائل إعلام لبنانية قد أفادت في وقت سابق الاثنين بأن المقدسي أقيل من منصبه وسافر إلى لندن عبر مطار بيروت.
ونقل تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني -أحد أبرز حلفاء النظام السوري- في شريط عاجل عن مصادر سورية، تأكيدها “إعفاء” المقدسي من منصبه “لارتجاله مواقف خارج النص الرسمي السوري”.
تصريحات الفيصل
وفي هذا السياق أيضا، قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في مؤتمر صحفي عقده في الرياض اليوم الثلاثاء “إن الوضع في سوريا يبقى وللأسف الشديد يزداد تدهوراً سواء لجهة ازدياد حجم الضحايا والمهجرين، أو لجهة التدمير الشديد الذي تشهده المدن السورية تحت قصف الآلة العسكرية العمياء للنظام التي لا تبقي ولا تذر”.
وأضاف أن “هذا الأمر الذي يجعل من عملية الانتقال السياسي للسلطة أكثر حتمية وضرورة للحفاظ على سوريا أرضاً وشعباً”.
وقال إن “المملكة سوف تشارك في مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر عقده في مراكش الأسبوع المقبل”، وذلك في ظل حرصها على الدفع بالجهود الدولية في هذا الاتجاه.
وأكد سعود الفيصل أن “تغير موقف روسيا إزاء سوريا سيفتح الطريق لحل الأزمة السورية”.
أما بالنسبة لإيران، فقال الفيصل “لا أعتقد أنها تشكل جزءا من الحل في سوريا، لكننا نأمل أن تكون جزءا من الحل كونها دولة كبيرة ومهمة وموقفها له تأثير”.