سألني الصحفي هل سيعقد مؤتمر جنيف وهل ستشاركون فيه؟
قلت نعم إذا أظهرت الطغمة الحاكمة إرادة واضحة بالتخلي عن الحسم العسكري، وأوقفت عمليات القتل والدمار، وقبلت بان تأتي إلى جنيف لنقل السلطة لحكومة انتقالية كاملة الصلاحيات، كخطوة اولى على طريق نقل السلطة للشعب، من خلال الاعداد لانتخابات نيابية عامة، تؤسس لنظام ديمقراطي تعددي، يضمن انتقال السلطة بشكل دوري وسلمي من دون تعريض البلاد للحروب والدمار في كل دورة انتخابية أو رئاسية.
ضحى الشعب السوري كما لم يضح أي شعب قبله من أجل انهاء حكم الغصب والقهر والأقصاء والتمديد الأبدي وتقديس الرؤساء والزعماء ومطابقة الوطن والدولة مع شخص الحاكمين ومصالح أزلامهم وعشيرتهم. والكرامة التي أعلنها شباب الثورة منذ البداية ولا تزال شعار ا وبرنامج عمل للحقبة القادمة تعني، قبل كل شيء، احترام إرادة الشعب وحرياته وحقوقه، وفي مقدمها حقه الذي لا ينازع في أن يكون مصدر السلطات، والمقرر في من يبق ومن لايبقى في مناصب المسؤولية، ومن يحكم ومن لايحكم، وغايات الحكم وسياساته، وهذا هو معنى السيادة الشعبية. نقل السلطة للشعب يعني الاعتراف بهذه السيادة وبأن القرار للشعب وحده لا لمن يملك سلاحا أكثر او من يتحكم باستخدام الأسلحة الكيميائية.
إذا قدرنا ان مثل هذا التحول قد حصل، بتغيير ميزان القوى العسكرية على الأرض أو من دونه، تكون المشاركة في جنيف مجدية، وإمكانية التوصل إلى حل سياسي في متناول السوريين. وحتى نصل إلى مثل هذه اللحظة على النظام القائم أن يقوم بالكثير من مبادرات إعادة الثقة، وأن يعلن استعداده للاستقلال عن سياسات الدول التي تغذي نار الحرب لتحقيق مصالحها القومية الإقليمية والدولية، وأن يظهر تمسكه بوحدة الشعب السوري واستقلال سورية وسيادتها المنتهكة.
باختصار، وردا على كلام وليد المعلم، وزير النظام، المطلوب ليس نقل السلطة للمعارضة، فالمعارضة لا تبحث عن السلطة، وإنما نقل السلطة للشعب. ولا تعمل المعارضة مع الشعب لأخذ السلطة، وإنما لتمكين الشعب من أن يكون سيد أمره وقراره، وأن يقوم نظام يسمح له بأن يختار القيادات التي يريد، لا تلك التي تفرض عليه، من أي معسكر أو تيار جاءت.
نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل
Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org
زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب