كيري: لن نمنع تسليح ثوار سوريا
أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الاثنين أن بلاده لن تقف أمام الدول الراغبة بتسليح الثوار في سوريا، ويتزامن ذلك مع مساع بريطانية وفرنسية لتسليح المعارضة السورية التي أعربت عن استعدادها لضمان ضبط حركة السلاح، في حين أعلن حلف شمال الأطلسي رغبته في النأي بنفسه عن الصراع بسوريا.
وقال كيري في تصريح للصحافة “الرئيس باراك أوباما قال بوضوح إن الولايات المتحدة لن تقف في وجه الدول التي اتخذت قرار تسليم السلاح (إلى المعارضة السورية) سواء كانت فرنسا أو بريطانيا أو غيرهما” من الدول.
يشار إلى أن هاتين الدولتين الأوروبيتين تطالبان برفع الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على شحنات الأسلحة إلى سوريا لكي يتسنى لهما تزويد المقاتلين المعارضين في سوريا بالسلاح.
وأكد الوزير الأميركي أن أوباما يجري تقييما لكل الخيارات الإضافية المتوفرة لبلوغ هذا الهدف، مشيرا إلى أن نظام الرئيس بشار الأسد يتلقى مساعدات من الإيرانيين وحزب الله وروسيا.
وحذر من أنه كلما طال أمد الصراع في سوريا، زاد خطر تدمير المؤسسات، ووصول الأسلحة الكيميائية إلى من وصفهم بالمتطرفين في الدول العربية.
غير أنه أشار إلى أن بلاده ترغب في أن يبقى الباب مفتوحا أمام الحل السياسي، ولكنها لن تقف في طريق الدول الأخرى التي اتخذت قرارها بتزويد المعارضة بالسلاح.
ويقول مراسل الجزيرة في واشنطن محمد العلمي إن الموقف الأميركي من تسليح الثوار ليس أمرا جديدا، ولكن الحديث عنه بشكل علني ربما يأتي بسبب ضغوط حلفائها من أوروبيين وعرب.
مساعدات غير قاتلة
يشار إلى أن واشنطن خففت العام الماضي من الموقف الذي كانت تتمسك به، وهو أن وصول المزيد من الأسلحة إلى سوريا سيجعل تحقيق السلام أكثر صعوبة، فتعهدت بتقديم مساعدات غير قاتلة.
كما أن الدعم الأميركي للمشاركة في هذا الصراع تنامى بشكل كبير في الكونغرس، حيث تقدم الديمقراطي إليوت إنغيل بلجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس النواب بمشروع لتدريب وتسليح المعارضة السورية.
وقال إنغيل في مشروع القرار الأسبوع الماضي “لقد حان الوقت لتطوير نهج شامل لوقف المذبحة” في سوريا.
أما حلف شمال الأطلسي (ناتو) فقد أكد عدم تدخله في الجدال القائم داخل الاتحاد الأوروبي بشأن تسليح المعارضة السورية، وكرر رغبته في البقاء خارج النزاع السوري.
وجدد الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن في مؤتمر صحفي عقده في بروكسل أمس الاثنين، موقف الحلف من الصراع قائلا إنه “لا ينوي بأي شكل من الأشكال” التدخل في سوريا كما حصل في ليبيا عام 2011.
وأضاف راسموسن أن مهمة الحلف الأطلسي ضمان حماية الدول الأعضاء، في إشارة إلى نشر صواريخ باتريوت في الأراضي التركية لحمايتها من أي هجوم سوري.
وتتزامن هذه التصريحات مع مطالبة رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر سليم إدريس الدول التي وعدت بتسليح المعارضة بأن تفي بوعدها، وأن تترجم أقوالها إلى أفعال، حسب تعبيره.
وأبدى إدريس استعداد المعارضة لتقديم ضمانات حول “ضبط حركة السلاح وعدم وقوعه بأيد غير مسؤولة”.
المصدر:الجزيرة + وكالات