زملاء
صالح القلاب : ثمن التلكُّؤ والمماطلة ..!
تأخَّرت كثيراً هذه الخطوة الأخيرة التي اتُّخذت في مراكش في المغرب، وكان ثمن هذا التأخُّر كل هذه الأرواح التي أُزهقت في سورية وكل هذه المذابح التي ارتكبها نظام استبدادي ودموي أثبت أنه أسوأ الأنظمة التي عرفها التاريخ، وحقيقة أن تلكُّؤ الولايات المتحدة، بحجة معركة الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ومعها بعض دول الغرب وبعض الدول العربية هو الذي أعطى بشار الأسد الفرصة لينفِّذ كل هذه الجرائم ضد شعبه.
ولعل ما بات معروفاً وواضحاً أنه لو لم يكن هناك مثل هذا التلكُّؤ لما تمادت روسيا في مواقفها المخزية المتعنّتة، ولما استمرت في تدخلها السافر في الشؤون السورية الداخلية، ولما شاركت إلى جانب بشار الأسد في حربه ضد الشعب السوري، بقوى مقاتلة وبمستشارين عسكريين، ولما شاركت بل لما بقيت تقود معركته السياسية منذ البدايات حتى الآن.
لقد شجَّع هذا التلكُّؤ إيران على التمادي في حربها على الشعب السوري إلى حدِّ أنَّ الجنرالات الإيرانيين باتوا هُم الذين يحتلون غرف العمليات العسكرية في دمشق، ولقد شجع هذا التلكُّؤ دولاً عربية وغربية وشرقية على أنْ تنأى بأنفسها عما بقي يجري في دولة، لها كل هذه المكانة ولها كل هذا التأثير في الشرق الأوسط وفي هذه المنطقة وفي العالم كله، وأن تختار هذه الدول الوقوف على رصيف الانتظار وتُفضِّل الرَّمادية السياسية، وهذا كله قد شجَّع بشار الأسد على التمادي في جرائمه، وهذا كله أيضاً قد كلَّف الشعب السوري كل هذه الخسائر البشرية، وألحق كل هذا الدمار الزلزالي بالمدن والقرى السورية الواقعة خارج دائرة “المحمية الطائفية” المعروفة.
والآن ومع أن مؤتمر مراكش الأخير قد أعطى المعارضة السورية دفعة معنوية ومادية أيضاً هامة جداً، فإن الخوف كل الخوف أن يتحول هذا الإنجاز إلى مجرد قفزة في الهواء، وأن ينتهي هذا المؤتمر إلى ما انتهت إليه أربعة مؤتمرات سابقة، فهناك مواقف لاتزال غير حاسمة ولاتزال غير واضحة، من بينها موقف الولايات المتحدة ومواقف بعض الدول الأوروبية وبعض الدول العربية، وهذا كله سيزيد صَلَف إيران وروسيا صلفاً، وسيعطي هذا النظام الذي غدا “انتحارياً” المزيد من الوقت ليرتكب المزيد من المذابح والجرائم وليدمِّر ما لم يُدمَّر من المدن والقرى السورية.
بعد هذه الخطوة الهامة جداً وبعد اعتراف كل هذا العدد من دول العالم بالمعارضة السورية، ممثلة بهذا “الائتلاف، ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب السوري، فإن الخطوة السريعة التي يجب أنْ تُتَّخذ وبدون أي تردد هي تسليح الأجنحة العسكرية لهذه المعارضة بالأسلحة التي تحتاج إليها لتحييد طيران بشار الأسد الحربي ولمواجهة صواريخه ودباباته وأسلحته الثقيلة ولتقريب لحظة الانتصار. أمَّا أن يبقى الكلام حول هذه المسألة ضبابياً وغير واضح ويوضع أمامه العديد من إشارات الاستفهام، فإن هذا سيؤخر لحظة الحسم، وإن هذا سيشجع روسيا وسيشجع إيران على مواصلة خوض هذه الحرب القذرة إلى جانب نظام قاتل من المفترض أنَّ نهايته غدت قريبة.
والآن ومع أن مؤتمر مراكش الأخير قد أعطى المعارضة السورية دفعة معنوية ومادية أيضاً هامة جداً، فإن الخوف كل الخوف أن يتحول هذا الإنجاز إلى مجرد قفزة في الهواء، وأن ينتهي هذا المؤتمر إلى ما انتهت إليه أربعة مؤتمرات سابقة، فهناك مواقف لاتزال غير حاسمة ولاتزال غير واضحة، من بينها موقف الولايات المتحدة ومواقف بعض الدول الأوروبية وبعض الدول العربية، وهذا كله سيزيد صَلَف إيران وروسيا صلفاً، وسيعطي هذا النظام الذي غدا “انتحارياً” المزيد من الوقت ليرتكب المزيد من المذابح والجرائم وليدمِّر ما لم يُدمَّر من المدن والقرى السورية.
بعد هذه الخطوة الهامة جداً وبعد اعتراف كل هذا العدد من دول العالم بالمعارضة السورية، ممثلة بهذا “الائتلاف، ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب السوري، فإن الخطوة السريعة التي يجب أنْ تُتَّخذ وبدون أي تردد هي تسليح الأجنحة العسكرية لهذه المعارضة بالأسلحة التي تحتاج إليها لتحييد طيران بشار الأسد الحربي ولمواجهة صواريخه ودباباته وأسلحته الثقيلة ولتقريب لحظة الانتصار. أمَّا أن يبقى الكلام حول هذه المسألة ضبابياً وغير واضح ويوضع أمامه العديد من إشارات الاستفهام، فإن هذا سيؤخر لحظة الحسم، وإن هذا سيشجع روسيا وسيشجع إيران على مواصلة خوض هذه الحرب القذرة إلى جانب نظام قاتل من المفترض أنَّ نهايته غدت قريبة.
صحيفة الجريدة الأردنية …