الجمعية العامة تصوت على قرار بشأن سوريا
تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ67 اليوم في نيويورك على مشروع قرار بشأن الوضع في سوريا في ظل عجز مجلس الأمن الدولي عن اتخاذ قرار لإنهاء الأزمة. يأتي ذلك في ظل استمرار التحركات الدبلوماسية بحثا عن حل، ومن بينها لقاء بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف.
ويدين مشروع القرار المطروح على الجمعية العامة تصاعد أعمال العنف والقتل في سوريا، واستمرار السلطات في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
ويرحب مشروع القرار بتشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بوصفه “محاورا فعالا مطلوبا في عملية التحول السياسي”.
ويعرب مشروع القرار عن القلق البالغ إزاء انتهاكات جسيمة بحق الأطفال والنساء والتعذيب والعنف الجنسي ضمن عمليات قوات النظام. كما يطالب النظام السوري بالتقيد التام بالقانون الدولي فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية.
ويدعو مشروع القرار أيضا مجلس الأمن الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته الدولية واتخاذ التدابير المناسبة لمعالجة الوضع في سوريا.
وترفض روسيا مشروع القرار الذي صاغته بلدان عربية وتم توزيعه بين الدول الأعضاء بالأمم المتحدة وعددها 193 دولة.
ويتوقع دبلوماسيون غربيون أن يفوز المشروع بتأييد نفس العدد من الأصوات التي نالها القرار الذي صدر العام الماضي وأيده 133 عضوا، ولا تملك أي دولة حق النقض “فيتو” في الجمعية العامة.
لقاء روسي أميركي
وعلى صعيد التحركات السياسية، بحث وزير الخارجية الأميركية جون كيري في وقت متأخر من نهار أمس مع نظيره الروسي الوضع في سوريا وخطط عقد مؤتمر سلام دولي حول سوريا كانا قد أعلنا عنه خلال لقاء بينهما بموسكو في السابع من الشهر الجاري.
ووفق ما صرح مسؤول رفيع بالخارجية الأميركية، فقد أحاط كيري لافروف علما بنتائج محادثاته مع المعارضة السورية ومسؤولين من بلدان معنية بالمحادثات وخططه للمشاركة في اجتماع يعقد بالأردن الأسبوع المقبل قبل المؤتمر الدولي.
وقال كيري على هامش زيارته للسويد لحضور اجتماع لمجلس القطب الشمالي بهذا الشأن “تحدثت مع كل وزراء الخارجية تقريبا في المجموعة الأساسية التي ستلتقي الأسبوع القادم لوضع خطط هذا التفاوض وأعضاء المعارضة على اتصال”.
جاء ذلك بعد أن أعلن الوزيرالأميركي أمس أن تحديد الموعد الدقيق للمؤتمر يرجع للأمم المتحدة، لكنه توقع عقده أوائل يونيو/ حزيران.
من جهة أخرى، دعا كيري -في تصريح للصحفيين أمس بالعاصمة السويدية ستوكهولم- الرئيس السوري بشار الأسد إلى عدم تفويت فرصة الجلوس إلى طاولة مفاوضات مع المعارضة، وقال كيري إن الأسد سوف يرتكب خطأ جسيما في حساباته في حال قرر عدم حضور مؤتمر السلام.
وكشف الوزير الأميركي أيضا أن في حوزة نظيره الروسي لائحة قدمتها دمشق تضم “أسماء أشخاص قد يمكنهم التفاوض” باسم الأسد خلال هذا المؤتمر المحتمل للسلام في سوريا.
وعبر كيري مجددا عن رغبة حكومته في التوصل لتسوية سلمية للحرب الدائرة في سوريا منذ عامين والتي قتل فيها 82 ألف شخص على الأقل، وفق تقديرات المعارضة السورية. وقال أيضا “نعتقد أن أفضل سبيل للتسوية في سوريا هو تسوية يجري التفاوض عليها”.
وكانت محادثات جرت في السابع من مايو/أيار الجاري بين كيري ولافروف وكذلك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أثمرت عن مشروع هذا الاجتماع الدولي.
فابيوس: جمع الحكومة السورية والمعارضة سيكون صعبا (الجزيرة)
تشكيك فرنسي
أما وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس فقد شكك في إمكانية عقد مؤتمر دولي بشأن سوريا في وقت قريب، وقال إن جمع ممثلين عن حكومة دمشق والمعارضة سيكون صعباً.
وفي موسكو، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أي تحرك قد يؤدي إلى ما سماه زعزعة الأوضاع في سوريا والمنطقة. وطالب بوقف الأعمال المسلحة فورا، والانتقال إلى الحل السياسي.
جاءت تصريحات بوتين في ختام مباحثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منتجع سوتشي.
أما موقف النظام السوري، فقد عبّر عنه وزير الإعلام عمران الزعبي بقوله إن المشاركة في المؤتمر المقترح مرهونة بمعرفة تفاصيل المقترح الروسي الأميركي، رافضا في الوقت نفسه مناقشة مستقبل الأسد خلال المؤتمر.
وأوضح الزعبي لمحطة “المنار” اللبنانية أن الحكومة لم تقرر بعد ما إذا كانت ستكون جزءا من هذه المحادثات وأنها لا تزال في انتظار التفاصيل. وأضاف “لكن قرار الحكومة السياسي واضح ويتمثل في دعم التوصل إلى حل سياسي والجهود الإيجابية الدولية في هذا الصدد، بالإضافة إلى محاربة الإرهاب”.
يُذكر أن الائتلاف الوطني السوري المعارض كان قد أعلن أنه سيجتمع في الـ23 من مايو/أيار الجاري في إسطنبول التركية لمناقشة الاقتراح الروسي الأميركي.
المصدر:الجزيرة + وكالات