زملاء

المجزرة الكيميائية في الغوطة الشرقية: ما بين الصور والضحايا

المجزرة الكيميائية في الغوطة الشرقية: كي لا ننسى

في الواحد والعشرين من آب ٢٠١٣، قُصفت منطقة الغوطة الواقعة في الضواحي المحيطة لدمشق بصواريخ تحتوي على غاز السارين حسب تقرير الأمم المتحدة الذي نشر في ١٦ أيلول ٢٠١٣، حيث يذكر التقرير أن: “العينات البيئية والكيميائية والطبية التي تم جمعها تقدم اثباتات واضحة ومقنعة أن صواريخ أرض – أرض تحمل غاز الأعصاب (سارين)، قد استخدمت في الهجوم على عين ترما، المعضمية وزملكا في منطقة الغوطة في دمشق”. ويُقدّر عدد ضحايا المجزرة، حسب الصحف والتصريحات العالمية والعربية ما بين ٢٨١ شخصاً حسب السلطات الفرنسية، و١٧٢٩ شخصاً حسب تصريحات الجيش السوري الحر.

كان لهذه المجزرة، آثارا واسعة على المستويين الدولي والإقليمي، وكانت إحدى المبررات الأساسية التي استعملتها الإدارة الأميركية للتهديد بضرب سوريا عسكرياً، وكذلك كانت فرصة للإدارة الروسية لاختبار السياسة الاميركية على الساحة الشرق أوسطية وخاصة في سوريا، في ظل الأزمات الحادة التي تعاني منها الطبقة الحاكمة الأميركية، اقتصادياً وسياسياً.

واليوم نرى أن مسألة المجزرة قد حسمت، ولو مرحلياً، في مساحة النقاشات التحضيرية لمؤتمر جنيف ٢، وحتى ان لم توافق لبمعارضة بحضور المؤتمر، لكن ما بات واضحاً هو مدى أهمية القيمة الانسانية بالنسبة إلى مصالح هذه الدول والمعارضات الانتهازية، من روسيا والولايات المتحدة، الى النظام والمعارضة، بحيث أن الغضب والألم الذي يتجرعه الشعب السوري المنتفض ضد النظام الآسدي المجرم، منذ حوالي ثلاث سنوات، لا يمثل بالنسبة لهؤلاء سوى أرقاماً في مسرح تحصيل الامتيازات أو النفوذ في ظل التوازنات ما بين القوى المتصارعة على الساحة العالمية والإقليمية.

فرحلة البحث عن القاتل لم تعد مهمة أمام التزامه تجاه منظومة العدل الدولية تلك، بمسار القتل من دون استعمال الأسلحة الكيميائية. وهكذا كُلل النظام السوري، ولو في هذه المرحلة، برضى أو بغطاء المجتمع الدولي لإكمال حربه على الشعب، بعد موافقته على تدمير أسلحته الكيميائية، التي هي، بحسب رأي المدافعين عنه، ترسانته الاستراتيجية في معادلة الممانعة والمقاومة المزعومة ضد النظام الصهيوني، التي لم يتردد النظام ولو للحظة بالتخلي عنها للحفاظ على رضى القوى الامبريالية عن مشروعه بالقضاء على سوريا وشعبها فقط للبقاء في الحكم.

وفي ظل معادلات السيطرة تلك، تصبح الضحية فكرة مجرّدة، ورقة تفاوض، حادثة في مسرح التفاوض السياسي، مسلوبة من واقعها الانساني، وتصبح أسماء من قضوا كلمات ملحقة لملف آخر يوضع في أدراج التاريخ المنسي.

ولكن قوة الثورة والانتفاضة هي بقدرتها على التذكّر، وقدرتها على رفض النسيان، وفيها تصبح أسماء الشهداء والشهيدات خيوط من ضوء يصاغ بها التاريخ الإنساني، وتاريخ الشعوب، بمواجهة التاريخ الرسمي الذي يعمم النسيان ويفقد الذاكرة من خلال السموم التي تضخها الأنظمة الحاكمة وتشعباتها من معارضات سلطوية انتهازية.

لذلك قررنا في أسرة المنشور أن نتذكّر، وأن نرسم بعض خيوط تلك الذاكرة الانسانية والشعبية، من خلال تقصّي بعض أسماء ضحايا مجزرة الغوطة، كي لا ننسى من سقطوا/ن ولا زالوا/زلن يسقطون/ن من أجل أن يثبتوا/ن للتاريخ وللعالم أن الحرية قيمة تتخطى الموت. وهي مساهمة لنعيد التأكيد على التزامنا بالثورة، وبحق الشعب في الحرية والحياة والكرامة والعدالة والمساواة. وإنصاف نضال وحياة من سقط في المجزرة لن يتم إلا من خلال مواجهتنا المستمرة لأنظمة الموت هذه، ضد الامبريالية والديكتاتورية معاً، من أجل ثورة مستمرة للقضاء على جميع أشكال الطغيان والاستغلال والاضطهاد.

