اكتب هذا المقال تدوينا لموقفي و رأيي حيال الهجمات الاعلامية و الشعبية التي يتعرض لها السوريين بمصر.
الانسان دائما ما يثبت انه عدو ما يجهل و ان لم يجد مبررا منطقيا لسبب قناعاته دائما ما يلجأ لابتكار بدعة من وحي الخيال تبرر له صحة موقفة و نحن – في مجملنا – قد تربينا على نبذ نقد الذات و الحيلولة بيننا و بين ان نكون مخطئين, احاديين التوجة و متبلورين داخل قوقعة من الافكار المتراسبة و المخلفات التي ادخلتها النظم الاستبدادية في عقولنا ثم استقرت.
و أرى اليوم السوريين في مصر هم ضحية جديدة من ضحايا نمط تعاطينا للاخبار و التطورات السياسية بشكل سطحي و عمومي, فمعظم السوريين قصدوا مصر ليحتموا بها ووجدوا فيها الدار بعد قيام الحرب في بلدنا الغالي سوريا ولكن قلوبهم لم تقطع صلتها و لو لحظة عن البلد الام. و ان كان منهم من هو مهتم بشأن مصر فهذا لانه يعيش بها و ينصهر في حياتها اليومية, و اضيف هنا قناعتي الشخصية ان الشأن المصري شأن عام غير خاص من حق كل من هو مهتم به الانخراط فيه و المشاركة.
الازمة بدأت باعلان الرئيس السابق محمد مرسي قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا, فمنذ ذلك الحين و بشهادات اصدقاء سوريين كثر اصبحت معاملتهم من جموع المصريين معاملة جافة و طردية حتى ان الكثرين من ملاك العقارات يرفضون تأجيرها للسوريين حتى سائقي الاجرة احيانا يرفضون توصيل السوريين. تدهور حالهم اكثر و اكثر بعد الاحداث السياسية الاخيرة بخلع محمد مرسي و اصبح المصريين عن جهل و افتراء يرون في وجود السوريين في مصر مصدرا لزعزعة امن و استقرار البلاد و تضاعفت الخطابات الطائفية و التحريضية ضدهم و علت نبرة تخوينهم الى ان وصلت الى ما دفعني لكتابة هذا المقال ما قالة اليوم مدعي التفتح و تقبل الاخر يوسف الحسيني حين وصف السوريين المقيمين في مصر بصفات مبتذلة رديئة لا تخرج الا من انسان طائفي عنصري غير ناضج يعجز اللسان عن وصفه.
وضع السوريين بمصر لا يتحمل وصفهم بالارهابيين او الداعمين لمحمد مرسي او اقحامهم في العبة السياسة المصرية, فهم جميعا ضحية مجتمعية هجرتهم الحرب عنوه و مصر كانت مقصد بعضهم و لا يتوقعون فيها سوى الاحتضان و الدعم. لم يحدث في التاريخ العربي ان كانت هناك اواصل تاريخية و قومية و لغوية و فكرية كما كانت بين الشعبين السوري و المصري و هذا نداء لاعمال العقل و تأمل وضع الاحباب السوريين الصعب في مصر و التحديات اليومية التي يعانونها داخل و خارج الحرة قريبا سوريا.
اسلام الغزولي
7/11/2013
نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل
Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org
زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب