دعم أوروبي وأميركي لمعارضة سوريا
تعهد الاتحاد الأوروبي بتزويد المعارضة السورية بعربات مدرعة ومعدات عسكرية غير قتالية وتقديم مساعدة فنية لها، على أن توجه لحماية المدنيين، وذلك عقب انتهاء مؤتمر أصدقاء سوريا في روما الذي تمخض عن اتفاق المشاركين على تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه عبر “تجهيزات غير مميتة”، دون أن يلبوا طموح المعارضة في التسليح.
ومع انتهاء أعمال المؤتمر، قال الاتحاد الأوروبي إنه عدّل حظر توريد السلاح إلى سوريا ليسمح بتوريد عربات مدرعة ومعدات عسكرية غير فتاكة، وتقديم مساعدة فنية للمعارضة السورية، على أن توجه لحماية المدنيين.
ويمد هذا الإجراء عقوبات الاتحاد على سوريا حتى أول يونيو/حزيران المقبل، بينما يستجيب لضغط من بريطانيا وأطراف أخرى لتخفيف الحظر على توريد الأسلحة لمساعدة المعارضة.
وفي وقت سابق الخميس، طالبت الدول المشاركة -في البيان الختامي للمؤتمر- بالتوقف فورا عن إمداد حكومة الرئيس بشار الأسد بالسلاح، ودعت النظام السوري إلى التوقف أيضا عن القصف “العشوائي” لمناطق مأهولة بالسكان.
مطالب المعارضة
وكان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية معاذ الخطيب قد طالب الدول المشاركة بإلزام نظام الأسد بإيجاد ممرات آمنة لإغاثة المدنيين تحت البند السابع لميثاق الأمم المتحدة، والتركيز على أهمية وحدة سوريا، وحظر تصدير السلاح النوعي للنظام، طالما أن ثمة إصرارا دوليا على عدم تسليح المعارضة، حسب تعبيره.
وأشار إلى أن الدعوة إلى التفاوض مع النظام يجب أن تكون ضمن محددات أعلنها الائتلاف في وقت سابق، وتتمثل في رحيل النظام وتفكيك الأجهزة الأمنية.
ومن جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في المؤتمر إن بلاده ستخصص مساعدات لا تشمل أسلحة قاتلة بقيمة 60 مليون دولار للمعارضة السورية.
وقال كيري -في مؤتمر صحفي بعد لقاء مع مسؤولين أجانب ومع المعارضة السورية بروما- إن “الولايات المتحدة ستقدم 60 مليون دولار بشكل مساعدة لا تشمل أسلحة قاتلة، من أجل دعم جهود ائتلاف المعارضة السورية في الأشهر المقبلة”.
وأضاف “ستكون هناك مساعدة مباشرة لعناصر الجيش السوري الحر في شكل مساعدات طبية وغذائية”.
ويبدو أن المساعدات لم تحظ بالرضا التام من ائتلاف المعارضة الذي يتخذ من القاهرة مقرا له، ويجد صعوبة في اكتساب زخم داخل سوريا، خاصة بين مختلف مقاتلي المعارضة.
وقال الخطيب -أثناء ظهوره مع كيري ووزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي- إن الكثيرين يركزون على طول لحى مقاتلي المعارضة أكثر من الدماء التي تسيل من الأطفال.
الدور الروسي
وفي موسكو، عُقد لقاء الخميس بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، لكنه لم ينجح في تذليل التباينات بين البلدين بشأن الملف السوري.
وأكد بوتين -في مؤتمر صحفي مشترك مع هولاند إثر اللقاء- أنه من المستحيل التوصل إلى تسوية للأزمة السورية بدون روسيا.
ومن ناحيته، قال الرئيس الفرنسي “حققنا تقدما..، لدينا الهدف نفسه حتى وإن كنا نختلف بشأن وسيلة الوصول إليه”.
وأوضح هولاند أن هذا الهدف المشترك هو “تفادي تفكك هذا البلد، وعدم ترك الإرهابيين يستفيدون من حالة الفوضى هذه”، وقال “لم يعد هناك وقت نضيعه”، إلا أن طرق وسبل التوصل إلى ذلك تبقى غير واضحة.
واعتبر الرئيس الفرنسي أن إجراء حوار سياسي أكثر انفتاحا بشأن سوريا هو السبيل الوحيد للخروج من الجمود حول الأزمة، وشدد على أن هناك حاجة لشركاء جدد لإجراء محادثات تستهدف إنهاء هذه الأزمة. ووعد بوتين بدراسة الاقتراح.
تصريحات الإبراهيمي
في هذه الأثناء، قال المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إن “الدائرة المحيطة بالرئيس السوري توحي له بأن بلاده ضحية لمؤامرة كونية يقودها إرهابيون”.
وأكد الإبراهيمي -خلال زيارة لمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة- أن الأمل في حل الأزمة السورية موجود إلى حد كبير لدى روسيا والولايات المتحدة، وقال إنه إذا اتفقت موسكو وواشنطن اتفاقا حقيقيا فسوف يسهل الوصول إلى قرار دولي، ولفت إلى أن لقاءت سابقة بين وزيريْ خارجية الدولتين ومساعديهما كانت “مخيبة للآمال”.
المصدر:الجزيرة + وكالات