— المنشور

نشر في‫:‬الاربعاء, تشرين ثاني 6, 2013 –  15:41
متظاهرات ضد المجزرة الكيميائية في الغوطة | بعدسة: حسين ملّا ، AP
الكاتب/ة: هشام الأشقر.
شارك/ت في الابحاث: هشام الاشقر، إميلي ديشه-بيكر

مع تقدم ساعات النهار في الواحد والعشرين من آب ٢٠١٣، بدأت صور وفيديوهات ضحايا الضربات الكيميائية في غوطة دمشق، سوريا، بالازدياد والانتشار، إما عبر وسائل الاعلام أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي. المعلومات قليلة وغير دقيقة، كل ما نعرفه أن النظام السوري استعمل أسلحة كيميائية في الغوطة، وصور الضحايا. في المقابل، بدأت بعض المواقع السورية بنشر لوائح لأسماء الضحايا. ولكن من هم هؤلاء الضحايا في هذه الصور؟

منذ بدء الثورة السورية قام بعض الناشطون/ت بتوثيق أسماء الشهداء، كي لا يبقوا أرقاماً. لكن الربط بين الأسماء والصور ما زال ناقصاً إلى حدٍّ كبير. فوسائل الإعلام العربية نادراً ما ترفق تعليقاً مع الصور. أما وسائل الإعلام الغربية غالباً ما ترفق الصور بتعليقات عامة أو مُبهمة.

في ما يلي محاولة وتحية بسيطة لضحايا الهجوم الكيميائي، وذلك عبر التعرف على بعض الضحايا الظاهرين في صورتين من الصور التي تم نشرها واستعمالها بكثرة في الاعلام.

“جثث رجال وفتيان ممدة على الأرض”

(تصوير: محمد العبد الله).

هكذا كتبت معظم وسائل الإعلام كعنوان لهذه الصورة. بعضهم أضاف أنها في منطقة دوما في دمشق. الضحايا في هذه الصورة يظهرون في صور أخرى أو في افلام فيديو. من خلال مقارنة أسماء الضحايا مع سجلات مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، تبين أن الصورة مأخوذة في مشفى الإحسان في بلدة حمورية. حيث صفّت جثث الضحايا المجهولي الهوية في الطابق الأرضي للمشفى. على جبين كل ضحية جرى لصق رقماً. في هذه الصورة مُددت الجثث بحسب التسلسل الرقمي، من رقم ٨٣ (في أعلى الصورة الى اليسار) إلى رقم ٩٨ (في أدنى الصورة)، باستثناء الضحية التي أعطيت الرقم ٨٩، غير الموجودة في هذه الصورة. أهالي الضحايا كانوا يتفقدون الجثث للتعرف على ذويهم وأقربائهم، وبعض الضحايا في هذه الصورة تم التعرف عليهم بهذه الطريقة، وهم:

موفق سليمان (٨٣) الملقب بأبو فهد، من زملكا. غياث الدباس (٨٤) الملقب بأبو وائل، من زملكا. توفيق الغوش (٨٥) الملقب بأبو فهد، من زملكا. محمد الدلال (٩٣) الملقب بأبو طلال. أيمن الدحلا (٩٨) والده يدعى أبو مازن، من زملكا.

ووضعت صور الآخرين على موقع “مفقودين وشهداء مجهولي الهوية في دمشق و ريفها[١] على فايسبوك، كما تم نشرها على المواقع الأخرى لمفقودين ومجهولي الهوية، حيث تم التعرف عليهم جميعاً، وهم:

خالد العيسى (٨٦) والده يدعى فيصل، من زملكا. سمير الخطيب (٨٧) من سكان حي الزينية، الملقب بأبو علي. ظاهر ابو زيد (٨٨) فلسطيني. احمد الحاتي (٩٠) الملقب بأبو أسامة العربيني. محمد سليمان (٩١) الملقب بأبو الخير. عدنان الطري (٩٢) من زملكا، والده يدعى علي، وقد دُفِنَ في مقبرة عين ترما الجديدة. سامر الحايك (٩٤) من سكان حي الزينية، والده يدعى عبد الله الذي دُفِنَ في حمورية. صبحي الخطيب (٩٥). سامر رحمة (٩٦). أحمد أورفلي (٩٧)، الملقب بأبو الليل من زملكا.

أسماء وصور الضحايا في الصورة التي تظهر رجال مصطفين على الأرض.

الفتاة ذات القميص البنفسجي

الصورة الثانية تظهر رجلاً يحمل فتاة صغيرة. قميصها البنفسجي سُحِبَ إلى الأعلى. فمها مفتوح قليلاً. وشعرها مبلل وأشعث. تبدو نائمة، ولكنها ميتة.

(تصوير: ضياء الدين).

العديد من وسائل الاعلام نقلت تعليق رويترز على الصورة: “رجل ينفعل وهو يحمل جثة فتاة”. أ ف ب (وكالة الصحافة الفرنسية) أضافت في تعليقها أن المكان هو مشرحة مؤقتة في الغوطة الشرقية. في نفس الوقت التي التقطت فيه هذه الصورة جرى تسجيل هذا الفيديو، وتحميله على اليوتوب، في بعض الأحيان تحت عنوان: “أب سوري يبكي ابنتيه اللتين قتلتا في الهجوم الكيميائي”:

في الفيديو، وهو يحمل الفتاة ذات القميص البنفسجي، يتوجه الرجل إلى الكاميرا قائلاً:

“يا الدول العربية، يا امم المتحدة. مشان الله. اطفال. لك لسا ما شفتو شي. لك بالكيماوي … بتعرف شو قالوا قبل ما يناموا؟ موتّهن يا بشار بدل الموتة موتتين. موتة بالكيماوي وقبل ما يناموا رجعت هي البنت.

ثم يدلّ على فتاة ترتدي قميصا أصفر ملقاة على الارض، ويتابع:

هي. قالت: يا بي، قبل ما … حطتلها اكل. هي. قلتلي قبل: يا بي، اليوم ما دوري بالاكل، دور اخواتي. من الحصار. من الخبز. من الاكل. من الجوع. لك شو نساوي يا جماعة الخير. شوف. شوف. شوف. شوف هالوجه. بالكيماوي؟ بالكيماوي؟”

يُذكر أن ال بي بي سي كانت قد نشرت صورة للفتاة ذات القميص الاصفر، يظهرها تتلقى العلاح، تحت عنوان: “الاطفال هم من بين أولئك الذين أصابتهم المحنة بوضوح”

من خلال مقابلة أجريناها مع أحد أقاربهما.[٢]

الفتاة ذات القميص البنفسجي تدعى فاطمة غرّة، ثلاث سنوات. الفتاة في القميص الأصفر هي أختها، هبة غرّة، أربع سنوات. الرجل هو جدهما أبو حمزة الشيخ. والدهما طبيب اسمه نبيل غرة. والدتهما سيدة من عائلة الشيخ. لفاطمة وهبة ثلاث أخوات وأخ واحد: بتول، ١٦ سنة، وراما، ١٥ سنة، ومحمد، ١٢ سنة، ودانيا، ٩ سنوات. عائلة غرّة هي من سكان زملكا. قبل حوالي السنة، توقف الأهل عن إرسال أولادهم إلى المدرسة، خاصة بعد أن بدأ بعض المدرسين المقربين من النظام بالحضور إلى المدرسة مع أسلحتهم، واستجواب تلامذة لا تتعدى أعمارهم/ن الاثني عشر سنة. ومنذ ذلك الوقت، أمضى الأطفال معظم أوقاتهم/ن داخل المنزل. في لحظات اشتداد القصف المدفعي، كان الأهل يحاولون/ن تهدئة روع الاطفال، تارةً بالكذب عليهم، وطوراً بحضنهم. في بداية هذا العام، انتقلت عائلة غرّة إلى بلدة حزّة المجاورة بسبب تصاعد حدّة القصف والاشتباكات، ليعودوا قبل أشهر إلى زملكا، ولكن ليس إلى منزلهم القديم، بل إلى شقة في حي الزينية.

في الساعات الأولى من صبيحة الواحد والعشرين من آب ٢٠١٣، سقطت حوالي ثمانية قذائف على منطقة زملكا، عين ترما وحزةّ. كانت الفوضى عارمة. تفرقت عائلة غرّة. أبو حمزة الشيخ وصل إلى مشفى ميداني في بلدة عربين وبصحبته فاطمة وهبة. توفيت فاطمة وهبة، و كذلك اختاهما راما ودانيا. والدهما نبيل، اعتبر في البدء بين عداد الضحايا، ولكن عُثِرَ عليه لاحقاً وتم اسعافه. أخوهما محمد كان لا يزال في عداد المفقودين لحظة اجراء المقابلة.

للمفارقة، آننا نعلم عن اللحظات الاخيرة في حياة فاطمة وهبة اكثر ما نعلم عن حياتيهما. فعدة شرائط فيديو على اليوتوب تظهر التسلسل الزمني لتلك الساعات الاخيرة في مشفى عربين الميداني:[٣]

فاطمة ممددة على سرير المشفى الميداني في عربين، الذي يقع في الطابق السفلي لأحد المباني. حولها اخذت تتمتلئ الغرفة بالمصابين و الضحايا. شعرها وثيابها مبللة. شفتاها بلون قميصها، بنفسجيتان. أحد المسعفين يضع جهازاً مساعداً على التنفس على وجهها، محاولاً إنعاشها. من ثم انتقل المسعف إلى هبة الممددة على سرير آخر، محاولاً انعاشها. فاطمة ما زالت ممددة على السرير، حولها ثلاث أبر وعدة أغلفة فارغة. في الطابق الأرضي للمشفى بدأت عملية تجميع وصف جثث الضحايا.

٣٤ درجة تفصل الطابق السفلي عن الطابق الأرضي، اجتازها أبو حمزة الشيخ حاملاً فاطمة بين يديه. توجه ليضعها على الأرض قرب هبة. بضعة كاميرات كانت بانتظاره. تحدث إلى الكاميرات. وضع فاطمة قرب هبة، ومررّ يديه على رأسيهما.

ازدادت أعداد الضحايا. جرى تجميع وصفّ الأطفال قرب بعضهم/ن البعض. تم تغطية فاطمة وهبة والاطفال قربهما بغطاء أسود. أبو حمزة ما زال قرب فاطمة وهبة، يزداد غضبه وسخطه، بينما يحاول البعض تهدئته. مع مرور الوقت وارتفاع درجات الحرارة، وضعت ألواح من الثلج على جثامين الضحايا.

هي آخر صورة لفاطمة وهبة. الفتاتان فرش عليهما غطاء أسود اللون، محاطتان بأطفال من أعمارهما. ألواح من الثلج وضعت على أعناقهنّ وأجسادهنّ. فاطمة، وجهها بإتجاه سقف الغرفة، وهبة، مال رأسها صوب فاطمة.

لم تتسع مقابر زملكا لجميع الضحايا من أهلها. فتيات عائلة غرّة دفنّ في مقبرة جماعية في بلدة سقبا.

 

فاطمة وهبة غرّة في آخر صورة ملتقطة لهما (تصوير: ضياء الدين).
خارطة تنقل عائلة غرّة في عام ٢٠١٣، وإتجاه إجلاء ضحايا الضربة الكيميائية. (بالإضافة إلى المصادر الموجودة في النص، تمّ تحديد: الاتجاهات الرئيسية لإجلاء الضحايا من خلال سجلات مركز توثيق الانتهاكات في سوريا؛ المناطق التقريبية للاشتباكات من خلال هذه المقالة؛ المواقع التقريبية للضربات من خلال هذين الرابطين).

ما بين الصور والضحايا

تحت عنوان “لماذا صور المعاناة في سوريا لم تؤثر بنا“، كتب فيليب كينيكوت في الواشنطن بوست:

“صور الاطفال القتلى مؤلمة جداً، بحيث أصبحنا مدربين جداً على التهرب من ردات فعلنا العاطفية، والانتقال من الرعب إلى الشك، إلى اللامبالاة”.

يتابع كينيكوت:

“الحقيقة الثابتة الوحيدة حول الصور المرعبة التي وصلتنا من سوريا في العامين ونصف العام السابقين، أنه في العديد من الحالات لا نعرف من التقط ولا ما تظهره هذه الصور. كل ما نراه هو قسوة وبؤس غير مؤطرين. الشك يدخل على الموضوع، وهناك ميل طبيعي لدفع الصور بعيداً عنا، كلغز يصعب حلًه”.

فحتى لا تصبح صور ضحايا الثورة السورية أمراً عادياً في حياتنا، روتيناً نحاول التهرب منه، أو لغزاً يصعب حلّه، وحتى لا تصبح الصور متشابهة، علينا أن نذكر أسماءهم/ن، أن نروي قصصهم/ن، أن نبعث الحياة، على الأقل، إلى الصورة.

________________

١. في ١٧ يلول ٢٠١٣ قامت ادارة فايسبوك بحذف موقع “مفقودين وشهداء مجهولي الهوية في دمشق و ريفها” الاساسي. عنوان الصفحة الاحتياطية

٢. تم العثور عليه عبر احدى مواقع زملكا على الفايسبوك. اجريت المقابلة عبر سكايب في ٢٦ آب ٢٠١٣

٣. شرائط الفيديو هي التالية بالتسلسل الزمني: فيديو ١؛ فيديو ٢؛ فيديو ٣؛ فيديو ٤؛ فيديو ٥؛ فيديو ٦ و فيديو

نقلا عن المنشور

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق